حديقة الوجوه الغائبة
ديوان للشاعر العراقي رضا كريم
الطبعة الأولى
السويد - يناير/ كانون الثاني 2006
مطبوعات مؤسسة دراسات كردستانية للطباعة والنشر
كلمة عن الديوان
لم أكن أعرف إن رضا كريم شاعر ولا أذكر إنني قرأت له قصيدة من قبل أو قال لي إنه يكتب الشعر
حتى فاجأني بديوان يوحي بتجربة تجاوزت مرحلة البدايات تماما . ورغم إنه لا يؤرخ لجميع قصائده فإن
بعضها يحمل تاريخاً يعود به إلى الثمانينات, مما يشير إلى تجربة طويلة في كتابة القصيدة الحديثة, وهي
قصيده تستفيد كثيراً من تقنيات القصيدة العربية الجديدة وتجربة الكتابة السريالية . ففي كل قصائده تقريباً تبعث
الاستعارة الحياة في كل ما تصادفه عيناه . فالأشياء لا توجد منفصلة عن ألذات وإنما تندمج بها, كحلم فالتٍ
يتدفق داخل الكلمات نفسها . ولعل الميزة الأهم لهذه القصائد هي إنها مناجاة ذاتية يتوجه بها إلى قلبه قبل كل
شيء, مبتعداً عن كل ما هو عام , حيث يتحول العالم الخارجي إلى عالم داخلي محض , فيه وحده نتعرف
على أسئلته الوجودية التي تقلقه وعذابه الذي نشعر به في علاقاته بالعالم الذي يجد نفسه مقذوفاً داخله .وثمة
ميزة أخرى تتكشف في الكثير من قصائده أيضاً هي علاقته بالطبيعة: الصباح ,الليل ,النهار, الحجر, الهواء,
الأشجار, الماء, الصحراء, الجداول, الأعشاب والطبيعة هنا ليست رموزاً بقدر ما هي طرف في علاقة حميمة
مع العالم الذي يقف وسطه,لا ليدينه وإنما ليغنيه كبوح مستمر لنفسه قبل كل شيء . هذه القصائد التي ينشرها رضا كريم لأول مرة تضمر الكثير الذي ننتظر منه في المستقبل .
فاضل العزاوي
رضا كرم
ولد في بغداد عام 1952
تخرج من معهد الفنون الجملة قسم المسرح عام 1979
غادر العراق بنفس العام
نشر بعض كتاباته في الصحف والمجلات العربية
صدر له عام 1989 كراسا شعريا عن دار الحيقة برس
في بيروت بعنوان " سفر"
يقيم في ألمانيا منذ عام 1990
مناجاة مشوار الروح بين خمائل الطبيعة المتعطشة للحب، حيث
تتفاعل الكلمات مع الوجدان في عذابات المنفى بين ثنائية الغربة
والوطن، وصراع التحدي مع الوجود في إرادة حرة لا تعرف
اليأس، ومحبة لامتناهية وأمل في الله.
شاعر يعزف بالشعر على أوتار الحياة بين حب الوطن
ومرارة المنفى، وينشد:
اكتفي َ ت بالظل وبالظل
حتى تنحتِ الشجرةُ
ولبس ْ ت عيون الح َ ذرِ
أين تَرك َ ت الحيا َ ة دون لا الناهية؟
خُ ْ ذها مرةً لديك!
مرةً، أفعل هذا!
أو
اذه ب واغَتسلْ!
خذ العائل َ ة للنُزهةِ!
أت رك كلَّ شيء!
عّلقه في ياقةِ الو َ طنِ!
وإن خشيت
فعندك الله.
الدكتور خالد يونس خالد
قصائد من ديوان الشاعر
أعوام
الأعوام المرتبكةُ أمام صندوقِ البريدِ
أو السارحةُ في الطريق الأعوام الوحيدةُ
تمجد باقة الوردِ بيدِ البائعةِ
أو عند نخلةٍ من البلاستك منحنية الأعوام تلك ..
تسألُ
أ ي أزميلٍ خطا في ملاحِها
أ ي نهرٍ مر على الحجرِ
الأعوام تلك..الواقفة بين صداها
تحاور مصطبة الشارع عن تعريفٍ يليقُ بها.
أفول
في غروبٍ مضى
أودعتُ أثمن الكلماتِ
حيثُ الشمس قادرٌة على التذكرِ
وحيثُ القمر يرانا بصدقٍ
عرايا من كلِّ النوازع ومن الوقتِ الخبيثِ
في نفس الغروبِ
تَلوح لي تلك الكلماتُ
نظيفةً كاملةً
كأني أتهيئُ
لقولِها
في غروبٍ مضى
لممتُ أجملَ اللحظاتِ
سعفاً وضفيرةً
نهراً وعيني ن
وحيثُ الشمس تمعن في إضافاتِها
وحيثُ نرى بعضنا بصدقٍ
عرايا من الزمن الخبيثِ ,
في نفسِ الغروبِ
تقفُ الصورةُ
لتقولُ لي
بإمكانِكَ أن تنسى
أوقات
( وق ٌ ت للصداقةِ )
منكش ٌ ف للعراءِ
يهاجمنُي الليلُ
بيني وبين الحصى
ظلي
صديقي الوحيد ,
لم أتخطاه مرة ولم ينزعني مرةً
لصقي نرتب غزوة نستبيح بها قلب العناق المديد .
