شاعر كبير يقف في مصاف القامات المبدعة العالية، ومعلم بارز في مدرسة الشعر الكردي. نبذ التقليد والتكرار، وهجر العروض الخليلي، وامتطى صهوة الحداثة بايقاع ومضمون جديدين. شعره عراقي النبض، كردستاني الشموخ، انساني النزوع، وتجديدٌ فيـّاض.. لا يحدّه حد!
كان لوثبة كانون 1948، واطلاق ريح التجديد في الشعر العربي على يد بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وبلند الحيدري، دورهما في رسم ملامح شعر كوران، فالجبال لم تكن تنأى عن آلام جيكور، وهي مثله ترفل بالشقاء والكد والكفاح!
صار كوران - بجانب الايقاع الجديد - يؤثرمواضيع غير تقليدية مثل المرأة وكردستان والحرية. كما راح يثمـر إجادته خمس لغات في إطلاق إبداعه، وفي تثوير اللغة الكردية وآدابها.
تمكن منه غدر السرطان ، فتوقف قلبه المزهر حبا للانسان . لكن التاريخ يبقى يذكره باعتزاز وإجلال، باعتباره شاعراً فذاً كرس ابداعه وكل حياته لمحاربة الجور والطغيان، مثلما للجمال وخير الانسان.
عبد الله كوران
• ولد في حلبجة في 1904.
• امتهن التعليم، واختارطريق النضال الوطني والقومي العادل.
• تعرض الى الملاحقة والاضطهاد بسبب مواقفه الوطنية، وألقي القبض عليه لأول مرة عام 1951، ثم اصبح نزيل سجون شبه دائم.
• عام 1960عيـّن مدرسا للأدب واللغة الكرديين في جامعة بغداد .
• مناضل وهب نفسه لشعبه ووطنه، وكان له اسهامه البارز في حركة السلام العراقية.
• كان يرى العدو على امتداد العالم واحدا، مؤكدا أن طغاة المعمورة جميعا من سلالة واحدة.
• في 18 / 11 / 1962 رحل عبد الله كوران. لكنه بقي في كردستانه وفي عراقه، شأن ناظم تركيا، ورسول داغستان، ونيرودا تشيلي، واراغون فرنسا، وجواهري العرب.
من جميل شعره :
آهٍ أخي العربيٍ
كم من عباءةٍ
كم من لبـّادٍ
مزقـْنا
آنَ كنا نعمل بالسخرة للظالمين
آهٍ كم مسحنا العرق من جباهنا
ونحن مثقلون بالأحمال
أخي العربي
ياذا العينين السوداوين
مـُرّاً كان نصيبك
مُـرّاً كان نصيبي
قد جرعنا المرارة من كأس واحدة
فأضحت أخوتنا عسلاً شهيـّا
(عن وكالة ماتع الإخبارية)