كيفية إصابة الإنسان بعدوى أنفلونزا الطيور:
1- الاتصال المباشر مع الدواجن المصابة.
2- أو ملامسة الأسطح أو الأشياء الملوثة ببراز الدواجن.
وهذان العاملان من أكثر العوامل المسببة لعدوى الإنسان بأنفلونزا الطيور ومعظم حالات الإصابة البشرية كانت لأشخاص فى الريف حيث تربى الطيور الداجنة فى البيوت والتى تتوافر لها حرية التنقل من مكان لمكان. وبما أن الطيور المصابة تخرج كميات كبيرة من الفيروس فى برازها فإن احتمالية تعرض الإنسان للعدوى قائمة بدرجة كبيرة، وهذا ما يحدث فى معظم البيوت الآسيوية حيث يعتمد الدخل على الدواجن. بالإضافة إلى أن هناك عامل آخر يساعد فى نشر الوباء وهو أن هذه العائلات عندما تلاحظ بداية تفشى مرض بين مجموعات الدواجن تبدأ فى بيعها على الفور أو ذبحها أو حتى أكلها لأنها مورد رزقهم وهو الشىء الذى من الصعب السيطرة عليه، والتعرض للإصابة بالفيروس قد يتم أثناء الذبح أو نزع الريش أو تقطيع اللحم أو أثناء إعداد الدواجن للطهي.
أمان تناول لحوم الدواجن ومنتجاتها ونزع الأحشاء:
- تناول لحوم الدواجن ومنتجاتها شيئا آمنـاً ولكن باتباع بعض التحذيرات لمنع تفشى المرض وهو الطهي الجيد لها والتعامل الصحيح معها أثناء إعدادها للطهي. وبما أن فيروس (H5N1) المسبب لأنفلونزا الطيور حساس للحرارة، فإن درجات الحرارة الطبيعية المستخدمة فى الطهي (70 درجة مئوية) أو فوق ذلك تقتل الفيروس بشرط الطهي الجيد لكل أجزاء الدواجن بحيث لا تظهر فى لحمها اللون الوردى وبالمثل نفس الشىء للبيض والاحتراس من البيض المسلوق (No for runny yolks) ..
- ان لاينسى المستهلك أيضاً الطرق غير المباشرة لانتقال العدوى التى لا تشمل أكل اللحم أو أياً من منتجاته وإنما التعامل بالأيدي معها أثناء إعدادها للطهي (المجمدة أو المذابة) وذلك بغسيل الأيدي والأسطح الملامسة لمنتجات الدواجن جيداً بعد كل تعرض لها بالماء الساخن والصابون فهذا يكفي.
- فى المناطق المتفشي فيها فيروس أتفلونزا (أ) لا ينبغي إستخدام البيض النيئ فى إعداد الأطعمة.
- لا تنتقل أنفلونزا الطيور عن طريق الطعام المطهي، الدواجن المطهية. ولا يوجد دليل يشير إلى أن هنالك إصابات بين الاشخاص بأنفلونزا (أ) بعد أكل لحوم الدواجن الملوثة بفيروس (H5N1).
هل يمكن انتقال الفيروس من الطيور إلى الإنسان:
لا، على الرغم من ظهور أكثر من 100 حالة إصابة بشرية بفيروس أنفلونزا (أ) فى هذا التفشى الوبائي لها فهذا العدد صغير للغاية إذا ما تمت مقارنة الأعداد الهائلة من الطيور المصابة بالفيروس واحتمالية التعرض الكبير لها من قبل الإنسان فى مجالات عديدة وخاصة فى المناطق التى توجد بها مزارع للدواجن على نطاق كبير، ولم يُفهم فى الوقت الحالي لماذا البعض دون غيرهم أصيبوا بالمرض بالرغم من أنه تم التعرض له من كلا الفئتين.
احتمالية تفشي فيروس أنفلونزا الطيور ووصفه بأنه وباء:
أى فيروس أو مرض بمعنى أشمل وأعم قد يصبح وبائيـاً إذا توافرت له ثلاث شروط:
1- عندما تظهر سلالة جديدة أو نوع فرعي للفيروس لم يكن معروفاً من قبل كما يحدث دائماً مع سلالات فيروس أنفلونزا (أ).
2- أو تصيب البشر مسببة أمراض خطيرة (أى تنتقل من نوع الى نوع آخر من الكائنات الحية من الطيور إلى الإنسان).
3- أو تنتشر بين البشر بسهولة وبشكل مستمر (أى تصبح متفشية بين البشر).
ونجد أن فيروس (H5N1) يتوافر معه الشرطين الأول والثاني فهذه سلالة جديدة من فيروسات أنفلونزا (أ) وأصابت أكثر من مائة شخص ومات أكثر من النصف وهذا معناه بداية التأثير الوبائي له واحتمالية انتشار الوباء قائمة ما عدا الشرط الثالث .. لكن تحققه سهل طالما أنه منتشر بين الطيور وطالما أنه هناك حالات لحدوث العدوى بين البشر لكنه قد يستغرق وقتا أطول (الوباء).
12- كيفية تغير فيروس أنفلونزا (أ) (H5N1):
- فيروسات أنفلونزا (أ) من الممكن أن تتغير بطريقتين:
1- طريقة "إنجراف الأنتيجين-Anti-gen Drift"، والتى فيها يتم حدوث تغيرات بسيطة فى الفيروس بشكل مستمر بمرور الوقت (تسمى بإنجراف الأنتيجين) وهنا ينتج عنها ظهور سلالات جديدة للفيروس، و يؤدى إلى عدم تعرف الأجسام المضادة على هذه السلالة والفشل فى مقاومتها.
2- طريقة "تغير الأنتيجين-Anti-gen Sift"، هو تغير غير متوقع وغير تدريجي يحدث مع فيروس الأنفلونزا أو يظهر أيضاً نوع فرعي جديد أو سلالة جديدة، والتغير أو التحول الأكثر شيوعاً فى الحدوث "إنجراف الأنتيجين" أما الآخر فنادراً لكنه يحدث. وهذا ما يعلل سبب إصابة البشر بأكثر من مرة بالأنفلونزا.خلال العام وضرورة التطعيم سنوياً ضدها.
هل توجد عوامل أخرى للإصابة بفيروس أنفلونزا (أ)؟
أجل، توجد عوامل أخرى عديدة.
1- البط الذى يربى منزلياً قد يُفرز فيروس أنفلونزا (أ) فى الغائط وخاصة من العدوى ذات المستوى المرتفع بدون أن تظهر أى علامات للمرض يطلق عليهم "المستضيف الصامت" للفيروس وينقلها إلى الطيور الأخرى .. وهذا يزيد الأمور تعقيداً وخاصة فى الجهود المبذولة للسيطرة على انتشار الفيروس أو إصدار التحذيرات للإنسان لتجنب الإصابة به.
2- عند مقارنة فيروسات (H5N1) لعام 1997 وأوائل عام 2004 نجد أن الفيروس المنتشر الآن أكثر خطورة ويؤدى إلى الهلاك والموت ويعيش أطول فى البيئة وهذا من خلال التجارب التى أجريت على الفئران وبعض الثديات.
3- ظهور الفيروس وإصابته لكائنات أكثر كانت مقاومة له من قبل وخاصة بين الثديات.
4- تعتبر صفات الفيروس فى طيور الماء - المضيفة الطبيعية لعدوى الفيروس - وهذا يظهر فى نسب وأعداد الطيور النافقة فى عام 2005 والتى وصلت إلى 6.000 طيراً مهاجراً فى الصين، إلى حالتين فقط فى جنوب أفريقيا فى عام 1961 بفيروس (H3N3) وواحدة فى هونج كونج 2002-2003 بفيروس (H5N1).
