أمن أجلنا _ يارب _ جعلت الليل
بهذا العمق والجمال ؟ "
(أندريه جيد)
لاتفطميني ..
أنا ولد صغير عمره تجاوز الستين ,
يشتهي الحبو حولك
***
ركنت دراجتي الهوائية عند حائط سور المدرسة، بعيدا عن البوابة الكبيرة، كنت انتظرك فقط . طلاب كثيرون اكبر مني عمرا تكوموا عند البوابة كانوا يهتفون : نريد خبزا، لا رصاصا .
كنت في الفصل الأخير من الدراسة الابتدائية, اقرأ فصولا من كتاب الحب, عندما يحط العندليب على النخلة الوحيدة في منزلنا, ويبدأ بالغناء. قالت أمي: هذا الطير يسبّح بحمد الله, قبل أن يستيقظ الناس. قلت لها: ابنة جارنا عبد الكريم، زينب ، تسبّح بحمد الله قبل العندليب عندما تروح صوب الشطّ, لتجلب ماء إلى عمي عبد الكريم هاشم, من اجل وضوئه.
قالت أمي: أنت وزينب في عمر واحد .
وها أنا أعود إلى سور المدرسة, بعدما جاوزت الستين, لاقف هناك على مبعدة من البوابة الكبيرة, منتظرا خروجك مع زميلاتك لتهتفن جميعا بصوت واحد : نريد خبزا، لا رصاصا .
***
اوقفتها بين يدي, فرأتني في عيني
اوقفت نفسي بين يديها
فرايتها فيَّ
أيها الناس, مااشقاني في سعادتي
***
ابتعدت المظاهرةُ عن المدرسة كثيرا, كانت نهايتها عند حارة اليهود ومقدمتها جاوزت سوق النجارين بقليل, كنت مع كراديس البنات في المقدمة, تمسكين بعباءتك بيدك اليمنى, وفي اليسرى قلبي .
هتفت : نريد حبا، نريد خبرا, فردد الأولاد والبنات الهتاف بعدك .
كنت أقود دراجتي الهوائية وحيدا، على يمين المظاهرة واراك في مكانين في آن، مع البنات , والى يساري تقولين لي : انضم إلى صحبك . فأقول لك : انا معهم فعلا, ومعك أيضا. وهتفنا معا : فلسطين عربية .. فلتسقط الصهيونية .
***
أيها الناس
زينب انتظاري ونجواي,
وهي الكوكب الدري
الذي يضئ ظلام هذا العالم
***
بيضاء ومحجلة : هكذا وصف الناس زينب .
أما أنا، مجنونها، فأراها نخلة وحيدة في حوش منزلنا, وحمامة بيضاء، يخبرني هديلها المسائي, إنها الغريبة المكلومة التي غيبها قومها عن قوافلهم, وتركوها في غيابة البادية .
للمرأة ـ عادة ـ حجلان . اما زينب فهي المتفردة بين النساء . كانت بأربعة حجول . اثنان حول يديها, وآخران حول رجليها . لم يصغ حجولها صائغ مندائي أو رجل وفد إلى حارتنا من بغدان أو دلمون او بومبي .
حجول زينب هبة الله .
***
عرض عليك قارون خزائنه
أهداك الرشيد عرشه
وهبك المأمون مكتبته "
وقالت لك عشتار : هذه هي أسرار" الانانوكي" بين قدميك
قلت : لكم الذهب، العروش, قراطيس الحكمة, وأسلحة" مردوخ " .
هذه بضاعتكم ردت لكم .
اريد مجنوني الميساني
***
عندما سمعتك تخاطبين الأقوام بهذا الكرم، أطلقت صوتي عاليا ليسمعني الجميع: أهديك.. مكحلة أمي ,
مكتبتي ,
وآخر أسراري :
اسمي الحزبي .
فانطبقت السماوات على الا رضين .
جمعة اللامي
الشارقة
الشارقة / 2003