افتتحت الدورة الـ32 للجنة التراث العالمي في كيبيك، في 2 يوليو/تموز، باحتفال رسمي في مدينة كيبيك التي تحتفل بذكرى تأسيسها الأربعمائة
وافتتح الدورة الزعيم الأكبر ماكس غرو لويس دي هورون - من السكان الأصليين - بأداء طقس تطهيري أمام كريستينا كامرون، رئيسة الدورة الـ32، مرحباً بالمشاركين، وقائلاً:
"إن شعوب كندا الأصلية تذكرنا بأننا لا نرث الأرض من أسلافنا، بل نستعيرها من أطفالنا".
ونوّه مدير عام اليونسكو، كويشيرو ماتسورا، بأن دورة لجنة التراث العالمي تصادف مع الاحتفال بتأسيس مدينة كيبيك المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1985. كما رحب باعتماد نظام جديد في العام الماضي لتعزيز مراقبة عدد من المواقع المختارة المدرجة على قائمة التراث العالمي المهدد، مشدداً على أن دور اليونسكو يكمن في "تسهيل التبادل المهني والإسهام في التوصل إلى توافق بين الجهات المعنية يقوم على تبادل حقيقي للآراء والخبرات والدراية".
وخلال الاحتفال، ركز رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو، أولابيي بابالولا ياي، ورئيس المؤتمر العام للمنظمة، جورج ن. أنستاسوبولوس، على أهمية صون التراث للمستقبل، وتشجيع التنوع الثقافي.
وشملت مراسم الاحتفال خطابات ترحيب لرئيس حكومة ولاية كيبيك، جان شارست، ورئيس بلدية مدينة كيبيك، ريجيس لابوم، بحضور سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة، صاحبة السمو الملكي الأميرة فريال.
وقدم دايفيد والدن، الأمين العام للجنة الكندية الوطنية لليونسكو، منتدى الشباب، الذي يُعقد للمرة الأولى بمناسبة الدورة الـ32. ويضم المنتدى 30 شاباً - 15 كندياً و15 شاباً مدعوين من قبل كندا، وقد أتوا من جميع أرجاء العالم - لزيارة مواقع التراث العالمي في هذا البلد علماً أنهم سيشاركون في أعمال هذه الدورة.
وكان لوزير البيئة الكندي، دون بيرد، خطاب بمناسبة حفل الافتتاح، قال فيه: "نعقد اجتماعات لجنة التراث العالمي هنا، على خطوات معدودة من موقع كيبيك المدرج على قائمة التراث، بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الأربعمائة لمدينة كيبيك [...] وكندا فخورة لكونها تحصي 14 موقعاً من مواقع اليونسكو المدرجة على قائمة التراث العالمي. وتلك بعض الأمثلة عما تستطيع كندا أن تقدمه. ولا شك أننا نتمتع ببلد جميل حقاً بكنوزه الطبيعية والثقافية".
وتابع بأنه "أمام لجنة اليونسكو التراث العالمي مهمة هامة جداً وهي توعية الجمهور الأوسع إلى مواقع التراث العالمي والحث على إرادة أكبر لحفظها. كما أن كندا تتبنى هذا الموقف كلياً، وإني سعيد لرؤية عدد كبير من الأخصائيين الدوليين مجتمعين في كيبيك لتمكين تحقيق هدفنا المشترك".
سيدرس، خلال هذه الدورة التي ستستمر حتى 10 يوليو/تموز،أعضاء اللجنة (21 عضواً) إدراج مواقع ثقافية وطبيعية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. كما ستستعرض اللجنة حالة صون 30 موقعاً على قائمة التراث العالمي المهدد، وقد يقررون إضافة مواقع جديدة إليها. تشمل اتفاقية اليونسكو لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972 ما لا يقل عن 851 موقعاً، يتميز جميعها بـ"قيمة عالمية استثنائية"، بما يشمل 660 موقعاً ثقافياً و166 موقعاً طبيعياً و25 موقعاً مختلطاً في 141 دولة طرفا.
وأشاد فرنشيسكو باندارين، مدير مركز اليونسكو للتراث العالمي، بمشاركة أكثر من 800 مشارك، بمن فيهم مراقبون وإعلاميون، في الدورة الـ32 للجنة التراث العالمي، وهو عدد لم يسبق أن سُجل من قبل. ورأى في ذلك إشارة إلى الدعم الكبير الذي تتمتع به اتفاقية التراث العالمي، التي تمثل إحدى الوثائق القانونية الأوسع انتشاراًَ على المستوى الدولي.