في مخطوط " البيت الأسود "، ترمز الأثداء الثلاثيّة إلى ارتداد جريمة الفوضى الخلاقة تشويهاً لجسد مُجرمة الحرب كونداليزا رايس ... .
احتلت الولايات المتحدة درجة عالمية فريدة في تاريخ الامبراطوريات بعد انتصارها في الحرب الباردة . وكما كان الحال بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية، يَسْتحدث المُنتصرون تقسيماً جديداً للجغرافيا السياسية : فبعد الحرب العالمية الاولى ظهر الاتحاد السوفيتي، واختفت امبراطورية الخلافة العثمانية، وبدأ تنفيذ مؤامرتي سايكس بيكو، ووعد بلفور ... وعقب الحرب العالمية الثانية قسِّمَت الهند، وأقيمت اسرائيل، وبَرَزت الكُتلة الاشتراكية ...
وهكذا اتخذت الامبراطورية الأمريكية العسكرية التجسّسية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي مبدأ الفوضى الخلاقة كأساس لإعادة تشكيل العالم من خلال مؤامرة “ الشرق الأوسط الجديد “، بفرض ثقافة عبادة المال، والإلحاد، و التغريب، والاستهلاكية، وعمارة وفنون الحداثة العبثية ...
وهي المرحلة النهائية من ثقافة الاستعمار العولمي المتوحش، ومشروع النظام العالمي الجديد، الذي أفشلتهُ المقاومة العراقية العظيمة، ونهوض الصين وروسيا والهند وإيران وتركيا ...
لكن التركيز كان ولا يزال على اتخاذ العالم العربي والاسلامي عدواً أساسياً . والعمل على تعويق شامل وبالقوة لأي نهضة اسلامية معاصرة : بإبادة السكان، ومحو ذاكرة المسلمين، وتخريب العمار : عواصم وحواضر ومدن ومواقع ... تضمّ تراث المسلمين والمجال الفيزياوي لروابط الهوية الروحية ... تُخَرّب وتقوَّض، بالغزو، والحروب الأهلية بين مختلف القوميات والطوائف والأديان .
وقد اختيرت كونداليزا رايس، أول وزيرة خارجية أمريكية سوداء لتطبيق استراتيجية الدولة العولمية الصهيونية العميقة الساعية للتحكّم بالانسان والموارد والحضارة . .. فتبنت “ كوندي “ فرْض ونشر " الفوضى الخلاقة " في " الشرق الأوسط الجديد " للانتقال من الدكتاتورية، التي هَندَسَها الغرب لينهب بواسطتها موارد المستعمرات عقوداً، إلى أكاذيب الحرية والديموقراطية لضمان مرحلة أخرى من الظلم والنهب .
هم يَكْذبون ويُجَرّبون ويُخرّبون ويُبيدون ويَنهبون ... وبعد إنجاز المُهمّة يعتذرون ويأسفون . فقد اعترفت “ كوندي “ يوم 11/05/2017 بأن غزو أمريكا لأفغانستان والعراق لم يكن من أجل نشر الديموقراطية . وهذا الاعتراف الحربائي لن يُعيد ملايين الشهداء للحياة، ولن يُعوّض ملايين الجرحى والأيتام والأرامل والمُهجّرين، ولا يُعمِّر ماتخرّب من المدن والمباني الأثرية، ولا يسترجع مانهب من الممتلكات الثقافية ...
إنّ ماحصل من بلْقنة العراق جغرافيةً واقتصاداً ومجتمعاً وثقافةً، وتخريب حياة العراقيين بشكل مُمنهج ومُبرمج يجعل من السذاجة الشديدة تصوُّر أنّ الحياة الطبيعية ستعود إلى العراق في ظلّ الغازي والعميل والقواعد العسكرية الامريكية .
لا وقفة ولا نهاية للتاريخ . وسيرى الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . فالله سبحانه هو القوي الحكيم، الذي لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا .
لكن هل نحن مؤمنون حقاً ؟!. وهل نُحِبُّ وطننا فعلاً ؟! .