عَبْدَةٌ هَزَّتْ نخيلَ العراق لخدمَةِ سيّدها الأبيض * / طوابع سعد الجادر الفضيّة – 20

2016-10-06
تَلقّى " تشيني" لوح الرافدين من آلهة الأرض ... بين دجّالٍ وسفّاح، مِمّن لايرتوي دماءً، ولا يشبع رِباً ولا دولاراً، ولم يتوقّف عن الكذب ساعة واحدة ... أرواحهم ميّتة، وغداً تموتُ أجسادهم .
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/db388bf1-89cf-4250-b8cb-afe17707c860.jpeg 
فَجَمَعَ "دِكْ" مُريديهِ، مِنْ أقْنِعَة الحرباء والتخفِّي والكيد والخداع ...لتنويرهم بفضائل نفط سومر في هذا الآن ... الحرِج لعجل الذهب، وللحضارة والانسان .
تَوَهّجَتْ الآنسة "كوندي"، فانْتَفَضَتْ، واسْتَبَقَتْ الحاضرين، وهَتَفَتْ: أتركوا المَحْقَ لي: 
فالفوضى الخلاّقة في العراق خرابٌ ودماء، ومفتاح الحريّة والديموقراطيّة الأمريكيّة لهيمنة النظام الامبريالي العولمي لنهب موارد الأرض، وإبادة غالبيّة سكّانها .
وهكذا غزا القراصنة العراق بخطّة خبيثة ماكرة : إلغاء الشعب والدولة والمواطَنَة . وتمكين عُمَلاء تافهين من الحُكم والسيْطرة . والاشتغال بهم على أنهم الشعب والبلاد والدولة . وصناعة منظمات إرهابيّة للتعهدات السياسيّة والعسكريّة والماليّة : إبادة المسلمين ببعض وبإسم الاسلام، مواصلة نهب النفط والآثار، إنفاق مئات مليارات الدولارات على رشوة العملاء و نشرالفساد وتمكين الارهابيين وشراء المعدّات العسكرية ... وعدم تخصيص شيئ يُذكر للأمن والإعمار .
غادرتْ كوندي مُسْرِعَةً . وجهّزتْ مع عشيقها السيد خنزير قارباً مُثْقَلاً بجيش من المستشارين : بالسرابات ومزامير الأكاذيب ... وبالظُلم والظُلُمات والشرّ والباطل والعبث ... وبعواء الجوارح والزواحف، وضوضاء الاعلام، وترهيب البعران والأصنام ... وبأقنعة مُلَوّنة ... وباللُّعَب ... وبِمَكْر مُزَخْرف بالذهب والجوهر ... وبكلاب تتغذّى على لحوم البشر ... وبطاعون العمالة الذي انتشر ... وبأكياس مليئة ببيوض الشياطين المُعَدّلة وراثياً ... وبمطبعة دولار يدوية وجواري وغلمان ومَنْسَف ... وبشظايا دستور الكلمات المتقاطعة والكيد العاتي والفخاخ التائهة للمتاهة الخلاقة ... وبالمساعدات الغذائيّة والطبيّة القاتلة ... وبإيقونات حمراء زئْبَقيّة ... وبحفنَة دواعش قِرْمزيّة ... وبالسيوف والخناجر وكواتم الأصوات والأنفاس ... وب "ماكيتات" سجون عصريّة ومصانع أكفان ومقابر عموديّة ... وبعوار بوش وعمى بلير، وعورات بريجينسكي وكيسنجر ... وبإثنين من دار الإفتاء الجهادي الأمريكي: واحد سُنّي، وآخر شيعي ... وبالحرية والديموقراطية المُفَضَّضَة والمُطَّعمة بالأحجار الثمينة والمُمَوَّهة بالدماء الزكيّة ... وبحقدٍ مقيتٍ بغيضٍ بذئٍ حقيرٍ ردئٍ بَشِع ...
إنطلقَ مهرجان القطعان المُخَدَّرة السكْرانة كطاووس الموت يُسرِع الخُطى ... عاصفة ... تسونامي ... ريحاً صرصرا ... يُضْرِمُ النيران ... يُبيدُ الانسان ... يقتلعُ النخيل العالي المديد، الذي يهوى كزئير الأسد أبو الشامات الصامد المقاوِم للفَناء في تِيْهِ آلاف السنين .
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/b6d334a6-7b80-4724-8fa5-d368dd2472ba.jpeg  
وَصَلَ الرُكْبُ محاطاً بِنقيق الزعانف وقّهْقَهة القوارض ورعد "الصدمة والترويع" الذي يملأ الفضاء والأجواء، وسارتْ كوندي، ثَمِلَة تترنَّح، مُتَكِئة على خنزير، عبر حواجز وحراسة بلاكووتر الى المقرّ الناتئ الأخضر، رمزاً ومرتعاً لانتصارها في العراق الحرّ الديموقراطي الجديد، حتى إذا حَطّتْ ... اعترتْها رجْفَة اللّذة ... فافْتَرَشَتْ بساط النهرين ... وتَوسّدتْ مَخدّتيْ الكَنْزَيْن ... واسْتَرْخَتْ ... وفَضَحَتْ سِتْرَها واسْتَلْقَتْ ... وتَعَرَّقَتْ  ... واسْتَسْلَمَتْ ... وتَوَسّلَتْ  لمعاشرة خنزير ... ... رَفْساً رَفْساً ... ثلاثة عشر عرساً ... بسخاء ... ودون حجاب ... ما استحتْ من نفسِها وهي تُعَبِّرُ عن جنون اشتياقها وهواها وهي في مهمّة رسميّة على رأس كرنفال الموكب ... وهما محاطان بكومبارس البيت الأسود، ورقص القوارض عرايا تحت ظلال المجزرة الخضراء حول بحيرة سراب المراهنات على متحف الحرب المجنونة ... رقصة الاستعمار القديمة الغربية اللئيمة ...
حَمَلتْ كوندي حملاً ثقيلاً ... وجاءها المخاض على الأنبوب عند البرميل ... فولَدتْ مَسْخاً خطيراً ... وأرْضَعَتْهُ وهو يهنئ إخوته في الرضاعة ... اللّصوص القَتَلة المحترفون الفاسدون المُنافقون المُتْخَمون المُتْرَفون الدُونيّون المَخْصِيّون المُخَضَّبون بالنجاسة والخيانة والدماء ........... المسؤولون ... الذين أضرموا النيران في جنّة النخيل والنهود والعيون ... وتركوها مُشْتَعِلة ...
 
