العدوى المنقولة جنسياً هي عدوى تنتفل بصورة أساسية عن طريق الاتصال الجنسي وتنجم عن أكثر من 30 نوعاً مختلفاً من الجراثيم والفيروسات والطفيليات .
إن أكثر أنواع العدوى شيوعا هي النيسرية البنيّة ( تسبّب داء السيلان )، المتدثّرة الحثرية ( تسبّب أنواع العدوى الناجمة عن المتدثّرة )، اللولبية الشاحبة ( تسبّب الزهري )، المستدمية الدوكرية ( تسبّب القريح )، المُشعّرة المهبلية ( تسبّب داء المُشعّرات المهبلي )، الهربس البسيط من النمط 2 ( يسبّب الهربس التناسبي )، فيروس العوز المناعي البشري ( يسبّب الأيدز)، فيروس التهاب الكبد B ( يسبّب التهاب الكبد- وقد تؤدي الحالات المزمنة الناجمة عن هذا الفيروس إلى ظهور سرطان الكبد ) .
وبإمكان العديد من العدوى، ولا سيما فيروس الأيدز والزهري، الانتقال أيضاً من الأم إلى طفلها خلال فترة الحمل وأثناء الولادة، وكذلك من خلال عمليتي نقل منتجات الدم وزرع النُسج البشرية .
أنواع العدوى المنقولة جنسياً
يشهد كل عام حدوث 448 مليون حالة جديدة من أنواع العدوى المنقولة جنسياً التي يمكن علاجها ( الزهري والسيلان والعدوى الناجمة عن المتدثّرة وداء المُشعّرات ) .
تظهر بعض أنواع العدوى المنقولة جنسياً دون أن تتسبّب في ظهور أعراض.
تؤدي 25% من حالات الحمل، لدى النساء المصابات بالنوع المبكّر من الزهري غير المُعالج، إلى الإملاص، كما تؤدي 14% منها إلى وفاة الولدان.
تمثّل أنواع العدوى المنقولة جنسياً أهمّ أسباب العقم التي يمكن توقيها، وبخاصة لدى النساء.
توصي منظمة الصحة العالمية باتباع نهج متلازمي إزاء تشخيص أنواع العدوى المنقولة جنسياً وعلاج المصابين بها.
أنواع العدوى المنقولة جنسياً: إحدى قضايا الصحة العمومية
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2005 إلى أنّ كل عام يشهد حدوث 448 مليون حالة جديدة من أنواع العدوى المنقولة جنسياً التي يمكن علاجها (الزهري والسيلان والعدوى الناجمة عن المتدثّرة وداء المُشعّرات) بين الفئة العمرية 15-49 عاماً في جميع أنحاء العالم. وذلك العدد لا يشمل حالات فيروس الأيدز وغيره من أنواع العدوى المنقولة جنسياً التي لا تزال تؤثّر سلباً على حياة الأفراد والمجتمعات المحلية في كل ربوع العالم. وتندرج أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومضاعفاتها، في البلدان النامية، ضمن أهمّ الفئات المرضية الخمس التي يلتمس البالغون خدمات الرعاية الصحية بسببها.
أنواع العدوى وانتقالها
أنواع العدوى المنقولة جنسياً هي أشكال من العدوى تنتقل بين البشر من خلال الاتصال الجنسي أساساً. وهناك أكثر من 30 من الجراثيم والفيروسات والطفيليات المختلفة التي يمكنها الانتقال جنسياً بين البشر. وبإمكان العديد منها، ولا سيما فيروس الأيدز والزهري، الانتقال أيضاً من الأم إلى طفلها خلال فترة الحمل وأثناء الولادة، وكذلك من خلال عمليتي نقل منتجات الدم وزرع النُسج البشرية.
وتحدث أنواع العدوى المنقولة جنسياً بسبب الجراثيم والفيروسات والطفيليات. ويرد أدناه بعض من أشيع أنواعها.
أنواع العدوى الجرثومية الشائعة
النيسرية البنيّة (تسبّب داء السيلان أو العدوى الناجمة عن المكوّرات البنيّة)
المتدثّرة الحثرية (تسبّب أنواع العدوى الناجمة عن المتدثّرة)
اللولبية الشاحبة (تسبّب الزهري)
المستدمية الدوكرية (تسبّب القريح)
الكلبسيلة الحبيبية (كانت تُعرف سابقاً باسم المُغمّدة الورمية الحبيبية- تسبّب الورم الحبيبي الأربي أو داء الدونوفانيات).