( وق ٌ ت للحذرِ )
منكش ٌ ف للعراءِ
أمتشقُ خطوتي
لها الصباح أدرسها
رخاوة الأرض تعلمنُي
كي َ ف أنقلُها
وتفتح عينا حذراً
للزلة
( وق ٌ ت للخوفِ )
منكشف للعراءِ
يحملُ الماء نكهة لعطش الظهيرة يحملُ أوردة منتفخةً
يحملُ وجها يعفره السؤالُ
أين الماء ؟
فهل توآخيني الصخرة ,
تكون غيمة تَروي الظلَ
تهدي الخطوة هل تكون أجنحةً للخوف ؟
أولُ الحبِ
لئلا تنحرنُي وحشة الطريق ويتبدد الزمن صحبتُ شجرة إلى الغرفةِ
خر منا جدار الصمتِ
لتمر شفقة المساء العتي ْ ق ,
برهة /
بينما الحرفُ كالدمعةِ
تنغمر الأغصان في رعدةٍ
وهمس ينشب بغور القامةِ
أنه ضي /
أنه ضي عاد الطير لئلا يقتله الحري ْ ق .
إستنفار
الظلُ الراقد معي
يصغي
الشراشفُ وتعرقاتُ الجسدِ
قالتْ
في صباح الغدِ :
ما الذي
كن َ ت
تطارد ؟
وكي َ ف
نكون
للقادمِ
كمي ن ؟
اشتباه
ربما كن َ ت الشبيه في ذلِك النهارِ البعي د
حيثُ قاسياً
يدفعني لأنسى في صفاتِك
قسوَة النهارِ
طويلَ الترقبِ
ربما كن َ ت الشبيه حيثُ جموح الحلم قاسياً يدفعنُي
أن أنسى ........
حتى الخوف إذ كن َ ت مالا تشبه
بعدما ........
على صفحة ماءِ البحيرةِ
تسألنُي أشياء الغرفةِ ,
الأغطيةُ التي أدمن ْ ت أرقي ,
الساعة التي ضبط ْ ت رنيَنها
على نسياني ,
الحقائب الجديدةُ التي ورث ْ ت
أسمالَ قلقي , البوم الصورِ ,
كلما َ ت الراحلين للغيبِ
على ورقِ الرسائل ,
أختام الحدودِ
شهادة الأحوالِ المدنية وصف َ ة الطبيبِ
تسألُ
لِم عد َ ت وحيداً
وتركت الأملَ لوحدهِ
لماء البحيرة .
تكوين
عِندما اندلقتَ من ثوب الماء كتلة على التراب عِندما لّفتك غربة الحياة فحاكي َ ت هواء المهدِ
ورح َ ت تخبط بلا أ فق خشونة الحصير ,
ترعاك سقوفُ الطين وتضاحك غزالاتٍ سارحه قرب العين ,
عِندما عاني َ ت مباهج الحنان وخانك الكلام ,
عندما م ر الألم فو َ ق السريرِ
من الحمى
حتى طفح المراهقةِ
وصادق َ ت مرح الطير فجع َ ت أمالَ العائلةِ ,
رح َ ت تجوب في وهج الظهيرةِ
شوارع نائمة بأسمال الأحياء ,
عِندما عرفتَ
أن لك أغوارا وأقداما ,
لك يد تتعرفُ على قذى النوايا
في الأحداق لك عين تَعزلُ العفن
الملفو َ ف بمعسول الكلام ,
الأحقاد النائمة بانتظار ألليلِ
وكؤوسِ المجاملةِ
عِندما حارب َ ت إخفاقك
بداء النسيا ن
وصنع َ ت برجا من الكلام يلفك ليلا ويشع أمامك في النها ر
عِندما كلِ هذا
وأن َ ت بين الأطلال هل عرف َ ت إنك نهر يحفر على وجهِ
الحياةِ مجراه ؟
خلوة
أطلالٌ على صفحةِ
ماءِ البحيرةِ
تطفو الأيام , الأعوام ,
تجاعيد الوجهِ المبحرة بلا طي ر ,
تطلُ مشاهداتُ الوداع حيثُ حزيران ملفو ٌ ف
بعرق الجسدِ
ولهبِ الترابِ
حيثُ ظهيرةُ الروح المقصيةِ
تَكِفُ تطاولا َ ت اليأ س
من اللقاءِ ,
حيثُ حزيران بلا ابتساماتِ أقمارهِ
حيثُ سطوح المنازل تخافُ النجوم وحفيفُ النخل ما عاد يرسلُ
زقزقة العصافير ومذا َ ق التمر أ ي لقاءٍ ؟ حزيران ما عاد لهو الطفولةِ بماءِ النهر ما عاد مذاق العنبِ خل َ ف السور ولا شربة ماءٍ في سرابِ الطريق أ ي لقاءٍ ؟ والزمن الرابض بأبدِ الروح يستنطقُ الأ طلالَ
فو َ ق ماء البحيرة .
ألحانة
تَتلوى الريح بين الأزقةِ
تَعدو والليلُ يعصفُ
هذا الليلُ المديد يتكور على نفسهِ
وأن َ ت الوحيد لس َ ت بالوحيدِ
حيثُ تتنفس الحانةُ ضوء مصابيحِها
تَحترقُ كلفائفِ التبغِ
بين ضجيج الزبائنِ
تَتنفس رق َ ة النادلةِ
إذ تتهادى بكؤوسِها المرتجةِ
علام ترتج كؤُوسكِ أيتُها الفاتنةُ..؟
أ ي الأسرارِ غائرٌة فيها..؟
أ ي الغوامضِ تتحين الانفلا َ ت..؟
أ ي الأشواقِ ستقفز فجأةًً على الطاولةِ..؟
وأ ي شريدٍ سيفرشُ أوهامه بانتصافِ الليلِ بين أحذيةِ السكارى
وعبثِ الريح تقلب وجوه الذكرى
خرائط وماء دماء وندم شجر ومطر ..؟
بِم ترتج كؤوسك..؟
لِم تتلوى الريح في الأزقةِ..؟
ولِم يعصفُ هذا الليلُ المديد ،
يترنح بين يد ي ويراوغُني بالملل يراوغُني.....والخمر سفر
والطاولةُ موحشة ,
وأن َ ت ,.....
لن أقولَ: إني من وطن الكبائرِ
لن أقولَ: دوخته الكبائر صير ْ ت دمه منفاه ,
منفانا
لن أقولَ:
مشيتُ من وهم إلى وهم حتى لفظتني الخديعة
إلى أطرافِها القصية ولبس ْ ت الأيام جبة المنأى
حتى صار ْ ت حصاري الطويلْ
والنفس المراف ْ ق ,
هل أقولُ: الغد .. بعد الغدِ
بعد البعدِ..ربما أبهى
وقد فارقتُ سين التسويفِ ,
غادرتُ مضجع الأحلامِ الخالدةِ
وصهواتِ الفرسان إذ تدغدغُ الأهواء لننسى ملامحنا
لننسى رق َ ة الريح ,
فيء الجدا ر ,
لذة العناق ,
خضرَة الشجر وجه الصديق ,
بهاء السفر
لِم ترتج كؤوسكِ
في منتصفِ الليلِ ؟
لِم دافِئة حانتك أيتُها النادلة ؟
وِلم هذا الهذيا ن ؟
العراء
منُفرداً بصباح يكسو جسدي
آلت شهقة التيهِ بئراً
تَخب بقامةِ المدى
أستقبلُ حدوسي تقلب مِجمرةً
وهودج المساء يختم تزخرف الزواحف رعايا تقرض صفحات الهجرة ,
تجبر عظام النأي ،
أتحرش بجثة العراء تغمس ردائَها بلجةِ الأيام وتتنشف بورق الهباء حجراً أكده /
أُريه الليل
وأُشممه النهار صفحة تهدهد ملامِحي
بدعة الأحلام كيف تغمرني بهيئةِ الأسوار ؟
تتفرد س في قنينة الليل بلورات من عظام الموتى
وجوه ناصعة أسرار تتشبثُ بخيطِ النمل وأنا أستعير عناء البحر من الهد ير
أعين صورتي الواثبة من رماد الفجيعة
تؤجج متاريس الهواء بخلايا لا
أخيم على ما أبقته الغزوات من سرايا لا
اَمرح في صداها
حتى تتحول مسارب لغتي
إلى سرير والفضاء دوحة عطاء لجناحي الصغي ر
أرشده إياك تلتفت إلى الوراء :
خيمة من لفح الظهيرة ورمل الصحراء .
شفاه الرغبة ينهض في لوحة الأفق يصغي لصباح يفتح باب العزلة يقلب أوراق الأسى
بِم يجاهر هذا الوقت ؟
بِم تئن الكلمات محدقة في سماءِ الورقة ؟
ماذا تقول الظهيرة لصورةٍ مضرجة بالضياع لنار تبرقع بركة الصمت ؟
ماذا
يضيف الليل للجة تنشغلُ بأعماقِ النهرِ ؟
على السلالم زهرية الورد ,
على السلالم بيت القط أين بيتك أيها القط إذ نفخت الريح صرير الباب وتنفست الساعة بين أنصال الذاكرة ؟
من لك بهاء النهار رقعة تشتل أوراق الرماد لك شجر بلا طير !
لك نافذة بلا موعد !
لك الرثاء أم المديح النائم بصفرة الورق ؟
لك شفاه الرغبة .
والصمت يستر لذعة الهباء .
تمارين الكتابة الحرفُ برعم ج َ ف
وترجلَ بيَننَا
ليأخَذنا إلى نصفهِ الثاني
الحالم في الجذر ((تمرين أول))
زغب ناعم يتراصفُ على الجمرِ
أين غصني ؟
امرأة تغتسلُ بذكورةِ المطرِ
تزهر لباساً لي
هكذا اقتسمنا قربة السفرِ
تعم دنا نبضاً يوشي المحيطْ
أنتِ الشفاه وأنا المسكر اللذي ْ ذ
((تمرين ثان))
هذه جرةُ الأحلامِ تنفلقُ /
ماء يتوارى في الترابِ
وتر الجدبِ يجهشُ في الخطوةِ
وكلانا طريد أنتِ سهم وأنا شاخص , حطب ,
الريح بيَننَا مجمرٌة /
مرةً تكونين بذرَة الهواءِ
ويد ي صياد مرةً غاب َ ة الفناءِ
وسواقيكِ طري ْ ق /
صناديق موتى
((تمرين ثالث))
من تكونين ؟
سرتنُا واحدة هيئتنا لملكٍ / ساقية أنا الماء وأنتِ الضفافُ
أنتِ الهد ير
وأنا الجسد وبيَننَا كتلة تمرح أُسميها الحياة أُسميها العقيق أو
شراكاً للنبضِ
تنسج جذوة الحري ْ ق .
((تمرين رابع))
تجلَّ أيها الغائب في العتمةِ
كوجهٍ ألفته في مرايا الوريد حالباً من البرقِ
ملح إغوائي
تدلَّ سلسلة لمفاتيح المحي ْ ط
كن زغباً
وأنشرح دلُني على مرفأٍ , جبلٍ
يتدثر بأجنحةِ العين بهوسِ الماءِ
ينشر تمتمة العمق يسكب خلايا السكون .
الزمن الضائع
هو الشارع نفسه هي البيوتُ
عين حجارتِها الواقفةُ
بخرابِها الصلدِ
عين أرقامِها المستظلة بالنسيانِ
أين الأسماء.....,
تلك المحفورة على خشبٍ
متباهياً بفرحةِ السائلِ ؟
خطوة أخرى
ربما خطوة أخرى
حيث فرحة البابِ
التي أومأت للحقيبةِ
بتعاويذِ البقاء هو الشارع ربما تفتقد للشجرةِ الدليل تلك الصفصافة النائمةُ
قرب المهدِ
الشاهقة بصياح الديك أين المقهى ؟
أضع َ ت الخطى لصخب المقهى
لأبخرةِ أباريقِ الشاي
للقهقهاتِ آخر الليلِ
لمستودع الأسرارِ في الأحجا ر
تمهلْ. تمهلْ ,
سيطلع الطفلُ بدفاترهِ المدرسيةِ
سيأخذُك برفقةِ الضحى
لعربات المشتهى
لعبثِ البردِ
شاطحاً بين الأناملِ
ولوح الحرفِ
تمهلْ ,
لازال الهواء يمازح خصلا َ ت الشعرِ تتمايلُ بخدرٍ
والعصافير تحاصرك لازال ْ ت العصافير على النخلةِ
لازالت تشيد للصباح طلعته بالتراتيل والتفاحة خل َ ف السورِ
خضراء حامضةً خل َ ف السورِ تتوهج هي السماء سمائُك الباهرةُ
لازالت تحضن طائرَة الورقِ
تحضن بري َ ق عينيك عبر الخيطِ والريح ,
الريح الحنونة تؤرجحك في الأقاصي
لازال التراب حاراً
وأقدامنُا الحافيةُُ
أقدامنُا الصغيرة الحافيةُ فوقه طافي ٌ ة
تتقافز محشورةً في الشركِ
وسحناتُنا الكالحةُ
ترفرفُ على حبلِ الغسيلْ
هل ترى حبلَ الغسيل مكتضاً
لازالَ يعلن الله بؤسنا
هو الشارع نفسه إذاً
نائم بأخاديدِ وجوه الحيرة الكبرى
بصريرِ الصارو ْ خ
يرج زورقك ألورقي
كيف تغربلُ ذرات الترابِ
من حصاراتِ الصري ر
كيف تنسى مصابيح الشارع عين المخبرِ المرتاب تتجول بين الساترِ الرملي
وألا بواب المغلقةِ ؟
هل تأتي ضحكاتُ النساءِ من فرجةِ البابِ
في هذا المسا ء
لأعبر تشويها َ ت الحاجز الأمني
هو الشارع إذن
في حيرته الأبديةِ
جالساً
يقلب مذا َ ق الصيفِ
يجففُ وحلَ الشتاء يمسد ظهر طفولتِنا بيدٍ
يوزع بالأخرى
إرَثنا الكبي ر
حديقةُ الوجوهِ الغائبة
الصعود
لستُ وحدي
إنما
ألأوهام قبلي
تنير الطري ْ ق .
المكان
هابط ,فرح ي أعمى
جمهرة لغطٍ
تهتفُ على سدةِ الطالع فيض هوةٍ يتدحرج صفير كوز يضيفُ خيم الرغبة ,
قِبلة التحديق قطة تحك جلدة القلق شفاه الخلوة ممحاة تصقلُ
جثمان المكان
جلجلة تتقدم في سلالِ النار نوص ورق يغادر
نوخُ ورق يأتي
إر ٌ ث يتفرقُ
في شقوق الجدارِ
ماذا تقرأ حنجرة الريح في مهادِ الصمت ؟
ماذا يتعلم الصمتُ
بين يدي الرخام ؟
شجر يتبع طيرا للغناء طير يتلفت وحيدا في الصدى
قفا ف تفتح لبها للغبار ماذا يكتب النسيان على انهال الطين ؟
فيض لهبٍ يتنشف بزخرفِ
الذكرى
ش ٌ ق يتخمر ش ٌ ق يقلم إصبع السؤال والفراقُ لهب أو ثمره
يخرقُ سدَة الأيام .
النهار
هكذا
عِند انتهاء الجسرِ
حيثُ القِير ذائباً
تحت قدم ي
مسكتُ ورط َ ة عينيِكِ
تصنع وهمَنََا
هكذا
وأنا أعاند عناد ي الطويل مضى الماء تحت الجسرِ مسرعاً
مضى المساء بالأ شجارِ إلى الليلِ
مضيتُ برفقةِ وحدتي
هكذا
بعد مسافاتٍ
تفر من مقاييسِها
ألفت وجهنُا ناقعاً
بتلك الأطلالِ
وهي
تخيط كذبَتنا الحلوة .
طيف
إلى خضير
لمِن هذا الوجه المربك على سلم الحلم ؟
يتأد الخطى
يتوشح بالشوق منهكا بلهب يسري
في الدم ها هو متعب من ارتقاء الوقت من مسافات جبلت بماء الدفلى
هِم به
افرد له
الصفحة البيضاء نهراً
له المداد وسادة له العين مرحى
ليدخل .........
معززاً بأنخاب الكرى ,
ودوحة الحلم
..... ألوحيد الواقف في رحبة الحياة المتقد بالحنين كفنار لمراكب في العاصفة .... الوحيد دليل الوجوه المشتتة على الحواجز دليل المسافر بتأشيرات الذكرى
.... الوحيد قارئُ كنز الوسادة والرسائل التي لم تكتب فاتح ألأبواب والمسافات والشوارع
حامل أثواب الطفولة ومسارات نجوم الصبا ,
ألليل الوحيد المنهمك بتشذيب أهواء النهار المتورط بترتيب الخفايا ,
الوحيد حين يراك وحيدا يمد كل سدولهِِ متوجا بالذي لا يأتي
سحر الكلمات الجنيات الخارجة من أمواج الماء الحائمة على مذاق الكأس ,
المتحدثون عبر الغياب ,
الرؤى المتزاحمة بشدة على الطريق يمد كل سدوله متوجا برفقة أزلية ليأخَذك تقرعان أحاديث الوقتِ .
بيا ض
أولم لفضاءِ الورق ,
الغيمة حبلى يرطمها ضيقُ الوقتِ ,
تأتي الصخور إناثاً
يدخلن مبخرةً ,
أحشاء تلهثُ لموقدِ النطفِ ,
أحلاماً يجرن الهواء صريعاً
في الذيول ,
يأتي الترقب ,
فأس تقطع جثة النافذةِ ,
بهاء يقود أجمل الإناثِ
طريقي التي تغيم في يد ,
ولادتي لا تحملُ بوقها
قامة تطرقُ قفا الارتباكِ
تتسللُ بين الأنامل تشيع سراجاً
يكركر في عتمةِ المنفى
زند يستنهض قامةً في الحصى
قل أيها الإقبال كيف تلعقُ مرثي َ ة جيل من الرمل /
ترتدي ثوباً /
كيف نتوشى ؟
مرحى غزالةُ الحبرِ
,مشطي جدائِلَكِ
على مهلٍ بجلدي ,
أهيليهِ بالغنج ,
نديمان نمشي
جسدانا نقي ٌ ق
ويدانا جمرةُ الدربِ
الضرع لي
ولكِ ملقط البوح /
يغمرنا بالعصيان وجه المقبل ,
بالهدايا ,
دوافع الريبةِ /
خطورة المكان /
خيوط تشد عين القلق ,
م ن ذا يتوارى في شفةِ الحبرِ
يتبادل في دمِنا رشف َ ة السؤال ؟
يركب زورق الهوى /
ننزفُ
لنتقابل ندين يجرحنا لعب الكتابةِ .
حراسه
هابط بين كفي ملاكٍ,
ملاك يهدهده مع لبن النهدِ,
ملاك مربك مع خطوتِه ألأولى,
ملاك يجالسه في مقعدِ الدرس ويأخذه لعطرِ الجليسةِ ,
ملاك يقبع في الخوذةِ
يغالب اتجاهِ الرصاص ،
ملاك يخيم في هواء النقالةِ
يحرض ملاكا في قنينةِ المصل ,
ملاك يبكي ,
يأخذه على مهل ليودعه في ذاكرة الأهل .
حلم
لو تبقى ضحكة واحدة من كلِ الضحكاتِ
لو يبقى لقاء واحد من كلِ اللقاءاتِ
ومن كل وجهٍ
تبقى لمحة من كل مكان تعلقُ حفنة من الترابِ ,
ظلٌ أو قطرة مطرٍ,
هو القلب بسعة الأرجاء يعانقُ كلَ هذا
ويبقى عطِشاً
ماذا ينتوي
هذا الضائع القديم جالساً في قفص ؟
يحملُ نهراً بلا ضفاف يحلم على ورقةٍ بيضا ء
وحده عارياً
يخط على الماءِ
أِعواماً واحتمالاتٍ
لقيامةٍ في
حدیقةٍ
رفقه
هكذا عِند صخرةٍ
صلدة الظلِ وموحشة تقاسمنا كيس الأيام
تقاس منا ورطتنُا الكبيرة هكذا
ودون ندم یذكرُ
حدقتُ بالصخرةِ أَقلب رسو َ خها العنيد أشذب لذلك الكامن في قعرِ الكيسِ
ذلك الوجه الطالع من الحرائقِ
لأمس َ كه مرة أخرى
بشغفِ الرفقةِ
نتلو
إن التراب وحده لا يكفي
إن الصورة ربما لأشباح وربما الصوت هذ ر
هكذا
ربما أقنع كأني ما ورطته .
صباح عراقي
(العاصفة التي أثارها أنليل الغاضب العاصفة التي دمرت البلاد غطت أور كمنديلٍ
لفْتها ككفنٍ
أيها الأب نانا ,
هذه المدينة تحولت إلى أطلالٍ )
نشيدسومري
بفجرٍ يرتدي ال َ ق الشمس ينحتُ وهجَا ممض
يمشي متباهيَا فوق الترابِ
رأيتُ دجلة يخضب صباحاً عراقياً
يبتسم لعرفان الخضرةِ المؤتلقةِ بالشجرِ
متوحداً بين ضلال الطير يمشي كأنه يتوكأُ علي ترابِ الجرفِ
كأنه يتعثر بمائهِ الغرين يزيح ذكريا َ ت الغرقى ,
حراش َ ف السمكِ, حطام زوارقنِا,
وصياح البطِ
كأنه يزيح مصائرنا
عن موجتهِ الخدرةِ
كأنه بين التباسات الغفوةِ
متعباً بثقل الصبرِ
بورطتهِ الأزليةِ
حيث يرى ويجري
الصمتُ قنديله بين نيامٍ وقتلْ
بفجرٍ يرتدي ال َ ق الشمس أجلسني على حجرهِ
مثقلَ الصدر ,
محفوفُُ بجناحِ العطفِ
وأنفاس الماءِ
عيوننُا تقلب أوقا َ ت اللوعةِ
لمواعيدِ الضفافِ
حولنُا نور الفجرِ
ابتهالات النخل ورائحة البرتقال كأننا في أولِ الزمانِ
حيث اهتدينا لرائحةِ الغرين بين هديل الحمام فاح صداها جنان تمرح بين شمس وقم ر ,
أو كأننا من ثقل الصدرِ
في لفح الظهيرةِ
حيثُ الشجر الوارفُ نازح
فوق الموج خص مغلق على الطفل أضحى في غيهبِ الغضبِ ,
ألاعيب الفيضان أو كأننا في مرصدِ الأمويين
حيثُ المنبر المتوعدِ بالرأسِ اليانع أو بين عباسيين بجلابيبِ الأهواءِ
تتبادلنُا الرماح وتركلنُا اللحى
وتمشي على الجرح خيولُ الترك كأننا بين مساومات المآذن نلوذُ بأسوار بغداد ,
أنا أبن صبرك المغطى
بضجيج الجندِ
أو مداد الحبر كأننا نمسك لوعة الجنيدِ
الحائم عِند الجرف الحالم في اليقظة بطقوس الشرائع تعمد أسمائَنا
أنا الذي لونته الشمس بمائِك وأنت الذي لون َ ت للأرض اسمها
أودعتَني الموج َ ة
وزرع َ ت السر من مطبقٍ إلى سجن بين خيل أو دبابة
بين سيفٍ أو رصاصة على رمح أو مشنقه من طريقٍ إلى طريق هكذا نمضي
بين منح الأرجاءِ
كلانا من فخ سائرٍ
إلى فخ يحوك ألوان السماء خيمة كالحة للمركون بالتشائل
بعناوين الموت بين الق الشمس فوق الترابِ .
صدح الطير على جسر النبيذِ
حيثُ الانتظار خشب
ينأى في طوفان الوقتِ
انبع َ ث الطير يخض وهجاً
بين الماء والسماء ,
يعلو
ثم
يدنو
يستلُ من الروح بقايا الجرح ناسيا طلقة الصيادِ
ناسيا الق َ ش والع َ ش
يعلو
ثم
يدنو
تاركا للريشِ
تأجيج الصدح .
على جسر النبيذِ
بينما النافذة تجالس صبرها
والوردة تمرح في الشمس والريح تترجلُ
للهجوع في الزاويةِ
بينما تقنع الباب بالبقاء وحيدة وموصدة
تقنع بأزيز الطائراتِ
بمرور الوقتِ
بين المقابر والترابِ
بيَنما الجدران تبحثُ عن انكسار لحدتِها
في خيول الصورة أو بأهواء السرير أو في صدى (يا طيور الطايره)*
طالعة تلعلع من المذياع رأيتُ الطير
ينقر طبلَ الفراغ بين الماء والسماء
يعلو
يخض وهجاً
والحشد يهرولُ في اليبابِ
تتناثر بين اليدين جمراتُ الهباء والطير يعلو
ثم
يدنو
يخض وهجا في صدح ينفَثه الهواء .
-- - -- - -- - -- - -- - -- - -- - -- - --
( *) مطلع لأغنية عراقية
وحِده
يمشي مكبلاً بأحلام سارحةٍ بالغيابِ ,
تتموج على جبين الظلمة أمطار , رياح ,
خرير ماءٍ في خضرةٍ
وطفلٌ يعدو ,
الأرض نار , مسامير , محنة أخرى
والطفلُ يعدو ,
تبتكره نار تغسل في قاع اللهفةِ ,
يتسكع فيها
عالقاً بأسمال الفراغ
حيثُ الانتظار جذع ناش ٌ ف
على قارعةِ الوقتِ
قال للبذرةِ :
أمامنا غياهب ولا أرض تجمعنا
لا يجمعنا فنار ,
ولا سواد لاح في وهم ولا قمر يتدلى
فوق الموتِ
لا أرض غير أهداب الكلام ,
عنوان الجسدِ
دفةُ فراشةٍ تجرب سنا الأيام .
77
وشم
صباح يتشكلُ حول موقدٍ خافت بلا رائحة خبز بلا رائحةِ شاي
صباح بين خرائط التيهِ
في غابةٍ شائكةٍ
ومعبر عائم بالحرس حرس مدجج بالرصاصِ
بلا مزاح أنا وطفلة تفتح خطواَتها
بمحفل الخوفِ
وامرأة ترمي أيامها
في خفوت الجمر ترمي السؤال تلو السؤالْ
في صباح كثيف لِمن هذه الأرض , الغابة ؟
لِم الولادة ؟
المو ْ ت ؟
هذا الطير المحلقُ ؟
لِم العين تحدقُ ,
وهذه الصورة القابعةُ
ما بين المعبر والرصاص ؟
وأ ي حياة نمسد طلعَتها الباهي َ ة
ستزيح نكهة هذا الصباح .
مسارا ت
الحنين يد تزيح جسدا لتكنس جمرا خبا .
الهاجس مصباح يتدلى
أو ..
طري ٌ ق طويلٌ
في مصباح يتدلى .
القلقُ
ماجن يحارب براية نزواتهِ
ألأوراقُ
فجوٌة لعينٍ تبوح عين تحفر مأوى
العين رحم يقذفُ فما فم يؤجج في حري ْ ق
الصوتُ
وهج يهطلُ من لج يمشط فضته سائراً للاختباء .
مساء
صدى أورا ٌ ق تسقطُ
شجر أجرد يهتز صدى رغبةٍ للعناق تلج رغبةٍ في التحلي ْ ق
المنزلُ فارغٌ ,
والساعةُ تنتفض بيدي
أخشى أن تغالِطَني ,
أولُ المساءِ وهذه الأصداء ,
ماذا أفعلُ ؟
ماذا تفعلُ ؟
أتقود غربَتك
إلى نافذةٍ لترميها ؟
أتأخذُ حبة أسبرين ؟
وهذه العتمة ستزحف بين الشجر لتوآخي صمت النافذةِ
أولُ المساءِ
أخشى أن تغالِطَني
لكنها تنتفض بيدي.
أسمع نقرا على النافذةِ
من القادم ؟
من ؟
مدار الأسئلةِ
كي َ ف أص ب بياضك أيها الصبح في كأسي؟
أتبعك أفقاً تمد يد البهاءِ تلوح بأجزائي،اسمي،صورتي ،
والتراب الذي يدثرني
كيف أؤجج بين حجر القبو
هطول الهواءِ ؟
أأعلم سنارَة الد م شرنقة الأستا ر واغواء الحجرِ ؟
نازع حفرة التعريف في جلدي
قربة الماء ,
كلاء الصحراءِ ،
وشهوات الليلِ,
نازع نزع نفسي
كلما رأيت صورتي في الماء وفاجأتني دهشتي
استغفرتُ,
لذت أمخر مجد العمى ,
كيف أؤجج حجر قبوي
و أتبع هتافاً يغتسل في الشجر ؟
هل أدحو خيول الذكرى
في جيش الغبار ؟
هل أفتح قامة توازي ما يأتي
من هذا العشب المحاربِ
في صفوف التطلع ؟
هل أجلس في عراء الصفر ؟
أقولُ للأيام تقدمي ،
أنا للحر ،
للبرد ،
هذا جسدي
وخرائط ألأرجاء بيدي
والجداولُ تعانقُ الندى
بينما الغيب منهمك بالتواري
وأنا المدجج بالأعضاءِ
أرى ،
أسمع ،
أشم ،
أتلمس منابع الحرفِ في روائح الأرض أقولُ :
بين الصورتين أكتب :
كيف أنخرم الليلُ
ورفرف بياضك
أيها الصبح شراع سفينةٍ
في عيون البر ؟
وعود
يرتدي المساء بدَلته ,
البرد ربطةُ العنق الثلج في الأقدامِ يشع إنه في بهاءِ الغروبِ
وأنا الحقيبة حيث الظلام المتسلل عِند أطرافي قط يمؤ
حيث الساعةُ نائمة على الجدارِ
كبعد الأصدقاءِ
كوطن أو منفى
كصورةٍ نائمةٍ بالعين
لبيتٍ
نثرته هباء جنون السقوط ,
يرتدي المساء بدلة الغروبِ
ليس هذا ,
ليست النافذة المطبقةِ
أو جدران العزلةِ ,
كُن يا كلام مقلاً
أمشي معي حذراً
من أفقِ الوعود .
لقطة 1
ناعس بين زهرة الثوب وشمس الضحى
ناعس رغم ضجيج الموج في أطلس الصويرة ناعس بعنفوان الدفء الجذل على بساط الرمل ناعس غير إنه في ساحةٍ تنز بمياه الأسى
سكارى تمجدهم ملامح الفقر والضياع ناقلات تشق المتاهة آخر الليل لمتاهة تتسربل بأسمالِ الحرب
ناعس يتقلب بين طيات النعاس تحت نصبِ الحرية في البابِ الشرقي
في بغداد المسورة بأبواب متوارية في الأحداق بدم مرشوش على وجه النهارِ ,
حائم من أهوالِ النعاس بين هدير الموج وشمس الضحى
بين زهرة الثوب والحمامة المستكنة عند الرأس مرحى أيتُها النافرة من الساحة من نعاسي
وكاميرات السياحة مرحى تطلين في هذا الضحى
من البابِ الشرقي
رأسك النذير ودمك لون الأرض .
لقطة 2
جالس في مقهى الطريق كاتم ضحكة تطاول السماء ضحكة كشهقة موت مؤجل ,
تحوم بين الكحلة والعباءة السوداءِ
جالس والوجوه تعبر ,
لم يعرفه أحد ولا أحد يشبه من يعرف كأن الذين حلم بهم سدى ,
أدراج رياح لم تمر بنخلة
كأنه عب َ ث بالقلبِ ,
أودعه كل ما لذ في دروبِ الغربة ليجلس على قارعةِ الطريق بين السابلة بانتظار ضحكة الموت المؤجلِ .
عبور
هكذا تبادرَني الصورةُ
دبيب يمتشقُ ظمأَ العبور ***
شققتُ قلب الرملةِ
بمدية ريح طافحةٍ
ونظرتُ للشتاءِ
يربي حبلَ الولادة فاتحاً لطفل دمي هواء أصَنعه فاتحاً في الكفِ جوهرة تبهرني بمعمعةِ فجر دعكته حماماتُ الغيم ,
قبرتك أيتُها الرملة
وجهتكِ لطوفانٍ
يتهاطلُ من صبوا ت الأنامل ورأسي يرتع بين منابع الطلع بين صوتٍ يتحرشُ بأحشاء السهو ,
ملوحا في بيادر البهجةِ
( لئلا يتبدد ما يغمر يدك لئلا تموت بين مقاصل الدربِ)
عارفاً أحشائُك السنة زجاج وبئر الكبوةِ
بلا حبل ,
قبرتُكِ أيتُها الرملة مرتجاً بما ترتبه ألأحلام
بما يأتي من بطن الدربِ
أنبشُ عن صوتٍ يمسكني
في بياض المرمر المتعالي
في زخرفةٍ قاطعتني
وولجت صو َ ت القيدِ,
دخلتُ سواداً دجنته أملاح الغبار بحثتُ عن ثوبٍ ، أشباهٍ
تعلقهم أقواس الصمتِ
زحام زحام زحا م
أمهلني أيها الخط المنمنم بالإهمالِ
لأَجد بيتُ الشجرة الفضاء المستباح
لأجنحةٍ الطير /
هو الصوتُ قادم بتشكيلةِ
الإملاء /
أتهجى حلمي ,
رعد يأخذُ الطري َ ق من زحام ليدي
رياح في براقع الأتربةِ
المسافاتُ تتحللُ في بندول الألفةِ
والوقتُ يترنح في ازدهار السعفِ
أتهجى حلمي ،
رعد يهز الخطوَة
لعمق كالغناءِ في المدى
كالرئةِ ....
هذه الرئة يد الخليقةِ
مراع أعناق طليقةٍ
تهيكلُ أمطارا تجلي وجهك تكشف جناناً أخرى وحقولاً .
شطبتك الرملة ردحاً
وردحاً بين غياب السؤالِ
تدور ....... ,
عدوتُ سهب جسدي
تنفرشُ للصوتِ
و المدى أطلال الصخور شواهد ,
كم أعدو بين عيني وتد .
لا ألناهيه
لا تتأملْ شيئاً وأن َ ت مكتئب لا تفك ر بشيءٍ و أنت وحيد لا تنظ ر إلى شيءٍ
وأنت ضج ر
لا تحل م وأن َ ت يقظ قلْ إنها عباب الهاويةِ
أو أنك ترتب منفى
فقد آخي َ ت الحرمان تعمقت بمفهومِ الحواجز وأدخل َ ت الرأس في حوضِ الريبةِ
اكتفي َ ت بالظلِ وبالظلِ
حتى تن حتِ الشجرةُ
ولبس ْ ت عيون الحذر أين ترك َ ت الحياة دون لا الناهيةِ
خذها مرةً ليدك ,
مرةً , افعلْ هذا
أو
اذهب واغتسلْ
خذ العائلة للنزهةِ
اترك كلَ شيء علقه في ياقةِ الوطن وأن خشيت فعندك الله .