
الاهداء : الى بدر شاكر السيّاب الذي يقول بومضةٍ من بَرقِ الموهبة
اني لَأعجبُ كيف يمكن انْ يخونَ الخائنون
أيخونُ انسانٌ بلادَه
انْ خانَ معنى ان يكونَ فكيف يمكنُ ان يكون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا العراقُ فلا تخنْهُ فتندَما
قدماهُ في النهرينِ ، هامُهُ في السَما
هذا عراقُ الحرفِ خطَّ ملامحاً
ليشعَّ في بدء الوجودِ ملاحِما
بَرقٌ من الأكوانِ جاءَ بريدُهُ
للكوكبِ الأرضي صاغَ معالِما
شبّانُهُ أملُ الحياةِ اذا قَسَتْ
فتياتُهُ زهرُ الربيعِ اذا همى
وشيوخُهُ حِكِمُ الزمانِ روى بها
قلبُ الزمانِ مآثراً ومكارما
هذا ثريُّ الروحِ مغداقُ الثرى
فالرافدانِ على كيانهِ سلّما
تَرِدُ الطيورُ الى ضفافِ جنوبِهِ
من كلِّ حدبٍ كي تكونَ حمائما
هذا العراق فلا تخنْهُ لأنهُ
مهدُ الحياةِ معالِماً وعوالِما
ملاحظات
ا ـ الحمائم في اللغة هنا تعني صغار السمك الذي يقترب كثيراً وبحميميةٍ عالية من ضفة النهر ويتغذى من خيرات النهر وضفافه
يقول الجواهري في هذا الصدد مخاطباً دجلة : حييتُ سفحَكِ ظمآناً الوذُ بهِ لوذَ الحمائمِ بينَ الماءِ والطينِ
ب ـ كتبتُ هذه القصيدة وهي من النمط الثماني - الذي سبق وان كتبت فيه - في برلين في اليوم السادس والعشرين من تموز 2018