في كل وقت.. يقول الشيوعي : تُصبحون على خير

2014-12-06
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/44ebaa48-1c48-4254-a2a7-ea6620a796a0.jpeg
 الشيوعيُّ  يتقدمُنا الى قمرٍ ..قبل أحلامِنا..
 يخبز موتَهُ  جسرا
لكي تعبروا
يصعد الوردُ مِن موتِهِ
تصيرُ السماءُ وردية ً
والآس ُ
 شمسا ً
ولايمكث ُ طويلا في سهوب ِ السماء
يترجلُ والآسُ منها
لتنهضَ منه بهجة ُ الكائنات..
فالشيوعيُّ.. لايحرسُ الموتى 
وعليه ان(يمشي بِلا طرقٍ)
أبشروا..جاء الشيوعي
 سلاحه ُ سعفة ٌ خضراءُ من غير سوء ٍ
أو... إساءة 
قميصُهُ مايتأرج ُمن الأزهار
نعلاهُ من هذا التراب
هذا الترابُ سماؤنا الاولى..
ياأيها الشيوعي..كم مرةٍ...
تصحو شهيدا  أو شريدا
لكن....في كل وقت يقول الشيوعي 
تُصبحون على خير..
فالصبح ُ يوم ٌ كامل 
والخيرُ قبل النوم وبعد النوم وحين نكونُ من شجرٍشامخ ٍ
الصبح ُ: خطوُ الفقيرِ..الى خبزة ٍ
صبحُ الشغيلة ِصفو السماءِ له
والصبحُ  في الليل : أصابع ...تلك النحيلات النساء
يرزمن البريد السياسي..ثم يحملنه تحت العباءات..
الى نُصب الحرية..
الصبح صمت الظهيرة ِحيث يقود الفتى الشيوعيُّ دراجتَهُ نحو اتحاد الطلبة 
والصبحُ عند العصرفلاحون يجتمعون 
وسط النخل في البستان 
والصبح كردستان 
 صلواتُ المطلقِ المفتون بجنائن المهموم..
تُصبحون وتمسون َ على خير..
هو حلمُنا في هذا العليل العراق
جسرُ النبوءةِ والخطيئةِ
يسددون صوبَ شمعتهِ لتحترق َ الخريطة
موتورون...على دين سيافهم يذبحون الحديقة 
تُصبح على خير ياوطني
الشيوعي يدعوك ياوطني لحراسة ِ ساعاتِنا
من وقاحةِ هذا الغبارِ الملّثم ،المدعي الإنتسابَ الى شجرٍ فارع ٍ
والشيوعي يدعوكم.. 
لينظفَ هذا الهواء...
ينظفه ُ
من هواءٍ معلب..
ويَسألُنا ...
مَن يحررُ هذا النخيل 
أو يرمم هذي المياه 
أو ينتظر في أقتصاد العراق
: سنبلة ً غائبة..
وهو يسألُنا
متى ندخل البيت 
أستطال الوقوف على العتبة..ِ
والمعامل تتلحف بزنجارها.. 
والشيوعي وهو متهم بالاقتصاد السياسي
لايعد ضلوعَهُ
أو مفاصلَه ُ 
أو سلامياتِ أصابعِهِ
كلَّ يوم...
فهو منشغلٌ بالذي هو أجدى :
مظاهرةٌ...
 تطالب ان يكون الرغيفُ سلاح َالضعيف..
وان تكون الكهرباءُ مشاعية ً
وان لانتقاعد في الحياة من الحياة ..
وان يكون َ 
الهواءُ ..
 النخيلُ..
المياه ..
 الرفاه ..
  لنا...كلنُّا..
ربما نحصل على أغنية ٍ بلا فائض ِ دمعٍ
و تكون الحمامة ُ حاضرة ً 
في الحوار
لكي نتخلص من الاخوة المتقابرين على العراق.. 
.. ننتصر على الباهت فينا
.. تكون نظافُتنا في المرايا ،لا في سواد الزجاج..
وان لايكون المتغير 
وحده..
في القصيدة..
أيها الشيوعي..كن قوسا
يلم الحزن َ من أطرافهِ
كن مانعة ً للصواعق 
فأنت أعمق من وصفك َ
وتمتلكُ المعرفه 
تستضيء بها
وتضيء
لكي لايتكاثر التائهون
أو...
تصطادهم فوهة ٌ
من على شرفه 
وأنت الذي
  تؤذن فينا...
أعدّوا ...
لمطارقِكم ومناجلِكم
يقظة ً...
يقظة ً...
يقظة ً...
*قُرِأت القصيدة في الاحتفالية التي أقامتها اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في البصرة ،في قاعة عتبة ابن غزاون بتاريخ 28/ آذار/ 2014 بمناسبة الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
*القصيدة منشورة في الثقافة الجديدة/ العدد المزدوج 364-365 / آذار / 2014 ( مقداد مسعود )
 
 
 

 


مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved