في يومٍ ما، وعلى هامش فعاليات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة تقرر أن يكون يومنا هذا ( العشرون من مارس آذار) هو يومأ للسعادة وأطلقوا عليه "يوم السعادة العالمي" أملا في أن تعم السعادة والرفاهية في المجتمع البشري .. لكننا الآن (نحن سكان الكرة الأرضية) في هذا اليوم بالذات نجد أنفسنا في نكبة دولية تجتاح كل القارات، وتسرق الأمل والإبتسامة حتى من وجوه الأطفال .. وفي بلادنا التي يخيم عليها وباءٌ مستعصي منذ سبعة عشر عام، أطفأ عن عيوننا كل آمالنا وأحلامنا ..
و أما مدينتي البصرة التي كانت باعثة على السعادة واليوم أمست وقد توشحت بحزنها منذ قرابة العقدين.. وددت أن أرثيها بهذه القصيدة :
وشاحٌ
من أنين الناس
________
أما كنتِِ
شراعا يرصد الدنيا..
على قربٍ من البعدِ ؟
أما كنتِِ
عروس البرِ والبحرِ ؟
أما كنت صباح اللهِ ..
في فجر السلالاتِ ؟
وكنتِ نشأة التكوين ْ
وكنتِ خطوة البدءِِ ..
وكنتِ البرعم الأخضرْ
وأصداءا من النارِ
ِ وسر العالم المكتوبِ ..
في سفرٍ على الرملِِ
سلاما للمشاوير التي مرت ْ
على خاصرة الدهرِ
ِ ويا بوصلةُ التاريخْ
سلاما للشناشيلِ التي..
ظلّت على شرفاتها تبكي
سلاما للحكايات التي يوماً..
زرعناها على شاطئك الأخضرْ
عيونٌ نبعها دمعٌ ..
ونبعٌ ينبت النخلَ ..
َحميما في المسافاتِ
ونهرا يؤنسُ الدنيا
وحلما من تلاونينٍ وأسرارِ
هنا مرّ السلاطينُ
هنا غنّى ..بها السيابْ
بصوتٍ شنّف الآذان
ولحنٍ أرشف الأزمانْ