لماذا فقد العرب والمسلمون هذه المكانة؟
ولماذا يتحكم غير المسلمين من اقصى اليمين والشمال اليوم في أغلب أنظمة العالم وموارده؟
رغم أن الأرقام كانت تصرخ بالإجابة البسيطة لهذا السؤال منذ عقود، إلا أن أكثر الناس يبررون الأمر ويفسرونه على أهوائهم.
هذه حقائق تعيشها مجتمعاتنا العربية والإسلامية تعكس مدى اهتمامنا بالثقافة والتربية والتعليم:
· في العالم الإسلامي كله، هناك 500 جامعة.
· في الولايات المتحدة الأمريكية هناك5758 جامعة!
· في الهند هناك 8407 جامعة!
· لا توجد جامعة إسلامية واحدة في قائمة أفضل 500 جامعة في العالم.
· هناك 6 جامعات إسرائيلية في قائمة أفضل 500 جامعة في العالم.
· نسبة التعلم في الدول الغير اسلامية 90%.
· نسبة التعلم في العالم الإسلامي 40%.
· عدد الدول الغير اسلامية بنسبة تعليم 100% هو 15 دولة.
· لا توجد أي دولة مسلمة وصلت فيها نسبة التعليم إلى 100%.
· نسبة إتمام المرحلة الابتدائية في الدول الغير اسلامية 98%.
· نسبة إتمام المرحلة الابتدائية في الدول الإسلامية 50%.
· نسبة دخول الجامعات في الدول النصرانية 40%.
· نسبة دخول الجامعات في الدول الإسلامية 2%.
· هناك 230 عالم مسلم بين كل مليون مسلم.
· هناك 5000 عالم أمريكي بين كل مليون أمريكي.
· في الدول الغير اسلامية هناك 1000 تقني في كل مليون.
· في الدول الإسلامية هناك 50 تقني لكل مليون.
· تصرف الدول الإسلامية ما يعادل 0.2%من مجموع دخلها القومي على الأبحاث والتطوير.
· تصرف الدولة الغير اسلامية ما يعادل 5% من مجموع دخلها القومي على الأبحاث والتطوير.
· معدل توزيع الصحف اليومية في باكستان هو 23 صحيفة لكل 1000 مواطن.
· معدل توزيع الصحف اليومية في سنغافورة هو 460 صحيفة لكل 1000 مواطن.
· في المملكة المتحدة يتم توزيع 2000 كتاب لكل مليون مواطن.
· في مصر يتم إصدار 17 كتابا لكل مليون مواطن.
· المعدات ذات التقنية العالية تشكل 0.9%من صادرات باكستان و0.2% من صادرات
المملكة العربية السعودية و0.3% من صادرات كل من الكويت والجزائر والمغرب.
· المعدات ذات التقنية العالية تشكل 68%من صادرات سنغافورة.
الإستنتاجات:
· الدول الإسلامية لا تملك القدرة على صنع المعرفة.
· الدول الإسلامية لا تملك القدرة على نشر المعرفة حتى لو كانت مستوردة.
· الدول الإسلامية لا تملك القدرة على تصنيع أو تطبيق المعدات ذات التقنية العالية.
ومن هنا نجد أن العالم الإسلامي يعيش حياة تشبة التبعية لقوى استعمارية شرقية وغربية والحقيقة واضحة ولا تحتاج لأدلة ولا براهين ولا إحصائيات رغم كثرتها. لكن بيننا من يناقض نفسه وينكر ماهو أوضح من الشمس. نعم غير المسلمين مثل الصينيين والكوريين واليابانيين والأوروبيين والأمريكان وصلوا لما وصلوا إليه لأنهم تبنوا التميز المعرفي وقاموا باعتماده دستورا تعليميا و تثقيفيا لأبنائهم. المدنية لم تصنع خلال يوم وليلة واغلب البلدان المذكوره تعرضت لكثير من الصعوبات حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه. اليابان والمانيا تعرضتا الى هزيمة منكرة بعد الحرب العالمية الثانية وانطلقتا من الصفر وعلماؤهم لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق ذهبية. كلنا نعرف قصة إنشتاين وفشله في الرياضيات وأديسون وطرده من المدرسة لأنه (غير قابل للتعلم) وغيرها من القصص. فلنتوقف عن خداع أنفسنا بأن اليهود والمسيحيين والبوذيين والهندوس والإلحاديين يسيطرون على العالم فقط لأنهم متمدنون . انهم نجحوا لأنهم اعتمدوا على الإنسان الذي كرمه الله واعطاه حق الخلافة في الأرض. ونحن لدينا الإنسان و الإيمان والقرآن والمال الأرض ورغم ذلك لم ننجح وبقينا أمة مستهلكة وتابعة اقتصاديا وسياسيا.
يتردد في صحفنا و كل أجهزتنا الإعلامية أن اليهود افاعي وقردة وخنازير ولكن للوصول الى العالمية علينا أن نعطي اليهود حقهم الذي نجحوا في الوصول اليه حتى نضع اقدامنا على الأرض نستطيع مواجهتهم في اخذ حقنا المغتصب في الميدان العسكري والسياسي والإقتصادي.
أقول أن اليهود امتلكوا العالم بعد دراسة وتخطيط ونظرة مستقبلية . اليهود حددوا أهدافهم وعلى رأسها التميز المعرفي. القدرة على خلق المعرفة واكتشافها واختراعها. ثم التفضل بنشرها للغير والاحتفاظ بحق الأسبقية وشرف إنارة الطريق أمام العالم. ونقرأ أن اليهود سادة العالم في الإقتصاد والطب والتقنية والإعلام. نجحوا في إكتساب "حب" الغرب . فهل لاحظنا أن أشهر الكوميديين الغربيين يهود؟ حتى في الإضحاك تميزوا.
أخي الحبيب أين نحن من هذا كله؟ من السهل أن تقرأ أسطري هذه وتلقي باللوم على الحكومات أو على أجيال من القادة العرب الإنتهازيين. وعلى سنين من القهر والاستعمار والاحتلال. لكن بفعلك هذا تكون قد أضفت قطرة جديدة من محيط من ردود الأفعال الإسلامية السلبية التي أوصلتنا لما نحن عليه اليوم. دع عنك التذمر والسلبية ولوم الغير وابدأ بنفسك. هل فكرت في نشر المعرفة يوما؟ هل تعرف شيئا لا يعرفه غيرك؟ لماذا لا تشارك الجميع بما تعرف؟ فهذه خطوة نحو التكامل المعرفي.
ينقسم العرب والمسلمون اليوم إلى ثلاث فئات من ناحية المعرفة:
· فئة سلبية سائدة تشكل أغلبية ساحقة تقوم بتلقي المعرفة من الغير. ثم حبسها وربما قتلها بحيث لا تتخطى هذه المعرفة يوما ما أدمغتهم.
· فئة ثانية نادرة إيجابية إلى حد ما تقوم بتلقي المعرفة من الخارج ثم تساهم بنشرها للغير.
· فئة ثالثة معدومة تماما حاليا وهي الفئة القادرة على صنع المعرفة ثم نشرها.
ماذا عن أبنائك؟
هل تبني أشخاصا مميزين قادرين على صناعة المعرفة يوما؟
أو على الأقل هل تحرص على أن يكونون من ضمن الفئة الثانية التي تتلقى المعرفة وتنشرها؟
أم أنك ستساهم في الإضافة للفئة الأولى السلبية التي نحن بحاجة فعلا لتقليص نسبتها مع الأيام؟
اجعل التميز هدفك شخصيا وحاول أن تضم إليك كل من هم حولك.
وابدأ الآن بالخطوات التالية:
1- إن لم تكن ضمن الفئة الثانية أو الثالثة فاسعى للإنضمام إلى إحداهما اليوم. تأكد أنك لست عضوا في الفئة الأولى بعد اليوم فأعضاء هذه الفئة ميتين مجتمعيا ولا يضيفون للأمة أي شئ. انشر ما تعرفه مهما كان. لا تستصغر المعلومة فهناك من سيتلقفها منك ويبني عليها ولا تتصور ما الذي قد تؤول إليه في النهاية. والنشر لا يكون بالضرورة في كتاب أو مجلة أو قناة تلفزيونية. ابدأ ولو بموضوع في الساحة العربية تشرح فيه أي شئ!
2- ابدأ ببيتك وتأكد من أن أبناءك وأخوانك قادرين ومؤهلين للإنضمام للفئة الثالثة أو الثانية في أسوأ الحالات. قم دائما بتسويق العلم لأطفالك وأظهر لهم طلب العلم على أنه أسمى ما يمكن للإنسان فعله. حارب مفهوم قصر التعلم على المدرسة فما أرجعنا للخلف إلى الإعتماد الكامل من الآباء على المدرسين لتعليم أبنائهم. أكثر العباقرة تعلموا في المنزل. واحرص على استئصال عقلية الوسائل المختصرة لبلوغ الأهداف من أبنائك. الغش ليس شطارة والواسطة ليست شرفا. بل هم أقصر الطرق للحضيض. توقع من ابنك الخطأ فمن لا يخطئ لا يتعلم. واحرص على أن يتحمل ابنك نتيجة خطأه وأن يعيش تجربة الإخفاق كاملة دون مساعدة منك، دلل أطفالك في كل شئ إلا في التعليم. واحرص على زرع عقلية المشاركة بالعلم لدى أطفالك. علمهم أن يعلموا زملاءهم وأقرانهم وعلمهم بأن أفضل الطرق للقيادة هو نشر العلم فكما قيل: "جبلت النفوس على حب من أحسن إليها"
3- حاول أن تضم كل من تعرف للفئة الثانية وهذا ليس بالصعب أبدا. كلنا لنا تجارب حياتية مميزة وكلنا نعلم شيئا لا يعرفه الغير. انصح من هم حولك بنشر ما يعرفونه أكد لهم بأن هناك من لا يعرفون هذه الأمور مهما كانت بسيطة وأساسيه.
م محمود الدبعي
السويد