يا بلادَ العجائبِ والسحرِ
والأنهرِ الأزليهْ
ياربوعَ النبؤاتِ والشعرِ
والفجرِ والأبديهْ
يافناراً يغازلُ في أروع النورِ بَحارةً تائهينْ
ايها الحلمُ
ياغاية َالحالمينْ
الى أينَ تمضي
ومِن أينَ جئتَ ..عراق؟!
أتيتَ من البعدِ
من أبعد البعدِ
من أُفق السرمديهْ
وصيرتَنا رُسلاً من ضياءْ
وأوقدتَ فينا رؤى الشعراءْ
يابلادَ البطولاتِ والخصبِ
والبحثِ عن زهرةِ الأبديهْ
مَن يعذبُ روحَكَ قلْ لي؟
فقدْ ضُببَ الأمرُ حتى اختلطْ
مَن يُمزقُ هذا الجسدْ؟!
أيها المتلثمُ ياقاتلي
أمطْ عنكَ هذا اللثامَ فهذا الجسدْ
ضميرُ الأبدْ
عراق..عراق
كتبتْكَ السماءُ على الأرضِ أولَ ما كتبتْ
ياابتداء الكلامْ
وهامَ بكَ النجمُ قبل أبتداءِ الهيامْ
وقالوا بأن بنيكَ الأوائلَ جاءوا من البارقاتْ
وحطوا على الأرضِ انشودةً وصلاةْ
فكنتَ ابتداءَ الحياة
وكنتَ نخيلاً وماءْ
وكنتَ الوصالَ الجميلَ الذي يحمل الأرضَ نحو السماءْ
ويتركها حرةً في الفضاءْ.......
تعقبَ أهلُكَ سرَّ النجومِ
وسيرَ النجومِ
وهاهيَ أفلاكُ بابل ، والكهنهْ
يقولون ماذا تقولُ الكواكبْ
قدْ يقولون :
يَمٌ بَلعتْهُ المراكب!!!
أما كنتَ انتَ الجبالَ التي تنتهي بالسهولِ
التي تنتهي بالمحالْ؟!
أما كنتَ أنتَ النخيلَ الذي ظللَ البرتقالْ؟!
أما كنتَ انتَ المروءاتِ صاخبةً في دماء الرجالْ؟!
أما كنتَ أنتَ المآلَ الحميمَ
الذي ينتهي لحميم المآلْ؟!
أما كنتَ انتَ الأساطيرَ تخلقُها سومرُ الأولويهْ
فتمنحُها بابلَ ألأزليهْ
تضيفُ اليها وتمنحُها نينوى
لتسمعَ بغدادُ قلبَكَ ينبضُ في الأمكنهْ
ويمرُ حنوناً يقبلُ أروقةَ الأزمنهْ
فكيفَ ستمضي
ومن أين جئت؟!!
..................
..................
ألى أينَ تمضي
وأنتَ الدليلُ عراق؟!
أنا مثلكَ الآن مغتربٌ وغريبٌ
وقدْ فضتَ وداً بما ملأَ البحرَ والأنهرَ الرافدهْ
فأورقَ في موحلِ القاحلاتِ النباتْ
وسالتْ ترانيمُ نايٍ بعيدٍ
وتمايلَ صوتُ البناتِ
ورفَّ على الكونِ شعرُ البناتِ
وشعرُ النباتْ
فهزَّتْ أفانينَها الباسقاتْ
سعفٌ في أديمِ الشموسِ
تهادى الى أفقٍ موغلٍ في الحدوسِ
التي تنتهي في حدوس
فكيفَ ستمضي وأنتَ اليقين؟
وأنتَ الأناشيد طاعنةً في الحنينِ
الذي يتفرعُ منهُ الحنين:
حنينٌ الى لحظةِ البدءِ والأبديهْ
حنينٌ الى سفنٍ تمخرُ البحرَ صوبَ السماءْ
حنينٌ لجرَّةِ ماءٍ تبللُ صوتَ المساءْ
حنينٌ لعطرِ النساءِ ودنيا النساءْ
حنينٌ لخصبِ الحياةِ وسرِّ الحياةْ
حنينٌ لأذرعِ دجلة تمتدُ نحو الفراتْ
حنينٌ لفتيانكَ السادرين يغنون أُغنيةَ السرمديهْ
روضوا الوحشَ دهراً فدهراً
فدانتْ لهم في الهوى والقتالِ الكواسرُ هائمةً في البريهْ
فقالوا على الأرضِ شعَّ السلامُ
ورفَّ الحمامُ
اذْ انكسفتْ شرعةُ البربريهْ
فهل غفلوا ان ذيلاً تحركَ في العتمات
وحدَّقَ في روحِكَ الحرِّ
كي يتشفى بهذا الجسدْ
فكيفَ تقومُ الحياةُ
اذا قُطعتْ في ْالحياةِ عروق الحياةْ
وكيفَ ستمضي وأنتَ العريقُ...عراق
وأنت القديمُ الحديثُ
وأنتَ الضميرُ النبيلُ
النقيُ الجميلُ:
ضميرُ الأبدْ.......
برلين في 29.01.2005