لا، والنجومِ وقرصِ الشمسِ والقمرِ
والعصِرِ والليلِ والأنداءِ والسحرِ*
عندي من الوجدِ مايكفي أوزعهُ
على الخليقةِ والأحياءِ والشجرِ
منذ التشيؤِ في سفْرِ الحياة الى
آنِ القيامِ وساعِ العَودِ للصورِ
رسائلي من سطورِ الغيبِ قادمةٌ،
من السماواتِ، كي تقفو على أثري
سارَ الفراتانِ كي أسري شراعَ هوىً
أنا العراقُ وسرُ السِحرِ في الوترِ
ماسامرتني على التكرارِ عاشقةٌ
الّا وقد شهقتْ في لجةِ السمرِ :
هذا العراقُ ؟ !!، فقلتُ : الكونُ أجمعُهُ
مابين كفيكِ ... حلّي الحالَ وابتشري !
ولا أكررُ الّا ضفتُ زخرفةً
تزيلُ مايصحبُ التكرارَ من ضجرِ**
لننتشي بجديدٍ من هناءتِنا
ونرسلُ المبتدا طوعاً الى الخبرِ
النرجسيُ أنا، لكنني ثملٌ
مِن كلِ روض ٍ بهيٍ عاطرٍ نضرِ
أنا النبيلُ سيكبو في مواجهتي
مَن كانَ في الأصلِ مجبولاً على الصغرِ
أشفقتُ حتى على الأقزامِ أرفعُهمْ
الى مصافِ عماليقٍ من البشرِ
لكنَّ هيهات أنْ يسمو لمكرمةٍ
روحٌ ترعرعَ منذُ البدءِ في الحُفَرِ
وحارَ بي مَن يرى حدي بنظرتِهِ
ومَن يعاني شديدَ القصرِ في النظرِ
وسار خلفي قطيعُ الكلبِ يتبعني
نباحُهُ مخلصاً للسيدِ القذرِ
فيما غدا الطهرُ والأخلاصُ مثلبةً
ومَن يخونُ مشى يحبو لمالِ ثري
سأمنحُ الحُبَّ ماسارَ الفراتُ الى
لقاءِ دجلةَ في عنفٍ وفي حذرِ
فأثمرَ الوجدُ أرطاباً وفاكهةً
منها توشحَ صدرُ الدرِّ بالثمرِ
أصيح بالعالَمِ المجنونِ ياولدي
أنا أبوكَ ، وأني في الجنونِ دَري
ساديّةٌ هذهِ الدنيا ؟!! أطببها
على يديَّ ، وأشفيها مِن القَدَرِ ***
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* تاريخ ومكان كتابة هذه القصيدة : اليوم المصادف 31 .05 .2017 ـ برلين .
** في تاريخ الفن يحدث ان يضيف المعماري أو النحّات أو الرسّام علامةً فارقة أو زخرفة أو تنويعاً ما الى مشهد متناظر من قسمين أو أكثر كي لايكون التناظر تاماً تماماً فيكون مِن بَعد مُملاً في تكرره ومتوقعاً في قراءته وتأويله، وبهذا يتجنب الفنان الأعادة الرتيبة ويسعى الى التجديد والأبداع والأدهاش .
*** أمراض السادية أو الالتذاذ بأيلام الآخر، والماتسوخية أو الألتذاذ بأيلام النفس أمراض نفسية بدرجات متفاوتة .. ربما تنشأ هذه الأمراض من جراء قَدر أو نصيب الأنسان في الحياة كقسوة الأب على العائلة، أو أهمال الأم للأبناء، أو الفقر المدقع، أو الغنى الفاحش المصحوب بتربية شاذة، أو فساد واستبداد الحاكم مع غياب التوجيه العائلي والوعي الثقافي السليم في المحيط القريب . ومن الممكن ان يتحد مرض الساديَّة مع مرض الماتسوخية في مرض واحد، وقد تشتد درجة هذا المرض الى درجة التلذذ بالقتل واسالة الدم حتى لو ذهب الفاعل ضحيّة فعلته، كما نرى للأسف في مشاهد يومية من هذا الزمان تصلنا الآن من كل أنحاء العالَم .