أهداف فرض فنون الحداثة العبثية على مجتمعات العرب والمسلمين( القسم السادس )

2013-02-17

إلى ضحايا وشهداء استهداف العراق منذ تأسيس الدولة العراقية. أعزهم الله العفو الغفور بلطفه واتخذهم في جلال نوره وجمال رحمته .


ما أحوج شعوب العالم، ومنهم المسلمون لتوظيف فنونهم الأصيلة في تنوير مجتمعاتهم والعالم. ومنها الإحياء المعاصر للصورة الفنية الإسلامية؛ ولاستخدام منتجاتها في حياتهم اليومية. وعدم ترك ذلك للتغريب، ولأجهزة الإعلام الاستعمارية التي تسيطر على عقول الناس بالكذب والخداع والتضليل والاحتيال لتزوير الحق وتزييف الحقائق.

وفي الوقت الحاضر يتزايد اهتمام مجتمعات الغرب للتعرف على حقيقة الإسلام وثقافة وفنون المسلمين، خاصة بعد انقشاع ضباب الكذب وفبركات الحِيَل وغمام الخداع الذي مارسه اليمين الأمريكي المتصهين للإبادة باسم الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان؛ وابتكار وتفعيل منظمات منسوبة للإسلام لقتل المسلمين باسم الله. وبعد ان اتخذ الارهاب الأمريكي - الأطلسي " أحداث " 9/11 ذريعة وتبريرا ل " صراع الحضارات "، و " الإسلام فوبيا "، و " الارهاب الاسلامي "، و " الحرب الصليبية "، و " حرب القرن "... وبلغة الواقع الدقيقة بما يعني: حرب النخب الغربية الاستعمارية ضد الاسلام وعالم وثقافة المسلمين.

تماما كما صرّح به الرئيس الأمريكي السابق مجرم الحرب بوش في خطاب له عام 2007: " ان الحرب ضد الارهاب أكبر من مجرد صراع عسكري ...انها المعركة الاديولوجية الحاسمة في هذا القرن". وكذلك ماسقط، سهوا أو عمدا، عن لسان رئيس الوزراء الايطالي السابق، العنصري، والجاهل بثقافة المسلمين رغم بقايا آثار الوجود الإسلامي النيِّر على الأرض الايطالية؛ يقول برلسكوني : " ان الحضارة الغربية متفوقة على الاسلام، ولهذا يتوجب نشر قيم الحضارة الغربية في العالم ... وان المجتمع الغربي يتميز بحبه للحرية وبحرية الشعوب والافراد، وهي قيم لاتنتمي البتة الى منظومة قيم الحضارات الأخرى كالحضارة الاسلامية. ان هذه الحضارات قادرة على القيام بافعال تبعث في نفسي الخوف ". إضافة الى تصريح وزير الدفاع الأمريكي السابق مجرم الحرب وولفوفيتز، بأن من أسس السياسة الخارجية الأمريكية هو: " إنهاء الدول التي ترعى الإرهاب ". ( أنظر: " ديرك أدريانسنس، وآخرون: ماوراء إبادة التعليم، العقوبات والإحتلال والنضال من أجل التعليم العالي في العراق، توصيات الندوة الدولية حول وضع الأكاديميين العراقيين، 9 - 11 آذار ( مارس ) 2011، جامعة خنت " ).

وأذاعت ال " بي. بي. سي. " يوم 10/05/2012 تصريحا لرئيس الأركان الأمريكي ينتقد فيه محاضرات للضباط تعتبر الإسلام بصفة عامة عدو الولايات المتحدة: " وكانت المحاضرات تفترض ان الولايات المتحدة في حالة حرب مع الاسلام، وناقشت فرضيات تدمير المدن المقدسة للمسلمين مثل مكة والمدينة من خلال هجمات نووية أو بقصف مكثف على غرار ماتعرضت له مدينة دريسدن الألمانية ابان الحرب العالمية الثانية."

ولا تخفى همجية هذا المبدأ العولمي الإرهابي الذي يشمل جميع الأطياف القومية والفئات الدينية والمذهبية المُكَوِّنة لمجتمعات المسلمين؛ والذي افتعلته ونفذته وقادته الصهيونية - الأطلسية بمظلة صنائعها في هيئة الأمم المتحدة، والذي يستند الى تقنين فرض القوة، وحق القوي المُنْتَصِر في إبادة الضعفاء ونهب مواردهم. وهو مبدأ يناقض الشرعية الدولية، مثل معاهدات جنيف الخاصة بالصراعات المسلحة؛ كما انه يخلو تماما من الأحاسيس البشرية ومن الأخلاق الإنسانية؛ و يهدف بصراحة وقحة الى القبول ب " نهاية التاريخ " عالميا؛ وتنفيذ مؤامرة ضرب عالم المسلمين اقليميا. وجعل الناس يموت بعضهم في بعض.

ومن ذلك أَدْخَلَت عصابة الساسة الصهاينة العنصريون في الغرب العراق زورا وبهتانا وعنوة وكذبا، بمسوغات وجود أسلحة دمار شامل وعلاقة العراق بالارهاب وإسقاط النظام ودمقرطة العراق... الى طامة وبليَّة هذه المعادلة الظالمة والشريرة. فتم على أساسها محق العراق بيئيا وصناعيا وزراعيا، وتخريب بنيته التخطيطية - المعمارية، وإبادة وتعويق وتشويه وتعطيل وتهجير وتشريد وترميل وتيتيم أكثر من نصف الشعب العراقي، وتمزيق نسيجه الإجتماعي وتخريب النفوس، واغتيال المئات من العلماء وأساتذة المعاهد والجامعات العراقية، ونهب موارده الطبيعية وممتلكاته الثقافية، وتفتيت نُظُم الثقافة التقليدية الضامنة لصحة وتوازن المجتمع والقضاء على إرثها وتراثها. وتسليم كل هذا التشظي والخراب الى عملاء قراقوزات معزولين في بيئة موبوءة بمسوخ الفاسدين الذين يحكمون بالحديد والنار من منطلقات طائفية وعرقية وحزبية في جو نفاق وكيد متبادل يُرْضِي الغرب ويقمع الشعب.

وبالتالي رَضّ ركائز ومؤسسات وسيادة الدولة العراقية باتجاه إنهائها. ثم التحول بالمثل لمحق بلدان عربية وإسلامية أخرى وإغراقها في أتون المجازر والمحارق، كما هو مخطط في برامج قراصنة النخب الغربية الإستعمارية لاقامة " الامبراطورية الأمريكية "، و " مشروع القرن الأمريكي "، و " النظام العالمي الجديد "، و " مشروع الشرق الأوسط الكبير " ... وكل هذا العته الإجرامي... الذي أسقطه الإنتصار التاريخي المجيد لتظافر عوامل: المقاومة العراقية النبيلة الباسلة والمضحية، والثورة والنهضة والإحياء الثقافي الإيراني باتجاهاته العلمية والتقنية والعسكرية...، والدعم والمساندة الروسية، وانتفاضة شعوب العالم ضد الحرب على العراق.

فتمّت هزيمة الغزاة المتصهينين، الذين أخفقوا وخابوا في تحقيق حلم قيام امبراطوريتهم الهمجية على جثث بلدان ودول وشعوب وموارد وثقافات الآخرين.

ورغم بقاء الولايات المتحدة في مكانة أقوى دولة في العالم وغزوها للبحار ومصادر النفط والغاز، وإصدار ترليونات الدولارات المزورة وغير المدعومة إلا بالقوة العسكرية وبالتطوير المستمر لآليات وتقنيات تكريس تخلف المستعمرات ونهب مواردها وقوة عمل شعوبها؛ غير ان مشروعها للسيطرة الكونية ينكفيء وتدخل حقبتها الامبريالية في نفق الغروب الاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي. إضافة الى محاصرة الأزمة الاقتصادية - المالية لكيان المنظومة الرأسمالية الغربية، التي تشهد صراعا عنيفا بين الرأسمالية والديموقراطية في عقر دارها.

وبغزو واحتلال ومحق الصومال وأفغانستان والعراق وليبيا، وما يدور على أرض سورية واليمن والبحرين... تتقدم العولمة في تجلياتها الأمريكية - الأطلسية كاختراق استعماري من نوع جديد أشد شراسة وإجراما؛ وغزو تغريبي عسكري - سياسي - ثقافي - فني يستخف بشكل مطلق بحياة الشعوب، ويعمل على استلاب هويتها وإبادة إرث ثقافتها وتدميرعمار مدنها، ويمنع الحرية والاستقلال والتطور والتنمية والكفاية الاقتصادية والعدالة والكرامة وصحوة ونهضة المسلمين الرافضين للفساد والظلم الشامل للاستعمار وصنائعه من الطغم الحاكمة في الدول العسكرية - الأمنية المستبدة.

ان إصرار النخب المتعصبة، المتطرفة والعنصرية الغربية على تجديد الاستعمار، إضافة الى انه جريمة لاتغتفر، فهو الجحود والغدر والبغي بعينه . ذلك عندما يردُّ الغرب على عطاء وإحسان العرب والمسلمين بنقل ثقافتهم الى أوربا في القرون الوسطى بالاستعمار والاستغلال والغزو والابادة والتدمير والنهب. ومواصلة ذلك تخطيطا وتنفيذا ومتابعة وتكريسا قسريا للتخلف والتبعية والاستغلال منذ مئات السنين: هيمنة المركزية الغربية على مختلف مجالات الحياة السياسية و الاقتصادية والثقافية والفنية في المستعمرات.

ومن ذلك إطلاق أيدي عملاء الغرب من أمثال أنظمة: صدام، والقذافي، ومبارك، وصالح، وبن علي...، وصنائع من أشكال القاعدة، والزرقاوي.... إضافة الى أحزاب، وجمعيات، ونوادي، وبنوك، ومنظمات، وشركات، ومؤسسات، ودول وحكومات... لكل الأزمان والمناسبات والأغراض. هذا عدا أشكال وأصناف لاحصر لها من أجهزة المخابرات العالمية والاقليمية والمحلية بفروعها ودوائرها المرعبة.

والقائمة طويلة... أجيال من الأموات والأحياء... أفراد من مختلف المشارب والإختصاصات والمناصب، أسر وزيجات، تنظيمات متنوعة، منها على سبيل المثال بعيدا عن الحصر: مجموعات " الاستهداف والتفرقة والاستفزاز"، و فصائل " فتيات الإغراء والإيقاع "، وفِرَق " نساء السيطرة "، وأفراد عمليات " اقتناص صداقة المستَهْدَف "، وطوابير " استنفاذ طاقات المُسْتَهَدفِيْن وتشويه سمعتهم "، و " الأقارب العقارب "، و " الأصدقاء الأعداء "، و " الأصحاب الكائدين "، و " دوائر صناعة الأكاذيب وتأجيج الفتن "، وفِرَق " افتعال الأحداث والنزاعات "، و بلطجية " التنكيل والبطش والتصفية "... وتعمل هذه الفصائل وغيرها، مما يشير اليه الأستاذ طارق المهدوي: " ...لإنهاك وتشتيت واستنزاف المُسْتَهْدَف وإهدار وقته وطاقته وتحطيم روحه المعنوية وإتلاف حالته النفسية والصحية وإحكام الحصار والسيطرة وتجويعه اجتماعيا وعاطفيا وجنسيا بتفكيك أسرته وإفشال علاقاته الخاصة لمنعه من تكوين أسرة طبيعية.... وإجباره على الإستسلام والخضوع المهين للجهات المعنية أو البقاء قابعا ومقيدا داخل دائرة الحصار الى نهاية عمره إن لم تفلت إحدى عمليات السيطرة تحت تأثير زيادة الجرعة وتتسبب في مقتله!!...."


أي إحاطة المُسْتَهْدَف بصورة تامة وشاملة: لتجميده بهدف رضوخه ومساومته، أوقتله، أو انتظاره يموت. وهو ماأتعرَّض له ولغيره من جرائم الإستهداف منذ أكثر من أربعين عاما، التي تكثَّفت بالترغيب والترهيب والتهديد بعد غزو العراق عام 2003، لإجباري للإنخراط في دعم الغزاة في متاهة " العملية السياسية " التي تقودها مجهريا أجهزة المخابرات العالمية . علما بأني تركتُ العراق للدراسة في عام 1959. لكنهم يبحثون دائما عن الأدوات المناسبة لاستغلالها، ظنا منهم ان كل من يقع عليه اختيار " الادارة العالمية لصيد الرؤوس " التابعة لحكام الأرض ال300 يمكن استعباده دُمية طيِّعة تُحَرِّكُها النخب الغربية الصهيونية كيفما تشاء لخدمة مصالحها.


كل هذا وغيره مما لايعد ولا يحصى من تنظيمات سرية تُطْلَق أياديها الآثمة للتصرف بحرية تامة. تماما كفرعون ا لذي علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم. أما الأيتام المعدمون، والمُسْتَهْدَفون فيُساقون للتدريب في أجهزة المخابرات الغربية والعربية لتهيئة جيوش جديدة من العملاء العبيد لخدمة المصالح الغربية.

ومن يجد في هذا شيئا من سريالية وتخيُّل وخيال، فليستزد بالاطلاع على أدبيات مثل:

- NEXUS, The world's No. 1 magazine for alternative news, health, future science and the unexplained;
- Dr. John Coleman, The Conspirator' Hierarchy: The Committee of 300, Fourth Edition, USA 1997;
- Dr. John Coleman, Diplomacy by Deception, USA 1993.
- طارق المهدوي، حكاياتي مع السيد عمر سليمان، مجلة أدب ونقد، يناير 2012 - العدد 315، القاهرة، ص. 90 - 107.

وهذه المصادر، على قلَّتها، كافية لفهم ان ما يجري على الأرض عبارة عن مسرحية لهدر أزمان وطاقات وكرامة وأحلام ... الأجيال. وان المسيِّرين والمُخرجين هم فئات خبيثة تتحكم بالظاهر على الأرض بما يسمى: " الأيادي الخفية "، و " ماسونيات المتنورين "، و " حكومة تحت الأرض ". ومن يرغب الاضافة لمعارفه فسيجد بعضها في المقالات السابقة للمجلة؛ وفي المصادر الملحقة بالكتابَيْن؛ وفي مقالة الأستاذ طارق المهدوي.

وهكذا فقد سيَّرَ هؤلاء الأشرار، ولا يزالون، البشر وحضارة الانسان في الطريق الخطأ وكأن مهمتهم تخريب الأرض، وتدمير البيئة الطبيعية، وإفساد الأخلاق وفرض الإستبداد. فأسسوا لمجتمعات مثبورة ليسهل قيادها واستغلالها واللعب بها من حيث تدري ولا تدري. وذلك باتباع طريق الضلال والظلم والفساد والافساد: تقديس الأنانية، وحب المال والأرباح، والجشع، واتباع الباطل، وعبادة الشخصية، واللجوء الى القوة، وافتعال الحروب الدورية.

وهذا هو الأفق الأشمل الذي تنضوي تحت لوائه " فنون الحداثة العبثية ". لكنه أعم وأقسى واقعاً وأشدُّ شراسة و ضراوة ودموية وإجراما متواصلا مما لاعلاقة له بقانون أو أخلاق: فبينما يعمل الساسة بالكذب والصاروخ والدولار، فان فناني الحداثة العبثية يلعبون بأنابيب الألوان وبالأقلام والأحبار.

ويناقض هذا الجو الاجرامي الفطرة البشرية ونظم الأخلاق الانسانية؛ ويضرب بعرض الحائط الشرعية الدولية؛ ويحتقر الشرائع السماوية التي جاءت ب : " فَاسْتَقِم كما أُمِرْتَ "، بالايمان والتساكن والتشارك والتراحم والتكافل والحب لتجميل الطبيعة وإعمار الأرض وتكوين أوطان حرة تعيشها مجتمعات مرفهة وسعيدة هي أحق بها وأهلها.

وبذلك فانه لايرتجى من الطريق الذي تُسَيَّر به البشرية اليوم أي خير. بل تتفاقم الأزمة العالمية وتستحكم. ولن يكون عاقبتها إلا قيادة الانسان وحضارته والكوكب الى مُدَلْهَمَة لايعلم مداها الا الله. مما يجعل تكاتف شعوب العالم لإسقاط الامبراطورية الأمريكية العدوانية والدموية أقصى الضرورات الآنية.

وتناهض شعوب العالم الهجمة العولمية المعاصرة. وينتفض العرب ضد الهيمنة الاستعمارية مطالبين برحيل الحكام العملاء، وبالتغيير المُفْضِي الى الحرية والتطور الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والكرامة.

فما هي مساهمة فنان العبث للتصدي لهذا الشر المستطير والظلم الشامل الذي يعاني منه الإنسان في كل مكان، ومنها جميع مكونات مجتمعات المسلمين ؟ وهل ان نشر فنون الحداثة العبثية يعكس ويفضح هذه الكوارث والجرائم ؟ أم انه يساند ويدعم استمرار الاستعمار والتخلف والتبعية والاستغلال في الداخل؛ وتكريس الصورة النمطية الغربية المتخلفة عن الاسلام والمسلمين وثقافتهم في العالم ؟

لذلك على المثقفين والفنانين في العالم وفي مجتمعات العرب والمسلمين فضح التزوير والتحايل والتدمير باسم الفن على أوسع نطاق. إذ أن فنون الحداثة العبثية فعاّلية تغريبية خاوية وصارخة في العدمية والانغلاق والذاتية والإنحطاط والإبتذال والرخص والتفاهة على جميع المستويات والأصعدة الثقافية والفنية والبصرية والجمالية. وان لاشيء جميل في منتجات العبث يمكن قراءته بصريا، أو الشعور به حسيا، أو التأمل والتفكُّر فيه، أو إدراك كنه تشكيلاته ومغازيه. وان فنا بلا متلقي وزوّار ليس بفن. وان فنان العبث الذي يتتبع أظلاله في عمله ليس بفنان أصيل. وما الأعمال التي يقدمها فنان العبث الا مرايا لوجهه وشخصيته الفردية، النرجسية، المبهمة والمضطربة التي تتخبط في الحيرة والغموض، والمنفصلة عن الشعور الانساني الجمعي. ولا فائدة لما يقدمه الى المجتمع الذي يعيش فيه. بل على العكس من ذلك، فان فنان العبث هذا يبث القبح والاستفزاز في مجتمعات العالم؛ فيشارك النخب الغربية الاستعمارية بمخططاتها لتذويب الخصوصية الثقافية للآخرين وسماتها المتميزة وهويتها الساطعة وصورتها الفنية المبهرة والمدهشة والممتعة.

ولا يُخيِّر المتلقي الا الى استهجانه والعمل على حماية الفنون الواقعية الطلائعية، ووقاية البُنْية الثقافية والجمالية للمجتمع من الفعل التخريبي لفنان العبث ومؤثراته الحالية والمستقبلية الخطيرة.

وبهذا الصدد تبرز الأهمية الكبيرة لاستخدام مجالات التطور الاعلامي الرقمي بطفراته الكمية والنوعية المتواصلة والسريعة. ومنه توسيع وتعميق وتنويع مايقام من المعارض الافتراضية على الانترنيت التي تسمح للناس أينما كانوا بالتجوال للتعرف على أصالة وجمالية فنون شعوب العالم، ونشر منتجات الفنانين الأصلاء المحدثين والمعاصرين. خاصة وان شبكة الانترنيت وسيلة سهلة ولا تستدعي مصاريف نقل وشحن وتأمين المعروضات والاعلام عنها كما هو الحال في اقامة المعارض الاعتيادية. كما ان ثقافة الكلمة، وبعدَّة لغات، المدعومة بالبعد البصري الذي يبث عبر الانترنت يحوِّل سبيكة: الثقافة - الفنون - الجمال الى لغة عالمية ووسيلة عابرة للحدود وسريعة وفاعلة في إيصالها وتواصلها وتأثيرها وحصاد نفعها لكل الناس وفي جميع أنحاء العالم.

رحم الله الكاتب الروسي المؤمن فيودر دستويفسكي ( 1821 - 1881 )، الذي قال: " الجمال سينقذ العالَم " .

وبمثل هذه الوسيلة الفعالة، وغيرها، يمكن تفجير كذبة فقاعة ومتاهة وفضيحة وخرافة فنون الحداثة العبثية وإنهاء دورها الشرير وتأثيرها العولمي العارم الذي يُشَوِّه تراثات الشعوب، ويُفسد الذوق الفني والجمالي لمجتمعات العرب والمسلمين وشعوب العالم أجمعين. وفي المقابل يصون ويطوِّر فنون ثقافات الآخرين من غزو التغريب الشامل وجوانب الشر والعبث من حداثته، التي يجب نبذها والتصدي لها.


www.al-jadir-collect.org.uk
jadir959@yahoo.co.uk


 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved