
تُبعِدُني عن فؤادي المفروشِ كالشَّطِيرةِ،
عن أرجلي الملتويةِ كزوبعةٍ،
عن فمي المُتكوِّرِ كفوهه.
متأبِّطاً كتاباتِ أبي القرمزيَّةِ،
كزنبقةٍ تحملُها مَوجَةٌ،
وهي تلتهمُني كجمرةٍ مُبتلَّهْ.
وأنا أعالجُ الكلمةَ المُتقهقِرهْ
حتى ذلك القطارُ المزمجرُ،
المليءُ بالحبر،
غادرَ،
يجرُّ وراءَهُ أحلاميَ الهرِمَة
وحقائبي المجعَّدة
وأرغفتي الباردة.
ساجد تلك الكلمة،
في جيوبِ المعاطفِ الجرداء
في قُبَّعاتِ القش،
وياقاتِ القمصانِ المهترئة
وعناوينِ الكَتبْ.
ستأتي،
مُحمَّلةً بضبابِ فِكْرٍ ضائعٍ،
وسط صخبٍ مِن الهدوء
من بين جذورِ الوردِ،
وأظافرِ النساء
وفي أخرِ الليل،
ستأتي بوجهٍ مطويٍّ،
طيَّ الكُتُب،
مع بريقِ العينين،
وهما يأسِراني
ومِن يدِ أبي البيضاء،
وهي تسفحُني على أوراقي
التي لم أضعْ فيها
شتاتَ كلِمَهْ..
**