رسالة مفتوحة
ــــــــــ
الزملاء الأعزاء في المشهد الأدبي والثقافي والإعلامي والفني العراقي
تحية عراقية خالصة :
اكتب اليكم جميعا ، افراداً ومؤسسات ، بعدما قرأت أخباراً غير مريحة في عدد من وسائل الإعلام العراقية والخارجية ، تتعلق بالشاعر الصديق العزيز كاظم غيلان ، وما يتعرض له من تدخلات مؤسفة في محل عمله الحالي : جريدة " الصباح " البغدادية الغراء . لقد اعادت اليَّ تلك الأخبار مواقف مزعجة تعرضت لها في وطني ، وكذلك في مكان إقامتي الحالية ، ما جعلني ، فضلا عن اسباب اخلاقية اخرى ، اغادر وطني ، او اترك عملي المحبب الى نفسي ، وألزم منزلي حتى يوم الناس هذا .
زملائي الكرام :
اردت ان أتأكد من صحة تلك الأخبار ، فتكلمت هاتفيا عصر هذا اليوم ، مع الشاعر كاظم غيلان ، فوجدته اكثر الماً وإحباطاً ، قياساً بالأخبار التي ذكرتها قبل قليل . بل انني استمعت اليه وهو في أعلى مستويات المرارة والألم البليغين ، فيبلغني انه مهدد الآن ، ليس في حقه في العمل فقط ، وإنما بحياته ايضا .
هذا امر يبعث على الإستغراب والأسى ، لأنه يطال احد قامات الثروة الثقافية العراقية ، والمشهد الإبداعي العراقي . ف " كاظم غيلان " شاعر له إمتيازه الخاص ، وشخصية وطنية له حقوق حول رقابنا جميعا . وفوق هذا كله هو مواطن عراقي ، وانسان بالمفهوم الذي دعا اليه علي بن ابي طالب وسقراط .
اعرف في جريدة "الصباح" الغراء ، مواطنين ومثقفين ومبدعين عراقيين ، يستأهلون ان تلوى من اجلهم اعناق الإبل . وأعلم ان في المشهد الإبداعي والثقافي والإعلامي والفني والأكاديمي العراقي ، اصدقاء لكاظم غيلان ، ولجريدة " الصباح" الغراء ، ولي ايضا . وانهم اذا ما وُضِعوا في موقف الإختيار :" بين صديقنا افلاطون والحق ـ كما قال سقراط " ، فإنهم سوف يختارون الحق .
ايها الإخوة الأعزاء :
انا اكيد انكم تقفون مع الحق ، ومع صديقنا العزيز كاظم غيلان في الآن ذاته ، في اي موقع انتم فيه حاليا : في جريدة " الصباح " الغراء ، او في فضائنا العراقي، مهما تعددت أطيافه الفكرية والثقافية والإبداعية .
ان الموقف من كاظم غيلان اليوم ، كما هو الموقف من اي مبدع او مثقف عراقي بالأمس القريب والبعيد ، هو موقف ضميري وأخلاقي جدير بالعراقيين جميعا ، وهو يفتخر في ان يختاره المثقفون والمبدعون العراقيون، في وطنهم او حيثما تفرقت بهم الدبار والأمصار.
انني اثق في قدرة اخوتي وزملائي في جريدة "الصباح" الغراء ، على تجاوزأي تاثيرات أوإجراءات أو تدخلات ، تجلب الأذية والإحباط الى اي مبدع عراقي ، بما يعنيه ذلك من تكريس تقاليد شعبنا الكريم ، وترسيخ مناقب الأُخوة والتضامن والمسؤولية ، ليعود الشاعر
كاظم غيلان الى عمله في " اسرة الصباح" ، عزيزاً مكرماً كريماً ، كما هو في حياته وإبداعه .
ان الموقف من قضية كاظم غيلان ـ اليوم ـ موقف عراقي صرف . وفي هذا الميدان ، فإن من يرفع صوته في مسالة على وفق ماهو عليه كاظم غيلان ، وما يمثله في إبداعه ، إنما يقف مع ضميره ومع كرامته الوطنية .
ايها الزملاء الكرام :
اريد ان اتوجه اليكم بالشكر الجزيل لأنكم صبرتم على قراءة هذه السطور . وأشكركم كثيرا لأنكم اليوم ، كما كنتم في الماضي، أكثر قدرة من غيركم على وضع الإصبع على الجراح وتضميدها ، بعدما شبعت جراحنا الجسدية والنفسية والضميرية ، من الملح الذي أهالوه عليها ، اوأُجبرنا على إستنشاقه في عهود الدكتاتورية والإستئصال ، والتدخل المخزي بين المبدع وضميره وأخلاقه ، على امتداد أزمنة التعذيب والقتل والنفي في العراق .
دمتم كراماً أعزة ، ودام العراق حراً ، سيداً ، مستقلاً .
وهيات من العراقيين الذِلَّة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمعة اللامي
الشارقة ـ ميسان
الاصدقاء الاعزاء : الشاعر كاظم غيلان ، ينتظر منكم وقفة تضامن حقيقية. ان مهاتفتكم له سوف تثبت لكثيرين ان العراق لا يزال بخير . وهذا هو رقم هاتفه : 00964790351577) / وشكرا لكم ( جمعة اللامي ) )