بيان المنشق الميساني

2016-10-10
أمن أجلنا _ يارب _ جعلت الليل
بهذا العمق والجمال ؟ "
(أندريه جيد)
 
لاتفطميني .. 
أنا ولد صغير عمره تجاوز الستين ,
يشتهي الحبو حولك
*** 
ركنت دراجتي الهوائية عند حائط سور المدرسة، بعيدا عن البوابة الكبيرة، كنت انتظرك فقط . طلاب كثيرون اكبر مني عمرا تكوموا عند البوابة كانوا يهتفون : نريد خبزا، لا رصاصا .
كنت في الفصل الأخير من الدراسة الابتدائية, اقرأ فصولا من كتاب الحب, عندما يحط العندليب على النخلة الوحيدة في منزلنا, ويبدأ بالغناء. قالت أمي: هذا الطير يسبّح بحمد الله, قبل أن يستيقظ الناس. قلت لها: ابنة جارنا عبد الكريم، زينب ، تسبّح بحمد الله قبل العندليب عندما تروح صوب الشطّ, لتجلب ماء إلى عمي عبد الكريم هاشم, من اجل وضوئه.
قالت أمي: أنت وزينب في عمر واحد .
وها أنا أعود إلى سور المدرسة, بعدما جاوزت الستين, لاقف هناك على مبعدة من البوابة الكبيرة, منتظرا خروجك مع زميلاتك لتهتفن جميعا بصوت واحد : نريد خبزا، لا رصاصا .
***
اوقفتها بين يدي, فرأتني في عيني 
اوقفت نفسي بين يديها 
فرايتها فيَّ 
أيها الناس, مااشقاني في سعادتي 
*** 
ابتعدت المظاهرةُ عن المدرسة كثيرا, كانت نهايتها عند حارة اليهود ومقدمتها جاوزت سوق النجارين بقليل, كنت مع كراديس البنات في المقدمة, تمسكين بعباءتك بيدك اليمنى, وفي اليسرى قلبي .
هتفت : نريد حبا، نريد خبرا, فردد الأولاد والبنات الهتاف بعدك .
كنت أقود دراجتي الهوائية وحيدا، على يمين المظاهرة واراك في مكانين في آن، مع البنات , والى يساري تقولين لي : انضم إلى صحبك . فأقول لك : انا معهم فعلا, ومعك أيضا. وهتفنا معا : فلسطين عربية .. فلتسقط الصهيونية .
*** 
أيها الناس 
زينب انتظاري ونجواي,
وهي الكوكب الدري 
الذي يضئ ظلام هذا العالم 
***
بيضاء ومحجلة : هكذا وصف الناس زينب .
أما أنا، مجنونها، فأراها نخلة وحيدة في حوش منزلنا, وحمامة بيضاء، يخبرني هديلها المسائي, إنها الغريبة المكلومة التي غيبها قومها عن قوافلهم, وتركوها في غيابة البادية .
للمرأة ـ عادة ـ حجلان . اما زينب فهي المتفردة بين النساء . كانت بأربعة حجول . اثنان حول يديها, وآخران حول رجليها . لم يصغ حجولها صائغ مندائي أو رجل وفد إلى حارتنا من بغدان أو دلمون او بومبي . 
حجول زينب هبة الله .
*** 
عرض عليك قارون خزائنه
أهداك الرشيد عرشه 
وهبك المأمون مكتبته "
وقالت لك عشتار : هذه هي أسرار" الانانوكي" بين قدميك
قلت : لكم الذهب، العروش, قراطيس الحكمة, وأسلحة" مردوخ " . 
هذه بضاعتكم ردت لكم .
اريد مجنوني الميساني
***
عندما سمعتك تخاطبين الأقوام بهذا الكرم، أطلقت صوتي عاليا ليسمعني الجميع: أهديك.. مكحلة أمي ,
مكتبتي ,
وآخر أسراري :
اسمي الحزبي . 
فانطبقت السماوات على الا رضين .
جمعة اللامي
الشارقة
الشارقة / 2003

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved