33 عامًا على الإنتفاضة الفلسطينية المجيدة

2020-12-09

تحل هذه الأيام، الذكرى الـ 33 عامًا لانطلاق الإنتفاضة الشعبية الفلسطينية المجيدة الباسلة، انتفاضة الحجارة، هذا الحدث الكفاحي الهام الذي لم تغب أهميته، وشكل فضاءً نضاليًا لشعبنا الفلسطيني بكل شرائحه وتشكيلاته وفصائله المختلفة، أربك الإحتلال وعراه . 

ومن المعروف أن الإنتفاضة لم تنفجر بقرار سياسي أو تنظيمي لأي من الفصائل الفلسطينية وقيادة الإنتفاضة، بل انطلقت من قلب مخيم جباليا في قطاع غزة وامتدت إلى بقية المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية المحتلة . وهذه الإنتفاضة شكلت علامة فارقة في تاريخ الثورات ومسيرة القضية الفلسطينية والنضال الوطني التحرري الإستقلالي الفلسطيني، وصارت نمط حياة يومي واجتماعي لشعبنا الفلسطيني، وأعادت القضية الوطنية الفلسطينية إلى الأجندات العالمية ووضعتها في مركز الصدارة . 

وانعكست الوحدة الوطنية في الإنتفاضة وتجلى ذلك في بياناتها، حيث تم توقيع النداء الإول باسم القوى الفلسطينية ثم القيادة الموحدة، ثم منظمة التحرير الفلسطينية/ القضية الوطنية الموحدة . وكل هذه الأسماء كتبت بقلم أُناس منتمين إلى تنظيمات فلسطينية معروفة، لكنهم اختاروا منذ اللحظة الأولى، أسماء ذات عمومية تعبيرًا عن الوحدة . ومما لا شك فيه أن الثبات على توقيع م. ت. ف رسخ قضية الوحدة . 

ولم تعتمد الإنتفاضة الموقف السياسي فحسب، بل خاطبت الرأي العام الإسرائيلي والعالمي، وبثت الأمل في نفوس الجماهير الشعبية الفلسطينية العريضة، وأجبرت الكثير من دول العالم الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا وحيدًا للشعب الفلسطيني، وبعدالة القضية الفلسطينية، وبالتالي فتحت الآفاق أمام المفاوضات الفلسطينية، وتوقيع اتفاق أُوسلو، وعودة الفلسطينيين من تونس إلى الأراضي الفلسطينية . 

لقد جرت مياه كثيرة منذ الإنتفاضة الفلسطينية الأولى وحتى الآن، وحدثت تغيرات سياسية عديدة، وانهارت المفاوضات السلمية الفلسطينية – الإسرائيلية ووصلت إلى طريق مسدود، نتيجة التعنت والرفض الإسرائيلي وتمسك حكومة الإحتلال والعدوان باللاءآت  المعروفة، وشهد الشارع الفلسطيني أشد حالة انقسامية في تاريخه، ترك أثرًا سلبيًا على القضية الفلسطينية، والكفاح الوطني التحرري الفلسطيني، وأدى إلى تعمق مشاريع التصفية والتآمر ضد شعبنا الفلسطيني . 

واليوم بعد مضي 33 عامًا على انتفاضة الحجر الفلسطيني تعيش القضية الفلسطينية أسوا أحوالها، في ظل الترهل السياسي، والتمزق الفلسطيني، وفي مرحلة التطبيع العربي الخليجي مع دولة الإحتلال، والموقف الفلسطيني المتلكئ والمتردد والمتغير، وغياب الموقف الفلسطيني الموحد الجامع . 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved