حي

ن يلمعُ حولي وهجٌ،
مثلَ حدقاتِ القطط،
كلَّ مساء
وتخفتُ أقدامُ المارة،
وتأوي صرخاتُ الرُّضَّع،
إلى هزَّاتِ المهود
أتداخلُ في ظلي المكسور
أتعرَّقُ كحَصاةٍ،
في كهفٍ مهجور
كلَّ مساء
أشربُ نخبَ ليلٍ اسود
أتنزَّهُ ثملاً في ذاكرتي،
وحدتي نَهِمَه
وضباعُ الزفرات،
تنهشُ فرائسَ دمي
لا نكات،
لا أقاويل،
لا شيء
سوى غربةِ المساءِ الكئيبة
كلَّ مساء
بعد عودتي مُنْحَنِيَ الظهر،
مِن متجري المليءِ
برائحةِ صبغِ الأحذية،
والسَّأمُ يهطلُ كطَرقاتِ حدادينَ
على جمجمتي
أفكرُ بصومعةِ البيت
فادخل كتبي وقواميسي،
كعاملٍ يدخلُ منجما
أنقلُ فحمَ الكلماتِ،
إلى عرباتِ الذاكرة
وأحاولُ عبثاً .. عبثا
اجتيازَ وجعِ المساء
*