توقفت "معكم" وحسبناها أياماً وتعود، وطال الغياب ومحبوها ينتظرون، وإذا الأيام تصبح شهوراًوالكل ينتظر والأسئلة تتواتر على الأستاذة عالية كريم " عن سر الانقطاع"، وقد وعدت ووفت، فتعود "معكم" وتتخطى الصعوبات الفنية الى قرّائها بحُلّة قشيبة وبحماس وعزيمة من كتابها وقرائها ومتابعيها..
"والعودُ أحمدُ" تعبير ذائع أدرجه الميداني في أمثاله، وذكر ابن منظور في لسانه، وهو يأتي مثلا سائراً في الشعر والنثر لقصره وعمقه، بمعنى أن تكون العودة ميمونة فهي تنشد الأحسن وتعِدُ بالأجمل..ولبلاغة هذا القول تسابق الشعراء لتضمينه في أشعارهم..
فكثيِّر عزّة يقول:
بدأتم فأحسنتم فأثنيت جاهدا – فإن عدتمُ أثنيتُ والعود أحمدُ
أما شاعر الخمر ،الأخطل:
فقلتُ لساقينا عليكَ فعُدْ بنا – الى مِثلِها بالأمسِ فالعودُ أحمدُ
أما العبقري ابن الرومي فيقول:
والعودُ احمدُ قولٌ قد جرى مَثَلاً – وعُرْفُ مثلِكَ بالعَوْداتِ موصوفُ
تعود "معكم" وقد هبّ الشعب العراقي من سباته وكذلك اللبناني والجزائري وقبلهم السوداني.. مما يعزز الأمال بأن المنطقة مقبلة على تغييرات جادة قادها القوى الحية من شعوبنا بعد أن تخلفت الأحزاب التقليدية وتقوقعت، ما جعل شبابنا العراقيين غير المؤدلجين يمسكون بزمام المبادرة وينتفضون ضد القوى الحاكمة المثقلة بالفساد لمدة ستة عشر عاماً ويخرجون بصدور عارية ليواجهوا المسلحين الأذناب والمرتزقة ويقدمون الشهداء بشجاعة أرهبت المتسلطين وقضّت مضاجعهم. ما يعزز الأمل أن علائم النصر باتت قريبة...وإن النصر حليفُ الثوّار طال الزمن أم قصُر.
لا شك أن موضوع الثورة التشرينية التي ستستمر، وستحضى باهتمام كتاب "معكم" أضافة للمواضيع الثقافية والأدبية والأخبارية التي حظيت باهتمامها طيلة مدة صدورها..
ويسعدني أن أكون من المواظبين على الكتابة فيها بانتظام أكثر من ذي قبل..
فتحية ل "معكم" وهي تعود لتمارس دورها الثقافي والأدبي وتحية لكتّابها ومحرريها وقرّائها..