الجميع يريد أن يعرف سر الوصفة السحرية التي طبقتها حتى صرت في خف الريشة بعد أن كنت أنافس الفيلة والدببة.
أنا شره للطعام بكل المقاييس, وإن شئتم فبالنسبة لكثير من معارفي اعتبر الدليل السياحي لأنواع الطعام وجنسياته والمطاعم المنتشرة هنا وهناك, الكل يسألني إلى أي مطعم يذهبون وأي طعام يجربون, فيأخذني الزهو وأنا أخدم قضيتنا في الشرخ الأوسع عفوا اقصد الشرق الأوسط محذرا إياهم من تناول أي طعام أمريكي, ذلك انه غني عن التعريف أن أي مكان تجتاحه أمريكا تحيله إلى دمار وأطلال, وأظن أن معداتنا في غنى عن ذلك, وقد أنصحهم بطبق لبناني إذ لشدة هضامته لم تتمالك دولة إسرائيل المزعومة وحلفائها الأمريكيين من مد يدهم خلسة لتناول ما يمكن أن تطاله الأيادي, على أن إسرائيل لديها خبرة مسبقة مع أطباق بلاد الشام وهذا ما دفعها إلى محاولة نتش ما يمكن نتشه من لبنان بعد أن أطبقت فكيها على فلسطين بصحونها وأكوابها ولحومها البشرية, وان سألتموني في سياق هذا التسابق على الإطباق الشرقية ِلمَ لم أذكر أطباق العراق, فلأن الحصار الذي عانته العراق منعت أطباقها من الوصول إلى فمي, لكنني أجزم أنه لا يقل عن الأطباق الخليجية لذة وطعامة والدليل هذا التهافت الدموي عليه.
والحقيقة أن للطعام الصيني مكان واضح في قلبي ذلك أنه لا له ولا عليه.. طبق حيادي خفيف على المعدة وعلى الجيب في آن واحد, ولا تسأل عن الطبق الإنكليزي إذ أن أصحابه عافوه وراحوا ضيوفا ثقالاً على مائدة العراق, ولو كان فيه خير ما رماه الطير كما يقول المثل.
المهم في كل هذا حميتي, حميتي التي تهافت المئات بل الآلاف من البشر لمعرفة أدق تفاصيلها في محاولة للوصول إلى الرشاقة التي هي مطلب إنساني لا تعاقب عليه الأمم المتحدة ولا تعترض عليه أمريكا حتى أنها لا تستخدم حق الفيتو في منعه أو القضاء عليه من مبدأ حضاري مهم وهو أن مظهر الإنسان الشخصي بدءا من الشورت حتى ورقة التوت مروراً بجميع الأوزان التي ترتديه سواء ثقيلة أم خفيفة حتى أوزان الدمار الشامل تعتبر حرية شخصية جداً ما لم تقترن بأحد الشرين المستطيرين اللذين يؤرقا مضجع أمريكا الهانئ عادة براحة البال والضمير, هل عرفتوهما...إنهما منبع الإرهاب...اللحية والحجاب, فما لم تكن مرتكبا لإحدى الكبيرتين الممنوعتين في اللوبي الصهريكي يجوز لك أن تتضور جوعاً حتى الموت سواء كنت في حمية إجبارية لا يعيرونها اهتماماً إذ أنها من دواعي الرشاقة وحفظ الموارد البيئية كما في الصومال والسودان وحتى العراق، أو حمية اختيارية كما في حالة الكثيرين والكثيرات.
المهم أنتم في لهفة للحصول على حميتي أليس كذلك؟!
إذن اعلموا أن من أهم شروط حميتي أن تكون إنساناً عربيا أو مسلماً ذا ضمير حي وحاضر الإحساس وقد تنفع أصحاب العروق والجنسيات الأخرى إن كان لديهم حس إنساني عال, أشعر إنني أطلت كثيراً وقد تقتلوني غيظاً, حسناً حميتي باختصار عبارة عن إجراء واحد بامكانكم تكراره حسب الحاجة وحسب الوزن المطلوب التخلص منه, فتح قناة الأخبار قبل كل وجبة, أتحداكم إن وجدتم حمية أشد مفعولاً منها.
--
لبنى ياسين
كاتبة وصحفية سورية
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو فخري في جمعية الكاتبات المصريات