لقاح أنفلونزا الطيور:
اللقاحات الفعالة ضد الفيروس الوبائى لأنفلونزا الطيور غير متوافرة بعد.. وما يتاح منها سنوياً هو من أجل فيروس الأنفلونزا الموسمية لكنه لايحمى ضد فيروس الأنفلونزا الوبائى. وعلى الرغم من أنه هناك اختبارات تُجرى على لقاح فيروس (H5N1) فى العديد من بلدان العالم لكنه ليس هناك لقاح جاهز لتداوله تجارياً ومن غير المتوقع توافره إلا بعد أشهر عديدة حتى انتشار الفيروس ويصبح وباءاً.
كما أنه هناك بعض التجارب والمحاولات المعملية التى تُجرى على اللقاحات ما إذا كنت ستقدم الحماية كلية، وما إذا كنت التركيبات المختلفة ستكون متوافرة وتتلاءم مع كم الأنتيجين المطلوبة (وهنا تترجم بصيغة القدرة الإنتاجية للقاح). وبما أنه يشترط لكى اللقاح بفاعليته عليه أن تتمائل مكوناته مع الفيروس المتفشى أو المنتشر .. وبما أن فيروسات الأنفلونزا متغيرة فمن الصعب إنتاج اللقاحات حتى ظهور الفيروس الجديد مما يؤدى إلى قدة إنتاجية شبه معدومة لا يوجد نسبة وتناسب بينها وبين ما هو مطلوب منها بالفعل.
العقاقير المتاحة لعلاج فيروس الأنفلونزا (أ):
يوجد نوعان من العقاقير والتى تقع تحت تصنيف (Neuraminidase inhibitors/NI) وهما (Oseltamivir) والاسم التجارى له (تاميفلو - Tamiflu)، والاخر (Zanamivir) والاسم التجارى له (ريلينزا - Relenza). ويقلل كل العقارين من حدة الأعراض ومدة استمرار المرض التى تسببها الأنفلونزا الموسمية ونجد أن مدى فاعلية (NI) تعتمد عن غيرها من العقاقير الأخرى على توقيت استخدامها أو الاستخدام المبكر لها فى خلال 48 ساعة الأولى من ظهور الأعراض. حيث توجد بعض حالات العدوى بين الأشخاص المصابة بفيروس (H5N1) من الممكن أن تزيد لديها فرص البقاء على قيد الحياة إذا أخذت هذا العقار فى خلال 48 ساعة .. لكن النتائج أو المعلومات المعملية مازالت محدودة حتى الآن فمازال الكثير من الحقائق التى لم يتم تناولها بالبحث بعد وخاصة تلك المتعلقة بمقاومة الجسم لهذه العقاقير.
وهذا ما حدث مع العقاقير المضادة للفيروسات التى تم استخدامها من قبل (Amantadine -Rimantadine) من أجل علاج فيروس أنفلونزا (أ) الوبائى وظهر فيها عنصر المقاومة المناعية لجسم المريض ضدها وبسرعة مما حد من فاعليتها. بل وأنه بعض سلالات فيروس (H5N1) الحالية مقاومة لهذين النوعين من العقاقير. وقد تمر فترة أخرى بظهور أنواع سلالات جديد ة تعوق فاعلية هذه العقاقير من جديد.
ومن العوائق التى تقف أمام فاعلية (تاميفلو - ريلينزا) القدرة الإنتاجية المنخفضة والسعر العالى لكثير من بلدان العالم. وفى الوقت الحالى والذى تتضاعف فيه القدرة الإنتاجية إلى أربع مرات فإن الإنتاجة الذى يكفى لعلاج حوالى 20% من سكان العالم بدواء "تاميفلو" سيستغرق حوالى عقداً من الزمن (العقد عشر سنوات).
لأن مراحل تصنيع هذا العقار معقدة للغاية وتستغرق وقتاً طويلاً والمضاعفات التى شوهدت من الإصابة بالالتهاب الرئوى كانت نتيجة لفيروس أنفلونزا الطيور (H5N1)، ولأن من تداعيات مرض الأنفلونزا الإصابة بالعدوى البكتيرية للرئة فلابد من توافر المضادات الحيوية التى تنقذ العديد من حياة الأشخاص.