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/18347541-684e-4167-81c9-625b096b1345.jpeg  
العراقيون يُقْتلون حتى الآن ... وفي العام 2015 فاقَ عدد الضحايا 50000 قتيلاً عدا الجرحى والمعطوبين والأيتام والأرامل والمهَجَّرين ...
عوائد النفط بمئات مليارات الدولارات وخزانة "الدولة" فارغة
وهياكل جيلنا المكلوم تنام على وَجَع وبطون فارغة
والعباد غافلة غافية تنتظر استرجاع تيجان الوعي من المقابر والمتاحف 

لَعَنَ الله العملاء في الدنيا والآخرة . ولهم الخزي والعار في التاريخ والذاكرة

شبابٌ من نورٍ ورعْدٍ وبَرْق ... غربٌ وشرق ... بُناة المستقبل
يُفَجِّرون بحار الارهاب الدموي، ويُجَفِّفون منابع العمالة العَفْنَة

ثمّة كارثة ستحدث
ليستقيم العود ... وتَنْفُضُ العنْقاء الرّماد 
أحزانٌ تَنْفلِت ... وتَخَلّفٌ يُباد
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/b88fb0d1-4426-486a-9a39-b245b3cb1b13.jpeg
الأفئدة ترتدي الربيع ... والورد والرمّان ... والنخلة السامِقَة التي خبّأت العراق في لِيفِها، في سعْفِها، في طلْعِها، في أعذاقِ تَمْرها، في قَلْبِها، في رَحْمِها ... في جمالها ...
وهل سَيَتَعَذّر على العراقي الذي ابتكرَ وَوَثّقَ ثقافة الرافدين النافِعة المُبْهِرَة بالطين، أن يُحْيِيها بالنبوغ والنفط والحبّ والياسمين؟.
مستقبلنا لنْ يَتَغَرَّب، بل يمرّ عبر الحي من تراث ثقافات النهرين 
نخيلٌ مُثْمر أخضر ... من فضّة ومرجان وعنبر ... وياقوت ولؤلؤ بين النجوم والقمر ...
نخيل ... نخيل ... نخيل ...
------------------------------------------------------------------------------------------------
*العنوان من وحي عبارة للرئيس روبرت موغابي عن كونداليسا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved