بشار بن برد شاعرعصر الموالي

2009-02-12

قال بشار بن برد

 تعشقتها شمطاء شاب وليدها وللناس فيما يعشقون مذاهب
ان العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا
ولد (بشار بن برد بن يرجوخ) فى مدينه البصره العريقة في التاريخ (اعمى منذ الولاده) من اب يعتقد انه فارسى وام يظن انها روميه، تربى في حجور النساء العربيات من بنى عقيل فيكون هذا الامتزاج وسيلته عندما يشب للافتخار بانه فارسى الاصل ولسانه العربى الذى لايعترف بالعجمه كان يفخر بذلك فيقول (نشأت في حجور ثمانين شيخا من فصحاء بنى عقيل مافيهم أحد يعرف كلمه من الخطأ وان دخلت إلى نسائهم فنساؤهم افصح منهم وايفعت فابديت إلى ان ادركت فمن اين يأتى الخطأ؟). كان (بشار بن برد بن يرجوخ) يكنى أبا معاذ والده كان طيانا اي يعمل في صناعة الطابوق. الى عهد غير بعيد كان الطابوق يصنع في البصرة باليد كان الكثير من الشغيلة يعتبرون من الطيانين. المجتمع الذي عاشه (بشار بن برد) بداية نهاية عصر (الموالي) حيث المسلم العربي السيد في المجتمع الجديد ثم الفرس وغيرهم من الملل عندما يعتنقون الاسلام عليهم ان يكونوا تحت رعاية مسلم عربي اي انهم (الموالين). امتد هذا القانون من عصور الراشدين ثم الامويين العرب الاقحاح ثم بداية العصر العباسي.

 هذا القانون انتهى عندما غدى الفرس عنصرا فعالا في دواوين الخلافة. كان (بشار بن برد)  سليل (الموالي) لانه فارسي. ولم يبقَ غير العبيد. (بشار بن برد) ولد ونشأ في نهاية القرن الاول الهجري وكانت شمس الدولة الاموية تؤذن بالافول، عاصر في مطلع شبابه موقف الدولة الاموية من تعصب للعربان على حساب العجم، كان فارسي الاتجاه وارثا من اجداد فرس الاصول، ذكر الاصمعي ان له ستا وعشرين جدا أعجميا، كان مصابا بفقدان البصر بعد ان خبر الدنيا قال (انها تحجب عني رؤية ما اكره) مما يدل على ان من كان يكرههم يفوقون بكثير من كان يرغبهم من اهل عصره.

كان (بشار بن برد) دميم الخلقة ضخم الجسم جريئا في الاستخفاف بكثير من الاعراف والتقاليد نهما مقبلا على المتعة بصورها المتعددة الخمر والنساء والغناء، عاش (بشار بن برد) ما يقرب من 70 عاما قبل ان يقتله الخليفة العباسي المهدي متهما اياه بالزندقة. كان (بشار بن برد) الى جانب جرأته في غزله يهجو من لا يعطيه كان قد هجى الخليفة المهدي لانه يمنحة جائزة، هجاه هجاءً مقذعا بل وهجا وزيره يعقوب بن داود وافحش في هجائه لهما فتعقبه (الخليفة المهدي) واوقع به وقتله.

 ولد في نهاية القرن الأول الهجري (96_168)هـ. من موالي بني عقيل في بادية البصرة. أصله من بلاد فارس (من أقليم طخارستان). كان شاعرا بالعربية وليس عربيا كان شعوبيا اي كاره للعرب مجوسي اي زنديق كافر يتظاهر بالاسلام لكنه يعبد الشمس في باطنه كان مولى لبني عقيل من ابيه و امه طبقا لروايات متعددة من الشعراء الذين عاصروا سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية بمساعدة الفرس ولد مكفوفا لأب يعمل طيانا ربما من الذين كانوا يشتغلون في صنع الطابوق من الطين قبل فخره في المحارق استمرت هذه المهنة حتى وقت متأخر في البصرة. (بشار بن برد) فاحش في شعره. هجى الخليفة المهدي ووزيره يعقوب بن داود. حتى اصحاب العمائم والنحاة كالاصمعي وسيبويه والاخفش وواصل بن عطاء.

 أتهموه بالشعوبية  والزندقة. وبرئه البعض من ذلك لان العربان يصفون الفرس بالعجم او الاعاجم منذ بداية العصر الاموي وحتى العباسي رغم اعتلاء الفرس اعلى المناصب والتحكم بشئون الدولة.
كان (بشار بن برد) يسخر من عصره انتقاما لاحتقار العربان لبني جنسه من العجمان ايام بني امية، فلما جاءت الدولة العباسية قربت الفرس اعترافا بدورهم في القضاء على الدولة الاموية. أساء (بشار بن برد) فهم الحرية والعصر الجديد يبدو ان عاهته وقبحه كانت كلها خلف هذه الجرأة في التهام الحياة والاقبال عليها والتنعم بها غير مبال بشيء كانت حياته كلها ليست الا ردا متماديا في القسوة على الرزايا التي وجد نفسه مقيدا بنارها، روى (بشار بن برد) عن نفسه انه انشد اكثر من اثني عشر الف قصيدة لكن ما وصل الينا من شعره لا يرى في هذا القول سوى مبالغة هائلة فشعره ليس كثير او يعلل بعض من يرون ان ما وصل الينا اقل بكثير مما قاله بشار. ان الرقابة الدينية والسياسية والاجتماعية في عصره قد حذفت كثيرا من شعره بعد وفاته كان متهما في معظمه في الغزل والهجاء.عرف (بشار بن برد) ان الاقبال على الحياة يكلف المرء مالا كثيرا فأصبح شعره يتردد بين عدة اغراض منها، الغزل يعبر عن فتنته الحسية بالنساء خلال مخالطتة لهن وخبرتة. كان يجلس فيما يشبه الصالون العصري يتقبل النساء الراغبات في سماع شعره او المغنيات اللواتي حفظن هذا الشعر ليتغنين به والغرض الآخر المديح لانه الوسيلة التي يمكن ان تدر عليه المال الذي يحتاجه لينفقه في ملذاته لذا كان مبالغا في مديحه طمعا في رضى الممدوح لإغرائه بالعطاء. الغرض الآخر الهجاء كان(بشار بن برد) شديدا في هجائه خاصة على هؤلاء الذين يمتنعون عن عطائه مع ذلك فانه كان يرتاد مجالس اللهو والغناء وكانوا يرحبون به.


غزليات (بشار بن برد) تتسم بالرقة والحواريات التي تؤثر على الجلوس والاستئناس بها في مجالس الغناء واللهو، ضمن بشار قصيدته بعض ابيات لجرير اذ يبدو ان بشارا كان مولعا بشعر جرير فقد حاول في مطلع شبابه ان يهجوه حين كان العصر عصر هجاء المعروف بالنقائض بين جرير والفرزدق، لكن جريرا استصغره ولم يرد عليه، لذا تحسر بشار لان جريراً لم يرد على هجائه لانه كان يطلب الشهرة، حيث كان جرير شاعرا يملأ الساحة الشعرية الاموية، يبدو ان (بشار بن برد) ظل على حبه لجرير لانه طلب من المغنية ان تغني ابياته التي يقول فيها (ان العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا) يبدو انه كان يتخذ هذا الحديث عن جرير لعلة لاعلان شأن ذاته، كما حاول ذلك في صباه فقد جعل المغنية ترد عليه في القصيدة فتقول له انها ستغني شعرا افضل من هذا وقالت البيت المشهور لبشار (يا قوم اذني لبعض الحي عاشقة والاذن تعشق قبل العين احيانا). يبدو ان النساء (بشار بن برد) كن مفتونات بشعره وبالحياة التي اقتحمها معبرا عن الاقتحام ببيته الذي يقول فيه، يقول في مغنية (وذات دل كأن البدر صورتها باتت تغني عميد القلب سكرانا) و (ان العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا) و (يا قوم اذنى لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين احيانا)، من شجن الصبابة وارق العشاق يقول بشار وهو الاعمى (لم يطل ليلي ولكن لم انم ونفى عني الكرى طيف الم) و (رفهي يا عبد عني واعلمي اني من لحم ودم) ثم (اذا قلت لها جودي لنا خرجت بالصمت عن لا ونعم).


مرّ (بشار بن برد) واذا بقارىء آذان بالبصرة يقول لمستمعيه (من صام رجبا وشعبان ورمضان بنى الله له قصرا في الجنة، باحته ألفا فرسخ في مثلها، وعلوّه ألفا فرسخ، وكل باب من أبواب غرفه ومقصوراته عشرة فراسخ في مثلها)، التفت (بشار بن برد) للمؤذن فائلا (بئست، والله! انت آخر من يستحقون دخول الجنة). الرقابة الدينية والسياسية والاجتماعية في عصر (بشار بن برد) حرقت كثيرا من شعره بعد قتله خاصة في الغزل والهجاء. عرف (بشار بن برد) ان الاقبال على الحياة يكلف المرء مالا كثيرا فأصبح شعره يتردد بين عدة اغراض منها الغزل الذي يعبر عن فتنته الحسية بالنساء خلال مخالطته اياهن كان يجلس في الحريم يتقبل النساء الراغبات في سماع شعره او المغنيات اللواتي حفظن هذا الشعر ليتغنين به. (بشار بن برد) شديد الوطأة في هجائه خاصة على هؤلاء الذين يمتنعون عن عطائه هذا الهجاء ارداه موارد الموت بالقتل. نهاه الخليفة المهدي من النظم في التشبيب والغزل لغيرة شديدة فيه، حين كان (بشار بن برد) ينشده مديحا، ثم قدم عليه مرة ثانية فأنشده (دفنتُ الهوى حيّا فلست بزائـرٍ) و (سليمى ولا صفراء ما قرقر القمري) و (فرب ثقال الردف هبت تلومني) و (ولو شهدت قبري لصلت على قبري) و (ولولا أمير المؤمنين محمد) و (لقبلت فاها أو لكان بها فطري). أتى رجل مبصر يسأل (بشار بن برد) الاعمى عن منزل رجل، فكان كلما أخبره (بشار بن برد) عن موقعه لا يفهم، فاخذه (بشار بن برد) بيده، واوصله الى منزل الرجل لهذا يقول (أعمى يقود بصيرا لا أبا لكـم قد ضلّ من كانت العميان تهديهِ) قال مرة (يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا). (بشار بن برد) هجى (الخليفة المهدي) ووزيره (يعقوب بن داود) الذي قال فيه (بني أمية هبّوا طال نومكمُ إن الخليفة يعقوب بن داودِ) ثم (ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا خليفة الله بين الزق والعود). نقل الوزير هذا ما قاله (بشار بن برد) فيه، وفي الخليفة من هجاء الى المهدي قائلا (يا أمير المؤمنين، إن هذا الأعمى الملحد الزنديق قد هجاك)، الخليفة امتلا غيضا، تعمد الانحدار الى البصرة للنظر في أمره، تقول الرواية انه سمع مؤذنا يؤذن قال (انظروا ما هذا الأذان، فإذا هو بشار يؤذن وهو سكران)، دعا الخليفة المهدي جلاده ابن نهيك فأمر بضربه بالسوط على ظهره، كان إذا أوجعه السوط يقول (حسّ). وهي كلمة تقولها العربان للشيء إذا أوجع. فقال له بعضهم متهكما (أنظر الى زندقته يا أمير المؤمنين يقول حسّ). ولا يقول (باسم الله). قيل لبشار (أفلا قلت الحمد لله) اجاب بشار (اهي نعمة حتى أحمد الله عليها!).
هام بشار بالنساء الجواري والمغنيات وغيرهن على رغم عماه فانه كان يطرب باصواتهن منها (فحركت عودها ثم انثنت طربا تشدو به ثم لا تخفيه كتمانا) و (قلت اطربينا يا زين مجلسنا فهات انك بالاحسان اولانا) و (لا يقتل الله من دامت مودته والله يقتل اهل الغدر احيانا) ثم (من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيبات الفاتك اللهج). في التشبيب والغزل بالنساء الجواري والمغنيات و هو الاعمى منها، (عَلِّلِينِي ياعَبْدَ أنْتِ الشِّفَاءِ).

عَلِّلِينِي ياعَبْدَ أنْتِ الشِّفَاءِ واتْرُكِي مايقُولُ لي الأَعْدَاءٌ
هي كالشَّمْسِ في الجَلاَءِ وكالبَدْرِ إذا قنِّعتْ عليها الرِّداءُ
فَخْمَة ٌ فَعْمَة ٌ بَرُودُ الثَّنَايَا صعلة ُ الجيدِ غادة ٌ غيداءُ
وثقالُ الأوصالِ سربلها الحُسْنُ بياضاً، والرَّوْقة ُ البيْضاءُ
زانها مُسْفِرٌ وثغْرٌ نقِي مثلُ درِّ النِّظامِ فيهِ استواءُ
وقوامٌ يعْلُو القوام ونحْرٌ طَاب رُمَّانُهُ عليْهِ الأَياء
وإذا أقبلتْ تهادى الهوينى اشرأبَّتْ ثمَّ اسنتار الفضاءُ
وسألتُ النِّساءَ: أبصرن ما أبـصرتُ منْ حسنها فقال النِّساءُ

آبَ ليْلِي بعْد السُّلُوِّ بِعتْبِ
آبَ ليْلِي بعْد السُّلُوِّ بِعتْبِ مِنْ حبِيبٍ أصاب عيْني بِسكْبِ
لَقِيَتْنِي يوْم الثّلاَثاء تَمْشِي بالتصابي وبالعناء لقلبي
ساقطت منطقاً إليَّ رخيماً فسبتني به وقد كنت أسبي
قُلْت: هلْ بَعْدَ ذا تلاَقٍ فَقالتْ كَيف تُلْفَى صَحيحة ٌ بيْن جُرْبِ
عَادَ حُبِّي بتلْك غَضًّا جديداً ربَّ ما قدْ لَقيتُ منْهُنَّ حسْبي
صُورة ُ الشَّمْسِ في قِناع فتاة ٍ عرضت لي فليس لبي بلبِّ
لاَ تكُنْ لي الْحياة ُ إِنْ لمْ تَكُنْ لي شَرْبَة ٌ منْ رُضَابِهَا غيْرَ غَصْب
أيها الناصح الرسولُ إليها قُلْ لها عَنْ مُتَيَّمِ الْقَلْب صَبِّ
حَدثيني فأنت قُرَّة ُ عَيْني هل تحبِّينني فهل نلت حبِّي
أنا منْ حُبِّك الضَّعيفُ الذي لاَ أسْتَطيعُ السُّلُوَّ عَنْكِ بِطِبِّ
فاذكريني - ذكرت في ظلة ِ العر ش بخيرٍ - تفرجي بعض كربي
مَا دَعَاني هَوَاكِ مُنْذُ افْتَرَقْنَا باشْتيَاقٍ إِلاَّ نَهَضْتُ أُلَبِّي
أشتهي قربك المؤمَّلَ والله قريباً فهل تشهيت فربي
فَصِلِينِي وصَالَ مثْلي وَدُومي لاَ تَكُوني ذُوَّاقَة ً كلَّ ضَرْب
وَيُفَدِّي سِوَاكِ في مَجْلِسِ الْقَوم ويعنيكِ بالتَّفدي وربِّي ْ

توما شماني تورونتو
عضو اتحاد المؤرخين العرب

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved