الأدب المهجري قديما والأدب الاغترابي حاليا يشكلان انقاذاw لثقافتنا ونهضة إبداعية ثقافية

2022-02-11

مقدمة:

هل الفائض بالنتاج الشعري في ثقافتنا الفلسطينية داخل إسرائيل هو دليل ثقافي وابداعي شعري مشجع ؟

هل كثرة الإصدارات الشعرية ووجود متخصصين تحت غطاء يسمى ب "النقد" الذي كثرت صولاته وجولاته لدرجة فقدت التمييز بين الجديد والأقدم، بين الطبخة الشعرية الطازجة وبين الطبخة التي علاها العفن، هو دليل نهضة ثقافية وابداعية في مجال الشعر تحديداً، بينما الجنار القصصي شبه غائب عن الإبداع الّا بأقلام أقل من أصابع اليد الواحدة، ولا يحظى بالاهتمام الذي يحظى به الشعر لأسباب تبدو لي بعيدة عن الأدب وعن النقد وعن القراءة والانطباع الذاتي من الإصدارات، ويبدو أن افتتاحية النقد تكتب قبل أن يبدأ الناقد بقراءة النص . 

ما زلت التزم الصمت والابتعاد عن مهزلة النقد في ثقافتنا المحلية قراءة وكتابة، ليس قصوراً أو خوفاً أو تردداً، بل لا أريد أن أفقد وقتاً ثميناً بقراءآت مملة والإنشغال بعملية تقنيب لا شيء نقدي فيه، رغم أني أقرأ أحياناً نصوصاً شعرية جميلة، لكن لعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة . ولأسماء لا أجد نشوء بدائل ثقافية لها، في القصة والشعر خاصة !!  

هل يمكن القول أن عصر المثقفين العرب الكبار في طريقه للتلاشي والإندثار ؟

لست مطلعاً بشكل واسع على الشعر العام عربياً، ولا أجد كتّاباً قصصّيين وروائيين إلّا ما ندر، كبدائل لما عشناه مع روايات القرن الماضي، القرن العشرين مثلاً !!

الواقع الاغترابي :

تعرفت منذ سنوات قليلة بعد زيارتي لأستراليا، على الأدب المهجري الحديث الذي يصاغ تحت مسميات جديدة "الأدب الإغترابي" ! وفوجئت من ضخامة دوره الثقافي ومن فظاعة تجاهله أيضاً في عواصم العرب المختلفة . ما عدا لبنان الذي يبقى في الطليعة الثقافية بحكم انتمائهم إلى لبنان أو اندماجهم بالنشاط الثقافي مع أديب لبناني بارز أنا أعتبره لوحده اهم من أي دولة عربية في المجال الثقافي والابداعي المتنوع والمتعدد الوجوه .

 كما تعودنا منذ الأدب المهجري الأول بأعلامه من جبران ونعيمة والريحاني وأبو ماضي وفرحات والمعلوفين.. الخ . إلى الأديب الإغترابي (المهجري) المتنوع الإبداعات والموسوعي باهتماماته الثقافية الدكتور جميل ميلاد الدويهي، وعدد من زملائه في الإغتراب الأسترالي، وربما عدد في الاغتراب داخل الوطن أيضاً، نجد أن حضانة اللغة العربية وصيانة تطور الثقافة العربية، أضحت مهمة إغترابية وبجدارة .

  تذكروا أيها العرب هذا الاسم، جمل ميلاد الدويهي، سيكون له المكان البارز والقيمة الثقافية والتطويرية لكل ثقافتنا العربية، أُسوةً بالسابقين من جبران وصحبه !! وكل مثقف لا يتابع ابداعاته يعيش منعزلا عن ثقافة مرحلتنا التاريخية برمتها !!

جميل أسس موقعا انترنيتيا باسم :

 (أفكار اغترابية - www.afkarightirabiah.com.au)

يشارك بالكتابة فيه مجموعة أُدباء إغترابيين وعرباً من اماكن مختلفة، ومنهم عرب من "فلسطين 48" أيضا، الأكثر اغتراباً حتى من أُدباء العالم العربي المتواجدين في المهجر . ولعل الفلسطينيون هم الأكثر اغتراباً بحكم واقعهم وتنصل العرب من مسؤوليته عن مستقبلهم رويداً رويداً .

  إلى جانب الموقع بدأ جميل الدويهي ينشر مجلة شهرية اغترابية، هي خطوة لتعميق التيار الإغترابي وايصال صوته لكل بقاع الأرض العربية .

ونجد أيضاً أن أفكاراً اغترابية أصبحت دارًا لنشر الابداعات الأدبية لصاحب الدار ولأدباء مساهمين ومشاركين في النشاط الثقافي .

مرة أخرى أؤكد أن هذا النشاط يثمر بديلاً عن الواقع البائس أدباً بحالة عالمنا العربي بتركيبته السائدة اليوم، خاصة ونحن على أعتاب نهاية فترة الدواعش كما نتمنى . لكن يبدو أن الدواعش هم الوجه الثاني للعملة العربية .

سيحين الوقت لرؤية أكثر عمقاً بأن الأُدباء المغتربين شكّلوا حاضنة ثقافية وتطويرية وابداعية لغوياً، وبكل مجالات الكتابة الإبداعية والفكرية والفلسفية .

 

نبيل عودة

 
- ولد في مدينة الناصرة (فلسطين 48) عام 1947.
درس الفلسفة والعلوم السياسية في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو .
كتب ونشر القصص القصيرة منذ عام 1962.
عمل نائبا لرئيس تحرير صحيفة " الأهالي 
شارك سالم جبران باصدار وتحرير مجلة "المستقبل" الثقافية الفكرية، منذ تشرين أول 2010
استلم رئاسة تحرير جريدة " المساء" اليومية .
يحرر الآن صحيفة يومية "عرب بوست".
من منشوراته : 1- نهاية الزمن العاقر (قصص عن انتفاضة الحجارة) 1988 2-يوميات الفلسطيني الذي لم يعد تائها ( بانوراما قصصية فلسطينية ) 1990 3-حازم يعود هذا المساء - حكاية سيزيف الفلسطيني (رواية) 1994 4 – المستحيل ( رواية ) 1995 5- الملح الفاسد ( مسرحية )2001 6 – بين نقد الفكر وفكر النقد ( نقد ادبي وفكري ) 2001 7 – امرأة بالطرف الآخر ( رواية ) 2001 8- الانطلاقة ( نقد ادبي ومراجعات ثقافية )2002 9 – الشيطان الذي في نفسي ( يشمل ثلاث مجموعات قصصية ) 2002 10- نبيل عودة يروي قصص الديوك (دار انهار) كتاب الكتروني في الانترنت 11- انتفاضة – مجموعة قصص – (اتحاد كتاب الانترنت المغاربية)  

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved