وقال فؤاد فينو مصمم رقصات الفرقة لرويترز "منذ عامين ونصف اقوم بتدريب هذه الفرقة. قدمنا عرضنا الأول في ذكرى النكبة في ايار (مايو) الماضي. استمعنا الى كل الملاحظات من النقاد والجمهور وعملنا على تحسين العرض الذي نأمل ان يلقى استحسان الجمهور."
واستخدمت الفرقة التي تضم 45 راقصا وراقصة تتراوح اعمارهم بين 16 و20 عاما في عرض ليل الاحد مجموعة من التقنيات الفنية المختلفة في ان واحد مثل خلفية الصور الثابتة وشاشة الظل والراوي اضافة الى الرقص الذي يجمع بين الفلكلور والحداثة.
وقال فينو الذي يمتهن الرقص منذ 23 عاما "ربما نكون أول فرقة ليس في فلسطين فحسب بل على مستوى العالم العربي التي تستخدم هذه التقنيات في وقت واحد الأمر الذي يعطي الجمهور فكرة شاملة عن اللوحة التي يتم تقديمها والتي تتحدث عن مرحلة من تاريخ الشعب الفلسطيني."
واضاف "أخذنا على عاتقنا ان نكرس الخمس سنوات الاولى من عروض الفرقة للحديث عن التاريخ الفلسطيني وخصوصا مراحل فاصلة فيه مثل النكبة وانطلاقة الثورة الفلسطينية والنكسة ومعركة الكرامة والخروج الفلسطيني من لبنان."
واوضح فينو ان عرض (محطات في الذاكرة) الذي قدمته الفرقة يوم الاحد يعرض 13 لوحة فنية راقصة يشارك فيها 36 راقصا وراقصة على خشبة المسرح تبدأ من النكبة وصولا الى الانتفاضة الفلسطينية الاولى عام 1987 .
وتمايلت اجساد الراقصين والراقصات على انغام اغاني لفيروز وعاصي الحلاني اضافة الى اغاني من التراث الفلسطيني على وقع تصفيق الجمهور مع خلفية لشاشة كبيرة تعرض عليها صور فوتغرافية عن النكبة الفلسطينية والاجتياح الاسرائيلي للبنان ومذبحة صبرا وشاتيلا والخروج الفلسطيني من لبنان وصولا الى الانتفاضة الفلسطينية الاولى مع حديث مقتضب لراو يتحدث عن طبيعة كل مرحلة.
وقال فينو ان الفرقة تحضر لعمل فني جديد سيحمل اسم (باب الواد) وسيكون عرضا فلسطينيا خالصا من خلال الموسيقى والرقصات والأغاني. وأضاف أن الفرقة ستشارك في احتفالات القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 .
وتستعد فرقة (سراب) لجولة عروض محلية. وقال محمد اسمر المدير الاداري للفرقة لرويترز "لدينا حاليا جولة عروض في الجامعات الفلسطينية."
وعن عرض أمس قال ان الفرقة تهديه "الى روح الشاعر الكبير محمود درويش الذي يرقد الى جانب هذا المكان والذي يمثل شعره تأصيلا للتاريخ الفلسطيني ومحطات ذاكرته."
وتابع قائلا "تسعى الفرقة ان تسير على نهج نشر المعرفة والثقافة وابقاء الذاكرة الفلسطينية حية من خلال اعمال فنية تجد لها جمهورها بين جيل الشباب كي يبقى محافظا على هويته الفلسطينية."
وقال الشاب محمد خضر الراقص في فرقة سراب "نحاول في عرضنا تذكير الناس بالتاريخ كي نحافظ على ذاكرتهم ونعرف الشباب الصغار باشياء كثيرة ربما لا يعرفونها عن القضية الفلسطينية من خلال الرقص والصور والحكي."
وتفاعل الجمهور مع العديد من اللوحات الفنية التي اختتمت بالنشيد الوطني الفلسطيني الذي وقف الجمهور مصفقا على وقعه. وقالت فتاة شابة من الجمهور "العرض كان كتير حلو والأداء جميل. مهم كتير نحافظ على هويتنا الفلسطينية."
ويأتي ظهور هذه الفرقة الفنية لتضاف الى فرق فنية فلسطينية اخرى منها فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية وفرقة سرية رام الله الأولى التي تحاول كل منها ترك بصماتها في الحياة الفنية والثقافية الفلسطينية.
من علي صوافطة
إلى روح الشاعر الكبير محمود درويش محطات في الذاكرة لفرقة سراب لوحات راقصة تستعرض الحكاية الفلسطينية
17.08.08 - 17:42
فؤاد فينو، المدير الفني للفرقة ومخرج العمل: أخذت الفرقة بملاحظات البعض بخصوص طول مدة العرض، والملل الذي أحدثته المشاركة الواسعة للراوي فيه، فتم اختزال وتكثيف مشاركة الراوي في ثلاثة مواقع فقط
رام الله /PNN/يوسف الشايب/جاء العرض الأول لفرقة سراب، "محطات في الذاكرة"متزامناً مع الذكرى الستين للنكبة، في الخامس عشر من أيار الماضي، في قصر رام الله الثقافي، ليخلق حالة من الجدل حول الموقع الذي ستحققه الفرقة الجديدة بين فرق الرقص الشعبي والمعاصر المنتشرة في فلسطين -البعض وجد العرض مبهراً، ورائعاً، والأهم أنه يعكس حكاية القضية الفلسطينية، ومأساة شعبها، منذ النكبة، والبعض الآخر وجده مملاً بعض الشيء، خاصة تلك الفقرات التي يتحدث فيها الراوي طويلاً، وهو ما أفقد العرض رونقه، خاصة أن العديد من اللوحات الراقصة، التراثية منها والمعاصرة، كانت تشير إلى أن هناك ما تقوله "سراب".
الفرقة تقدم عرضها مجدداً، مساء اليوم الأحد، في المكان نفسه، قصر رام الله الثقافي، ولكن بعد العديد من التغييرات ..
وقال فؤاد فينو، المدير الفني للفرقة ومخرج العمل: أخذت الفرقة بملاحظات البعض بخصوص طول مدة العرض، والملل الذي أحدثته المشاركة الواسعة للراوي فيه، فتم اختزال وتكثيف مشاركة الراوي في ثلاثة مواقع فقط، وبواقع ست دقائق، ولذلك تحول العرض إلى أقل من ساعة، بعد أن كان قرابة الساعتين، وهو ما يجد فيه فينو تحولاً سيضيف الكثير لـ"محطات في الذاكرة"، دون المساس بالفكرة والمضمون.
وتهدي فرقة سراب عرضها بحلته الجديدة، إلى روح الشاعر الكبير محمود درويش، ويقول محمد توفيق، المدير الإداري للفرقة: عبر الشاعر الكبير محمود درويش في أشعاره، عن معاناة اللاجئ الفلسطيني، وحكايات النكبة والتهجير بأسلوب لا يتكرر، وكون أن العرض يتحدث عن النكبة أيضاً، ويرصد مفاصل من حكايات فلسطين، التي ترجل فارسها درويش قبل أيام .. نهدي العرض إلى روح درويش، وهذا أقل ما يمكن فعله إزاء هذه القامة الشعرية الكبيرة، والذي هو روح فلسطين، ووجهها الجميل في العالم.
وبعد العرض الأول لـ"محطات في الذاكرة"، انهالت العروض على فرقة سراب للمشاركة في مهرجانات محلية، وعربية، كان أهمها المشاركة في الدورة المقبلة لمهرجان قرطاج، حيث تم الترتيب لذلك بشكل مبدئي مع إدارة المهرجان عبر السفارة التونسية في الأراضي الفلسطينية، كما شاركت الفرقة في مهرجان الدبكة الفلسطيني برام الله، ومهرجانات أخرى، وهي بصدد تنظيم جولة عروض على الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية.
ويرصد "محطات في الذاكرة"، عبر الرقص، وتقنية الظل، وشاشة العرض، بمرافقة الراوي، مراحل من تاريخ فلسطين وشعبها في الفترة التي تمتد من مأساة النكبة، إلى أوائل الانتفاضة الأولى، أي قرابة أربعين عاماً. العرض، كتبه نبيل سمارة، وأشرف عليه مصمم الرقص فؤاد فينو، ويضم قرابة أربعين راقصاً، على امتداد أكثر من عشر لوحات راقصة، صمم لها الأزياء غصوب سرحان، وأشرف على الموسيقى الأخوان يوسف وباسل زايد، في حين صمم الملصق أحمد أبو هنية.
وتتضمن الموسيقى المرافقة للعرض أغنيات وطنية لفيروز وعاصي الحلاني، وأخرى تراثية فلسطينية، كما تضم مقاطع موسيقية لفرقة صابرين، وتراب، والرحابنة، وأخرى درجت فرقة سرية رام الله الأولى على استخدامها في بعض رقصاتها.
وانطلقت "سراب" من بين الطلاب، وبالتحديد في الفئة العمرية دون العشرين عاماً.. وتهدف إلى تعميق الهوية الفلسطينية والانتماء الوطني لدى جيل الشباب، والمحافظة على تاريخ الشعب الفلسطيني، والمساهمة في إيصاله للأجيال اللاحقة بأسلوب فني جديد، وتنمية مواهب الشباب، وقدراتهم الثقافية، والفنية، والبدنية، وتشجيع روح الإبداع والمبادرة الذاتية لديهم، وتطويع طاقاتهم في خدمة المجتمع، وتعزيز روح العمل الجماعي لديهم ما يصب في المصلحة الوطنية..
وحول ذلك يقول أسمر: قد نخسر في معركة عسكرية، أو سياسية، لكن لا يجب أن نخسر معاركنا الثقافية.. أعمالنا جميعها ستعمل على تعزيز الوعي الوعي، والانتماء لدى الشباب الفلسطيني، عبر فن راق كالرقص .. عملنا المقبل سيكون حول القدس، ونسعى لعرضه في إطار احتفالات "القدس عاصمة الثقافة العربية 2009".
المميز في فرقة "سراب"، التي يقول القائمين عليها أن اسمها جاء من باب رغبتهم في تحويل ما يعتقده الكثيرون سراباً إلى حقيقة، أنها تقوم بجهود فردية، فلا دعم مادي ولا رعاية من أحد.