المرأةُ قضيّةٌ كبيرةٌ لها أبعادُها التاريخيّةُ والدينيّةُ والثقافيّةُ والاجتماعيّةُ والوطنيّةُ، ولها مفاهيمُها المتوارثةُ، فالحقائقُ والعاداتُ والقوانينُ المجتمعيّةُ التي نحياها، هي وليدةُ أبعادٍ دينيّةٍ ووطنيّةٍ أنتجتْ ثقافةً مجتمعيّةً نتعايشُها، مِن خلال الممنوع والمسموح، الحرام والحلال، النعم والـ لا، المقبول والمرفوض، والخ.. وقد استقى أفرادُ المجتمع هذه القوانينَ وارتوى منها، وطبّقَها دون اعتراض أو ببعض تغييرٍ بطيء!
ولأنّني أعتبرُ المرأةَ الكنزَ الحقيقيّ للمجتمع، وهي الخميرةُ التي تُخمّرُ عجينَ حضارتِه، فلا بدّ من توفيرِ بيئةٍ دافئةٍ تتمتّعُ بفِكرٍ وطنيٍّ شاملٍ واعٍ، فالمرأةُ هي قضيّةٌ إنسانيّةٌ بحتة، فمنذ لحظةِ ميلادِها يُمكنُ أن نُهيّءَ لها ظروفَ إنباتٍ صالحةً، وتربةً خصبةً تحتضنُ غرسةً الحياةِ بكينونتِها، لتنموَ ككيانٍ وكإنسانٍ بكاملِ كفاءاتِه وقدراتِه وآهليّته، تُساوي الذّكرَ وتُوازيهِ في الحقوق والمؤهّلات .
المرأةُ يمكنُها أن تنطلقَ في مساحاتٍ شاسعةٍ فيما لو توفّرت لها الفرص، وفيما لو أُتيحَ لها فضاءٌ شاسعٌ دونَ تكبيلٍ أو قيود، كي لا تقعَ في مآزقَ نفسيّةٍ، وبعيدًا عن الشعاراتِ المتداولةِ، وعن المنابرِ المرهونةِ، وعن العيونِ الحانيةِ التي يرانا بها الغرب، كي نظلَّ أذلّاءَ مساكينَ نستعطفُ شفقتَهُ وتمويلَهُ ودعْمَه !
نحنُ اليومَ علينا أن نتجاوزَ الواقعَ السائدَ، من أجلِ أن نُحْيي كينونةَ الإنسان، وعلينا أن نَخلقَ تيّارًا فكريًّا جديدًا وجميلًا، يُجسّدُ صورةً واقعيّةً جديدةً لامرأةٍ نموذجيّةٍ يُحتذى بها، وأن نرتقي برؤيةٍ سليمةٍ غيرِ ممزّقةٍ أو مُشقّقةٍ، بل رؤيةٍ واعيةٍ للمرأةِ كإنسانةٍ وكمسؤولةٍ، من خلالِ طروحاتٍ مُغايرةٍ لمجتمعاتِنا، طروحات لها أبعادٌ مجتمعيّةٌ مميّزةٌ، وبفهمٍ عميقٍ يُعطي تصوّرًا جماليًّا لواقعٍ جديدٍ، وببرامجَ عملٍ ثقافيّةٍ، تكامليّةٍ، شموليّةٍ، فكريّةٍ وإنسانيّةٍ، فلا ينبغي أن نفصلَ المرأةَ عن الرجلِ من ناحيةِ المفهوم والتعامل، لأنّ كليهما كيانٌ واحدٌ، والظروفُ المجتمعيّةُ القاسيةُ التي عاشاها ويعيشانِها انعكستْ على كليهما على حدٍّ سواء، سياسيًّا، واجتماعيًّا، وشخصيًّا، واقتصاديًّا، ولا زالت تؤثّر في إطارهما العامّ والخاصّ .
على المرأةِ دوْرٌ هامٌّ جدًّا، بأن تثقَ بنفسِها وبقدراتِها وكينونتِها، وأن تؤمنَ بتوازنِها وبثِقلِها واعتبارِها وإبداعِها ودوْرها، ولا تُقزّمَ أو تُصغّرَ ذاتَها تحتَ أيّ ظرفٍ أوفشل، فعليها أن تنحتَ لها صورةً جماليّةً راقيةً في الصخر بمستوًى عالٍ يُبهرُ العقولَ، ولا تبقى مُجرّدَ صورةِ غلافٍ تتداولُها العيون والنفوس المريضة .
حقُّ المرأةِ وحقُّ كلِّ إنسانٍ لا يتأتّى إلّا بالثقة المتبادلة، والتّفاهمِ، وتعميقِ الفهم، وإثباتِ الواقع، وبذلك يمكن أن يعكسا القدرةَ على العطاءِ والإيمانِ والرؤيةِ والكلام الناضج والتضحية!
بنظرة سريعة مواكِبة لمجريات الأحداث في شرقنا ومنذ عقودٍ، يبدو أنّ العالمَ الغربيّ لديهِ فكرةٌ مُسبقةٌ وشعارٌ أحاديُّ الاتّجاه، بأنّ المرأةَ الشرقيّةَ مُضطهَدةٌ، والعربيّةَ بشكلٍ خاصٍّ مظلومةٌ، وبالتالي فإنّ المرأةَ الشرقيّةَ والجمعيّاتِ والمؤسّساتِ النسويّةَ الشرقيّةَ، نراها في معظمِ صياغاتِها لبرامجِ المرأةِ وشعاراتِها ومهرجاناتِها، كأنّما تتّبعُ أسلوبَ التباكي والصراخ، لتُعزّزَ انطباعاتِ الغرب، وتؤكّدَ وتُثَبّتَ فكرتَهُ السوداوديّةَ عن المرأةِ الشرقيّة، لأنّه هكذا يُريد أن يَراها، وفقط بذلك يَدعمُها، وهكذا تتحوّلُ قضيّةُ المرأةِ إلى قضيّةٍ شعاريّةٍ، إمّا هدفُها إرضاءُ المؤسّسات الخاصّة، أو مداهنة بعض المؤسّسات العالميّة، أو مناغاة بعض مَن يَطرح هذه الأفكار .
إنّ قضيّةَ المرأة ليستْ مُجرّدَ قضيّةِ جدول أعمالٍ مرسوم، أو مجرّدَ قضيّةٍ جزئيّةٍ أحاديّةِ الجانب، إنّما هي قضيّة سياسيّة، ووطنيّة، ومجتمعيّة، وإنسانيّة بالدرجة الأولى، إذ لا يكتملُ نجاحُ المرأةِ إلّا بنجاح الرجل، ولا يستمرُّ نجاحُ الرجل إلّا بنجاحِ المرأة، وبالتالي لن يكونَ نجاحُ المجتمع وازدهارُ الأجيال إلّا بنجاح كليهما ومعًا !
لا ننكرُ أنّ هناك فئةً من النساء المظلوماتِ اللّواتي يُعانين من الاجحافِ بحقوقِهنّ والظروفِ المُقيِّدة، وبالطبع لا يخلو أيُّ مجتمعٍ في العالم من التمييز والعنف ضدّ المرأة وضدّ الأطفال وضدّ الرجال أيضًا، ولكن بشكلٍ عامّ، المرأةُ لدينا مُعزّزة ومُكرّمة ولها حضورُها المشرِّف، فقد بدأ المجتمعُ لدينا بتطويرِ رؤاهُ وثقافتَهُ أيضًا، وحظيت المرأةُ بنصيبٍ وافرٍ من التعليم العالي وبنسبةٍ عاليةٍ، وحظيت بمناصبَ عاليةٍ جدًّا، وأتقنتْ عملَها بامتيازٍ، وعلى مستوى الرسالة التي حمَلتْها ومثّلت بها المجتمعَ، وبجدارةٍ وكفاءةٍ وبمواقفَ ثابتةٍ مُشرِّفةٍ، كما نالت فرَصًا عديدةً في الإبداع، والمشاركةِ السياسيّةِ، والأسريّةِ، والثوريّةِ، والعلميّة، السلميّة، والقياديّة، وبقدْرٍ عالٍ من المسؤوليّةِ !
ولا نغفل أبدًا، أنّ لكلّ امرأةٍ دوْرُها ورسالتُها في جميع مجالاتِ الحياة، وبمختلف الستوى الثقافي، وإنّ لكلِّ دوْرٍ أهمّيّتُه واحترامُه إذا أنجزَتْهُ بإخلاصٍ وأتقنتْهُ بتفانٍ، إنْ كانَ كأمّ، أو كزوجة، أو في الحقل، في البيت، في العمل، أو في أيّ مكانٍ وزمانٍ يُشرّفُها ويُشرّفُ مجتمعَها .
المرأةُ قضيّةٌ كبيرةٌ لها أبعادُها التاريخيّةُ والدينيّةُ والثقافيّةُ والاجتماعيّةُ والوطنيّةُ، ولها مفاهيمُها المتوارثةُ، فالحقائقُ والعاداتُ والقوانينُ المجتمعيّةُ التي نحياها، هي وليدةُ أبعادٍ دينيّةٍ ووطنيّةٍ أنتجتْ ثقافةً مجتمعيّةً نتعايشُها، مِن خلال الممنوع والمسموح، الحرام والحلال، النعم والـ لا، المقبول والمرفوض، والخ.. وقد استقى أفرادُ المجتمع هذه القوانينَ وارتوى منها، وطبّقَها دون اعتراض أو ببعض تغييرٍ بطيء!
ولأنّني أعتبرُ المرأةَ الكنزَ الحقيقيّ للمجتمع، وهي الخميرةُ التي تُخمّرُ عجينَ حضارتِه، فلا بدّ من توفيرِ بيئةٍ دافئةٍ تتمتّعُ بفِكرٍ وطنيٍّ شاملٍ واعٍ، فالمرأةُ هي قضيّةٌ إنسانيّةٌ بحتة، فمنذ لحظةِ ميلادِها يُمكنُ أن نُهيّءَ لها ظروفَ إنباتٍ صالحةً، وتربةً خصبةً تحتضنُ غرسةً الحياةِ بكينونتِها، لتنموَ ككيانٍ وكإنسانٍ بكاملِ كفاءاتِه وقدراتِه وآهليّته، تُساوي الذّكرَ وتُوازيهِ في الحقوق والمؤهّلات.
المرأةُ يمكنُها أن تنطلقَ في مساحاتٍ شاسعةٍ فيما لو توفّرت لها الفرص، وفيما لو أُتيحَ لها فضاءٌ شاسعٌ دونَ تكبيلٍ أو قيود، كي لا تقعَ في مآزقَ نفسيّةٍ، وبعيدًا عن الشعاراتِ المتداولةِ، وعن المنابرِ المرهونةِ، وعن العيونِ الحانيةِ التي يرانا بها الغرب، كي نظلَّ أذلّاءَ مساكينَ نستعطفُ شفقتَهُ وتمويلَهُ ودعْمَه!
نحنُ اليومَ علينا أن نتجاوزَ الواقعَ السائدَ، من أجلِ أن نُحْيي كينونةَ الإنسان، وعلينا أن نَخلقَ تيّارًا فكريًّا جديدًا وجميلًا، يُجسّدُ صورةً واقعيّةً جديدةً لامرأةٍ نموذجيّةٍ يُحتذى بها، وأن نرتقي برؤيةٍ سليمةٍ غيرِ ممزّقةٍ أو مُشقّقةٍ، بل رؤيةٍ واعيةٍ للمرأةِ كإنسانةٍ وكمسؤولةٍ، من خلالِ طروحاتٍ مُغايرةٍ لمجتمعاتِنا، طروحات لها أبعادٌ مجتمعيّةٌ مميّزةٌ، وبفهمٍ عميقٍ يُعطي تصوّرًا جماليًّا لواقعٍ جديدٍ، وببرامجَ عملٍ ثقافيّةٍ، تكامليّةٍ، شموليّةٍ، فكريّةٍ وإنسانيّةٍ، فلا ينبغي أن نفصلَ المرأةَ عن الرجلِ من ناحيةِ المفهوم والتعامل، لأنّ كليهما كيانٌ واحدٌ، والظروفُ المجتمعيّةُ القاسيةُ التي عاشاها ويعيشانِها انعكستْ على كليهما على حدٍّ سواء، سياسيًّا، واجتماعيًّا، وشخصيًّا، واقتصاديًّا، ولا زالت تؤثّر في إطارهما العامّ والخاصّ.
على المرأةِ دوْرٌ هامٌّ جدًّا، بأن تثقَ بنفسِها وبقدراتِها وكينونتِها، وأن تؤمنَ بتوازنِها وبثِقلِها واعتبارِها وإبداعِها ودوْرها، ولا تُقزّمَ أو تُصغّرَ ذاتَها تحتَ أيّ ظرفٍ أوفشل، فعليها أن تنحتَ لها صورةً جماليّةً راقيةً في الصخر بمستوًى عالٍ يُبهرُ العقولَ، ولا تبقى مُجرّدَ صورةِ غلافٍ تتداولُها العيون والنفوس المريضة.
حقُّ المرأةِ وحقُّ كلِّ إنسانٍ لا يتأتّى إلّا بالثقة المتبادلة، والتّفاهمِ، وتعميقِ الفهم، وإثباتِ الواقع، وبذلك يمكن أن يعكسا القدرةَ على العطاءِ والإيمانِ والرؤيةِ والكلام الناضج والتضحية!
بنظرة سريعة مواكِبة لمجريات الأحداث في شرقنا ومنذ عقودٍ، يبدو أنّ العالمَ الغربيّ لديهِ فكرةٌ مُسبقةٌ وشعارٌ أحاديُّ الاتّجاه، بأنّ المرأةَ الشرقيّةَ مُضطهَدةٌ، والعربيّةَ بشكلٍ خاصٍّ مظلومةٌ، وبالتالي فإنّ المرأةَ الشرقيّةَ والجمعيّاتِ والمؤسّساتِ النسويّةَ الشرقيّةَ، نراها في معظمِ صياغاتِها لبرامجِ المرأةِ وشعاراتِها ومهرجاناتِها، كأنّما تتّبعُ أسلوبَ التباكي والصراخ، لتُعزّزَ انطباعاتِ الغرب، وتؤكّدَ وتُثَبّتَ فكرتَهُ السوداوديّةَ عن المرأةِ الشرقيّة، لأنّه هكذا يُريد أن يَراها، وفقط بذلك يَدعمُها، وهكذا تتحوّلُ قضيّةُ المرأةِ إلى قضيّةٍ شعاريّةٍ، إمّا هدفُها إرضاءُ المؤسّسات الخاصّة، أو مداهنة بعض المؤسّسات العالميّة، أو مناغاة بعض مَن يَطرح هذه الأفكار.
إنّ قضيّةَ المرأة ليستْ مُجرّدَ قضيّةِ جدول أعمالٍ مرسوم، أو مجرّدَ قضيّةٍ جزئيّةٍ أحاديّةِ الجانب، إنّما هي قضيّة سياسيّة، ووطنيّة، ومجتمعيّة، وإنسانيّة بالدرجة الأولى، إذ لا يكتملُ نجاحُ المرأةِ إلّا بنجاح الرجل، ولا يستمرُّ نجاحُ الرجل إلّا بنجاحِ المرأة، وبالتالي لن يكونَ نجاحُ المجتمع وازدهارُ الأجيال إلّا بنجاح كليهما ومعًا!
لا ننكرُ أنّ هناك فئةً من النساء المظلوماتِ اللّواتي يُعانين من الاجحافِ بحقوقِهنّ والظروفِ المُقيِّدة، وبالطبع لا يخلو أيُّ مجتمعٍ في العالم من التمييز والعنف ضدّ المرأة وضدّ الأطفال وضدّ الرجال أيضًا، ولكن بشكلٍ عامّ، المرأةُ لدينا مُعزّزة ومُكرّمة ولها حضورُها المشرِّف، فقد بدأ المجتمعُ لدينا بتطويرِ رؤاهُ وثقافتَهُ أيضًا، وحظيت المرأةُ بنصيبٍ وافرٍ من التعليم العالي وبنسبةٍ عاليةٍ، وحظيت بمناصبَ عاليةٍ جدًّا، وأتقنتْ عملَها بامتيازٍ، وعلى مستوى الرسالة التي حمَلتْها ومثّلت بها المجتمعَ، وبجدارةٍ وكفاءةٍ وبمواقفَ ثابتةٍ مُشرِّفةٍ، كما نالت فرَصًا عديدةً في الإبداع، والمشاركةِ السياسيّةِ، والأسريّةِ، والثوريّةِ، والعلميّة، السلميّة، والقياديّة، وبقدْرٍ عالٍ من المسؤوليّةِ!
ولا نغفل أبدًا، أنّ لكلّ امرأةٍ دوْرُها ورسالتُها في جميع مجالاتِ الحياة، وبمختلف الستوى الثقافي، وإنّ لكلِّ دوْرٍ أهمّيّتُه واحترامُه إذا أنجزَتْهُ بإخلاصٍ وأتقنتْهُ بتفانٍ، إنْ كانَ كأمّ، أو كزوجة، أو في الحقل، في البيت، في العمل، أو في أيّ مكانٍ وزمانٍ يُشرّفُها ويُشرّفُ مجتمعَها.
آمال عوّاد رضوان
المرأةُ قضيّةٌ كبيرةٌ لها أبعادُها التاريخيّةُ والدينيّةُ والثقافيّةُ والاجتماعيّةُ والوطنيّةُ، ولها مفاهيمُها المتوارثةُ، فالحقائقُ والعاداتُ والقوانينُ المجتمعيّةُ التي نحياها، هي وليدةُ أبعادٍ دينيّةٍ ووطنيّةٍ أنتجتْ ثقافةً مجتمعيّةً نتعايشُها، مِن خلال الممنوع والمسموح، الحرام والحلال، النعم والـ لا، المقبول والمرفوض، والخ.. وقد استقى أفرادُ المجتمع هذه القوانينَ وارتوى منها، وطبّقَها دون اعتراض أو ببعض تغييرٍ بطيء!
ولأنّني أعتبرُ المرأةَ الكنزَ الحقيقيّ للمجتمع، وهي الخميرةُ التي تُخمّرُ عجينَ حضارتِه، فلا بدّ من توفيرِ بيئةٍ دافئةٍ تتمتّعُ بفِكرٍ وطنيٍّ شاملٍ واعٍ، فالمرأةُ هي قضيّةٌ إنسانيّةٌ بحتة، فمنذ لحظةِ ميلادِها يُمكنُ أن نُهيّءَ لها ظروفَ إنباتٍ صالحةً، وتربةً خصبةً تحتضنُ غرسةً الحياةِ بكينونتِها، لتنموَ ككيانٍ وكإنسانٍ بكاملِ كفاءاتِه وقدراتِه وآهليّته، تُساوي الذّكرَ وتُوازيهِ في الحقوق والمؤهّلات.
المرأةُ يمكنُها أن تنطلقَ في مساحاتٍ شاسعةٍ فيما لو توفّرت لها الفرص، وفيما لو أُتيحَ لها فضاءٌ شاسعٌ دونَ تكبيلٍ أو قيود، كي لا تقعَ في مآزقَ نفسيّةٍ، وبعيدًا عن الشعاراتِ المتداولةِ، وعن المنابرِ المرهونةِ، وعن العيونِ الحانيةِ التي يرانا بها الغرب، كي نظلَّ أذلّاءَ مساكينَ نستعطفُ شفقتَهُ وتمويلَهُ ودعْمَه!
نحنُ اليومَ علينا أن نتجاوزَ الواقعَ السائدَ، من أجلِ أن نُحْيي كينونةَ الإنسان، وعلينا أن نَخلقَ تيّارًا فكريًّا جديدًا وجميلًا، يُجسّدُ صورةً واقعيّةً جديدةً لامرأةٍ نموذجيّةٍ يُحتذى بها، وأن نرتقي برؤيةٍ سليمةٍ غيرِ ممزّقةٍ أو مُشقّقةٍ، بل رؤيةٍ واعيةٍ للمرأةِ كإنسانةٍ وكمسؤولةٍ، من خلالِ طروحاتٍ مُغايرةٍ لمجتمعاتِنا، طروحات لها أبعادٌ مجتمعيّةٌ مميّزةٌ، وبفهمٍ عميقٍ يُعطي تصوّرًا جماليًّا لواقعٍ جديدٍ، وببرامجَ عملٍ ثقافيّةٍ، تكامليّةٍ، شموليّةٍ، فكريّةٍ وإنسانيّةٍ، فلا ينبغي أن نفصلَ المرأةَ عن الرجلِ من ناحيةِ المفهوم والتعامل، لأنّ كليهما كيانٌ واحدٌ، والظروفُ المجتمعيّةُ القاسيةُ التي عاشاها ويعيشانِها انعكستْ على كليهما على حدٍّ سواء، سياسيًّا، واجتماعيًّا، وشخصيًّا، واقتصاديًّا، ولا زالت تؤثّر في إطارهما العامّ والخاصّ.
على المرأةِ دوْرٌ هامٌّ جدًّا، بأن تثقَ بنفسِها وبقدراتِها وكينونتِها، وأن تؤمنَ بتوازنِها وبثِقلِها واعتبارِها وإبداعِها ودوْرها، ولا تُقزّمَ أو تُصغّرَ ذاتَها تحتَ أيّ ظرفٍ أوفشل، فعليها أن تنحتَ لها صورةً جماليّةً راقيةً في الصخر بمستوًى عالٍ يُبهرُ العقولَ، ولا تبقى مُجرّدَ صورةِ غلافٍ تتداولُها العيون والنفوس المريضة.
حقُّ المرأةِ وحقُّ كلِّ إنسانٍ لا يتأتّى إلّا بالثقة المتبادلة، والتّفاهمِ، وتعميقِ الفهم، وإثباتِ الواقع، وبذلك يمكن أن يعكسا القدرةَ على العطاءِ والإيمانِ والرؤيةِ والكلام الناضج والتضحية!
بنظرة سريعة مواكِبة لمجريات الأحداث في شرقنا ومنذ عقودٍ، يبدو أنّ العالمَ الغربيّ لديهِ فكرةٌ مُسبقةٌ وشعارٌ أحاديُّ الاتّجاه، بأنّ المرأةَ الشرقيّةَ مُضطهَدةٌ، والعربيّةَ بشكلٍ خاصٍّ مظلومةٌ، وبالتالي فإنّ المرأةَ الشرقيّةَ والجمعيّاتِ والمؤسّساتِ النسويّةَ الشرقيّةَ، نراها في معظمِ صياغاتِها لبرامجِ المرأةِ وشعاراتِها ومهرجاناتِها، كأنّما تتّبعُ أسلوبَ التباكي والصراخ، لتُعزّزَ انطباعاتِ الغرب، وتؤكّدَ وتُثَبّتَ فكرتَهُ السوداوديّةَ عن المرأةِ الشرقيّة، لأنّه هكذا يُريد أن يَراها، وفقط بذلك يَدعمُها، وهكذا تتحوّلُ قضيّةُ المرأةِ إلى قضيّةٍ شعاريّةٍ، إمّا هدفُها إرضاءُ المؤسّسات الخاصّة، أو مداهنة بعض المؤسّسات العالميّة، أو مناغاة بعض مَن يَطرح هذه الأفكار.
إنّ قضيّةَ المرأة ليستْ مُجرّدَ قضيّةِ جدول أعمالٍ مرسوم، أو مجرّدَ قضيّةٍ جزئيّةٍ أحاديّةِ الجانب، إنّما هي قضيّة سياسيّة، ووطنيّة، ومجتمعيّة، وإنسانيّة بالدرجة الأولى، إذ لا يكتملُ نجاحُ المرأةِ إلّا بنجاح الرجل، ولا يستمرُّ نجاحُ الرجل إلّا بنجاحِ المرأة، وبالتالي لن يكونَ نجاحُ المجتمع وازدهارُ الأجيال إلّا بنجاح كليهما ومعًا!
لا ننكرُ أنّ هناك فئةً من النساء المظلوماتِ اللّواتي يُعانين من الاجحافِ بحقوقِهنّ والظروفِ المُقيِّدة، وبالطبع لا يخلو أيُّ مجتمعٍ في العالم من التمييز والعنف ضدّ المرأة وضدّ الأطفال وضدّ الرجال أيضًا، ولكن بشكلٍ عامّ، المرأةُ لدينا مُعزّزة ومُكرّمة ولها حضورُها المشرِّف، فقد بدأ المجتمعُ لدينا بتطويرِ رؤاهُ وثقافتَهُ أيضًا، وحظيت المرأةُ بنصيبٍ وافرٍ من التعليم العالي وبنسبةٍ عاليةٍ، وحظيت بمناصبَ عاليةٍ جدًّا، وأتقنتْ عملَها بامتيازٍ، وعلى مستوى الرسالة التي حمَلتْها ومثّلت بها المجتمعَ، وبجدارةٍ وكفاءةٍ وبمواقفَ ثابتةٍ مُشرِّفةٍ، كما نالت فرَصًا عديدةً في الإبداع، والمشاركةِ السياسيّةِ، والأسريّةِ، والثوريّةِ، والعلميّة، السلميّة، والقياديّة، وبقدْرٍ عالٍ من المسؤوليّةِ!
ولا نغفل أبدًا، أنّ لكلّ امرأةٍ دوْرُها ورسالتُها في جميع مجالاتِ الحياة، وبمختلف الستوى الثقافي، وإنّ لكلِّ دوْرٍ أهمّيّتُه واحترامُه إذا أنجزَتْهُ بإخلاصٍ وأتقنتْهُ بتفانٍ، إنْ كانَ كأمّ، أو كزوجة، أو في الحقل، في البيت، في العمل، أو في أيّ مكانٍ وزمانٍ يُشرّفُها ويُشرّفُ مجتمعَها.
آمال عوّاد رضوان