أنواع العدوى الفيروسية الشائعة
فيروس العوز المناعي البشري (يسبّب الأيدز)
الهربس البسيط من النمط 2 (يسبّب الهربس التناسبي)
فيروس الورم الحليمي البشري (يسبّب الثآليل التناسلية- وتؤدي بعض الأنواع الفرعية من هذا الفيروس إلى إصابة النساء بسرطان عنق الرحم)
فيروس التهاب الكبد B (يسبّب التهاب الكبد- وقد تؤدي الحالات المزمنة الناجمة عن هذا الفيروس إلى ظهور سرطان الكبد)
الفيروس المضخّم للخلايا (يسبّب التهاباً في عدد من الأعضاء بما في ذلك الدماغ والعين والأمعاء).
الطفيليات
المُشعّرة المهبلية ( تسبّب داء المُشعّرات المهبلي )
المُبيضة البيضاء ( تتسبّب في إصابة النساء بالتهاب الفرج والمهبل؛ وفي إصابة الرجال بالتهاب حشفة القضيب والقلفة التهاب الحشفة والقلفة )
أنواع العدوى المنقولة جنسياً والعديمة الأعراض
تظهر بعض أنواع العدوى المنقولة جنسياً دون أن تتسبّب في ظهور أعراض. فقد لا يتعرّض 70% من النساء ونسبة كبيرة من الرجال من حملة أنواع العدوى الناجمة عن المكوّرات البنيّة و/أو المتدثّرة، مثلاً، لأيّة أعراض على الإطلاق. ويمكن أن تؤدي أنواع العدوى العرضية والعديمة الأعراض على السواء إلى ظهور المضاعفات الوخيمة الوارد شرحها أدناه.
أنواع العدوى المنقولة جنسياً تؤثّر سلباً على صحة النساء
تخلّف أنواع العدوى المنقولة جنسياً، والتي تظلّ بدون علاج، آثاراً وخيمة على الصحة الإنجابية وصحة الأم والوليد. كما تمثّل تلك الأنواع من العدوى أهمّ أسباب العقم التي يمكن توقيها، وبخاصة لدى النساء.
فقد تبيّن، مثلاً، أنّ بين10% و40% من النساء اللائي يعانين من أحد أنواع العدوى الناجمة عن المتدثّرة ولا يعالجنها يُصبن بالداء الالتهابي الحوضي المصحوب بأعراض. ويقف الضرر الذي يصيب البوق جرّاء العدوى وراء 30% إلى 40% من حالات العقم الأنثوي. كما أنّ النساء اللائي أُصبن بالداء الالتهابي الحوضي يواجهن مخاطر الحمل المنتبذ (البوقي) أكثر من النساء اللائي لم يُصبن به بنسبة تتراوح بين 6 و10 أضعاف، ويمكن عزي 40% إلى 50% من أشكال الحمل المنتبذ إلى إصابة سابقة بذلك الداء.
كما يمكن أن تؤدي الإصابة ببعض أنواع فيروسات الورم الحليمي البشري إلى ظهور أشكال سرطانية تناسلية لدى النساء، ولاسيما سرطان عنق الرحم.
الأمراض المنقولة جنسياً وآثار الحمل الضارّة
هناك علاقة بين أنواع العدوى المنقولة جنسياً التي تبقى دون علاج وبين أنواع العدوى الخلقية والعدوى المحيطة بالولادة التي تصيب الولدان، وبخاصة في المناطق التي تظلّ فيها معدلات الإصابة بالعدوى عالية.
وتؤدي 25% من حالات الحمل، لدى النساء المصابات بالنوع المبكّر من الزهري غير المُعالج، إلى الإملاص، كما تؤدي 14% منها إلى وفاة الولدان- ممّا يمثّل معدلاً إجمالياً يناهز 40% فيما يخص وفيات الفترة المحيطة بالولادة.
أنواع العدوى المنقولة جنسياً وفيروس الأيدز
يزيد وجود أحد أنواع العدوى المنقولة جنسياً ( التقرّحية أو غير التقرّحية منها )، إذا لم تُعالج، من مخاطر اكتساب فيروس الأيدز ونقله على حد سواء، وذلك بنسبة 10 أضعاف. ولذا فإنّ من الأهمية بمكان التعجيل بعلاج تلك الأنواع من العدوى للحد من مخاطر التعرّض لعدوى فيروس الأيدز. كما أنّ مكافحة تلك الأنواع من العدوى من الأمور المهمة لمنع انتشار ذلك الفيروس، لاسيما بين الفئات المعرّضة لمخاطره بنسبة عالية من جرّاء سلوكياتهم الجنسية .
متلازمات أنواع العدوى المنقولة جنسياً
على الرغم من تسبّب كثير من العوامل الممرضة في حدوث أنواع العدوى المنقولة جنسياً، فإنّ بعضاً منها يؤدي إلى ظهور سمات سريرية مطابقة أو متداخلة تُعرف بالعلامات ( أي ما يراه الفرد أو مقدم الرعاية الصحية أثناء الفحص) أو بالأعراض ( أي ما يشعر به المريض، مثل الألم أو التهيّج ). ويمكن التفطّن بسهولة لبعض من تلك العلامات والأعراض المتساوقة التي تشكّل متلازمة تشير إلى وجود عامل ممْرض واحد أو أكثر. فالنجيج الصادر من إحليل الرجل قد يكون، مثلاً، نتيجة السيلان وحده أو العدوى الناجمة عن المتدثّرة وحدها أو قد ينجم عن الاثنين معاً .
وفيما يلي المتلازمات الرئيسية لأنواع العدوى الشائعة المنقولة جنسياً:
النجيج الإحليلي
القرحات التناسلية
التورّم الأربي ( أو الدبل، وهو تورّم يصيب الأربية )
التورّم الصفني
النجيج المهبلي
ألم البطن السفلي
أنواع العدوى التي تصيب عين الوليد ( التهاب الملتحمة الوليدي ).
النهج المتلازمي إزاء التدبير العلاجي للمرضى
تمثّل الفحوص المختبرية الطريقة التقليدية لتشخيص أنواع العدوى المنقولة جنسياً. غير أنّ تلك الفحوص غالباً ما تكون باهظة التكاليف أو غير متاحة على الإطلاق . وقد أوصت منظمة الصحة العالمية، منذ عام 1990، باتّباع نهج متلازمي إزاء تشخيص أنواع العدوى المنقولة جنسياً وتدبيرها العلاجي لدى المرضى الذين يلتمسون العلاج بسبب علامات وأعراض معروفة ومتساوقة مع أحد أنواع العدوى المذكورة .
ويضمن النهج المتلازمي الذي يستخدم مخططات المجريات لتوجيه التشخيص والعلاج دقة أكبر مقارنة بالتشخيص القائم على الحكم السريري فقط، حتى ولو تم من قبل خبراء في هذا المجال. وهو نهج يقوم على أسس علمية ويتيح إمكانية العلاج الفوري والناجع. كما أنّه أكثر مردودية من استخدام الفحوص المختبرية فيما يخص بعض المتلازمات.
ويجب أن يتم تحديد الكائنات المتسبّبة في أيّ من المتلازمات بشكل موضعي وتكييف مخططات المجريات بناء على ذلك. كما يجب رصد الكائنات المتسبّبة في كل من المتلازمات بشكل منتظم لتأكيد مصداقية التوصيات العلاجية.
الوقاية
إنّ أنجع طريقة لتجنّب اكتساب أحد أنواع العدوى المنقولة جنسياً أو تجنّب نقلها هي الامتناع عن ممارسة الاتصال الجنسي ( الفموي أو المهبلي أو الشرجي ) أو الاقتصار على ممارسة ذلك الاتصال ضمن علاقة طويلة الأجل مع قرين لا يحمل أيّ نوع من أنواع العدوى المذكورة ويكون فيها الطرفان مخلصين لبعضهما البعض فيما يخص العلاقات الجنسية . وتضمن عوازل اللاتكس الذكرية، عندما تُستخدم بطريقة سليمة، فعالية عالية في الحد من انتقال فيروس الأيدز وغيره من أنواع العدوى المنقولة جنسياً، بما في ذلك السيلان والعدوى الناجمة عن المتدثّرة وداء المُشعّرات.