وقف انتشار وباء أنفلونزا الطيور/توصيات منظمة الصحة العالمية/استعداد العالم لمواجهة الوباء:
هل يمكن وقف انتشار أنفلونزا الطيور؟ لا أحد يعرف بشكل مؤكد عن إمكانية حدوث ذلك من عدمه وأفضل الطرق للتخلص من الوباء هو القضاء على الفيروس بين الطيور.
كما أن النجاح فى ذلك يعتمد على صفات هذا الفيروس فى مراحله المبكرة والتى لا يمكن معرفتها سلفاً، ويعتمد أيضاً على المراقبة الصارمة للمناطق المصابة والمتأثرة. وإذا كان هناك مضادات للفيروس فإن الأمر يحتاج إلى وقت لإمداد الشعوب باللقاحات، فعلى الرغم من شراء 30 دولة لكميات كبيرة من هذه المضادات إلا أن المصنعين ليس بمقدرتهم الوفاء الفورى بأوامر الشراء .. فى حين أتت توصيات منظمة الصحة العالمية بأن تأخذ بلدان العالم استعدادها من توفير هذه اللقاحات إلا ان معظم دول العالم الثالث لن تستطيع الحصول عليها خلال الفترة الوبائية لانتشار المرض.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأنفلونزا الطيور:
الأنفلونزا عادة ما تكون أكثر خطورة للأطفال الصغار ولكبار السن.
لكن الكثير يعتمد على هل يوجد أى نوع من أنواع المناعة للأنفلونزا عند البعض من الأشخاص أم لا. ومثال لتوضيح ذلك عند ظهور فيروس الأنفلونزا فى عام 1918 كان مميتاً للبالغين الصغار فى السن أكثر ممن هم فوق سن الأربعين، وأتى الاعتقاد بأنه ربما كان هناك فيروس مشابه لذلك الفيروس وانتشر منذ 40 عاماً قد مضت مما أعطى بعض المناعة لهذه الفئة العمرية التى أصيبت به.
أنواع أنفلونزا الطيور:
يوجد أكثر من نوع لفيروس أنفلونزا الطيور .. ونجد أن فيروس (H5N1) قد حظى باهتمام كبير لأنه انتشر على نطاق واسع فى آسيا، حيث كانت هناك أنواع أخرى من فيروسات أنفلونزا الطيور من قبل وانتقلت عدواها إلى الإنسان ومنها فيروس (H7N7) فى عام 2003 وكانت الإصابة البشرية بها فى هولندا وكانت من أعراضه التهاب ملتحمة العين عند الأشخاص المصابين، ومات طبيب بيطرى واحد بهذا الفيروس لكن السلطات الهولندية سيطرت عليه قبل أن ينتشر على نطاق كبير بين البشر.
أكل الدجاج ومنتجات الدواجن الأخرى:
لا ينتقل فيروس أنفلونزا الطيور إذا تم تناول لحم الدجاج أو أى لحوم دواجن أخرى بعد طهيها جيداً (لا يكون هناك أثر للون الوردى فيها)، فالطهى الجيد يقتل الفيروسات فى اللحم والبيض ومنتجات الدواجن.
يعيش الفيروس فى اللحم النيىء، فالنظافة ضرورية وهى أساس الوقاية فغسيل الأيدى وتطهير جميع الأسطح المستخدمة والتى تتصل باللحم شيئاً ضرورياً وأساسياً للوقاية من المرض.
علاج أنفلونزا الطيور:
لا يوجد علاج لأى نوع من أنواع الأنفلونزا، ومع ذلك فإن العقاقير المضادة للفيروسات إذا تم أخذها بعد ظهور الأعراض - مثل ارتفاع مفاجىء فى درجة الحرارة - فى خلال 48 ساعة فهى تقلل من حدة الأعراض.
ونجد أن فيروس أنفلونزا الطيور (H5N1) لا يستجيب مع أنواع العقاقير القديمة لكن الاستجابة أفضل مع عقارى (تاميفلو - ريلينزا).