العزيز ابا مُحسَّد / بغداد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ان تتقبل تهانيّ الشخصية الأخوية لمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وحلول السنة الميلادية الجديدة، التي سبقتها ذكرى الهجرة النبوية المشرفة . هذه الأيام جزء من تاريخنا العراقي، وصفحات من مرجعيات ثقافتنا المتنوعة ، ذات المنابع المتعددة.
ومن سعد الطالع ، ان هذه الأيام الثقافية، تحل علينا بينما يلتقى اصدقاء وزملاء شعراء وادباء وكتاب وفنامون عراقيون، ليتدارسوا في شأن الشعر، ضمن الملتقي الاول لقصيدة الشعر في بغداد.
اخي العزيز:
لا يقابل الشعر الا الشعر!
الشعر هو الحياة والطبيعة . فمن يضع نظرية للشعر، مثل الذي يضع نظرية للحياة، فيتحول الى دكتاتور، كما كتب الشاعر الياس ابو شبكة في مقدمة كتابه : " افاعي الفردوس"
اتوجه بتحياتي الأخوية الى الزميلات والزملاء جميعا، الذين يحضرون هذا الملتقى، او الذين لم يتمكنوا من المشاركة في اجوائه، راجيا ان تكون اخلاق الشعر، وأخلاقيات بُناته :الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار، عنوان مشهدنا الثقافي العراقي المرتجى والمأمول، من اجل إشاعة فضاء ثقافي في العراق، لا نشاز فيه، ولا كراهية او إكراه بين جنباته . بل فضاء هو ابن الحياة والطبيعة ذاتها، من دون حافات او نهايات، كما قال ابو شبكة في تلك المقدمة الرائعة لكتابه الفريد : " فالحياة لا جنسية لها، ولا اوضاع، ولا حدود، وهي اوسع من ان نضع لها حدودا ومقاييس؛ والدائرة غير المحدود لا تنحصر في الحدقة الضيقة "
اخي العزيز :
اسمح لي ان انصّص مقولة ابي شبكة، فلعل فيها ما يحفز حوارات هذا الملتقى ومناقشاته .
كتب ابو شبكة : " لا اكتب هذه المقدمة لأحدد الشعر، او لأعلم الشاعر كيف ينبغي له ان يشعر، واي طريق يجب عليه ان يسلك ليصل الى هيكل النور الأسمى، او لأَجيء بنظرية اتعصب لها وأعلن لأجلها حربا، فالشعر كائن حي تحتشد فيه الطبيعة والحياة، فلا يقاس ولا يوزن، والنظريات مذاهب وأغراض لا تعيش الا على هامش الأدب كما يعيش العَرَض على هامش الجوهر، او كما يعيش الدكتاتور الزائل على هامش الأمة الأزلية ".
تحية للشعراء والكتاب والفنانين ابناء الطبيعة والحياة .
تحية للشعر الذي هو ابن " الطبيعة والحياة" .
" "وإذا خرج الشاعرمن هذا الجو ، خرج من نفسه ، وكذب على نفسه
مع اطيب تمناتي .
جمعة اللامي
الشارقة ـ ميسان
26 كانون الأول 2011