حق العودة أم عودة الحق

2009-03-12
 ( قبل فنجان القهوة)

هل الحق يعرف بالرجال أم الرجال تعرف بالحق، مقولة جميلة طالما سمعناها، وما أجمل أن تستخدم في موقعها فتكون بهذا هي الحق أصلاً، طبعا لا يخالفني أحد على أن الرجال تعرف بالحق، وهذا يقودنا إلى أمرين: الأول البحث عن الحق أياً كان موقعه أو أرضه أو جنسه، والثاني التمسك بالحق كي يكون ميزانا ومعيارا للحكم على الأمور.

لربما هذا الميزان قد غاب كثيراً عن أجندة البعض ممن يقود الأمة فضلاً عن معظمهم على وجه العموم، أما في مقامنا هذا فوجه الخصوص لقضية فلسطين المباركة وتحديداً للأرض والعودة إليها.

الجميع يطالب في هذه الأيام بحق العودة وأنا أطالب بعودة الحق كي يثبت حق العودة، مع علمنا أن حقوق الإنسان يتغنى بها كل من ظلم الإنسان، كما تتربع هذه الكلمة على عرش الكلمات الدستورية في معظم دول العالم، بل أصبحت هذه الكلمة تستخدم لتغييب الحقوق حيث كثرت الهيئات المسماة بذات الاسم أو تحتوي بعضاً منه، لكن الذي نقصده في مقالنا هذا غير الذي نستطرد به وإن كان قد اتحد بالوصف وأدى اختلاف المدلول لذات النتيجة التي نقصدها ألا وهي تغييب الحقوق.

حقيقة سعدت أن يكون لدينا نحن الفلسطينيين من يطالب بحق العودة، وأكون أسعد لمن يؤكد لنا عودة الحق وإقراره، لأن الفهم هو أساس لكل القضايا، ففي الأمر الأول يمرر من يستطيع أن يثبت واقعاً لعدم العودة المتوقعة وقد يواصل أو يكتفي، أما في حالتنا فنحن نواصل السير خطوة تلو الخطوة مع علمنا ويقيننا أن الطريق طويل وأن الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة، وما هذا الجهد إلا البداية. نتطلع الى أمل مشرق نتعاهد على السير فيه قدما نحو العمل..

فهناك من يقدم النفس - مقاوماً للمحتل الغاصب - وهي أغلى ما يملك، وهناك من يقدم البيت والأرض تضحية وإخلاصاً لله أولا ومن ثم محافظاً على وجوده داخل تلك الأرض المباركة. ونحن نعلم جميعاً أن من أقل الواجب أن نقف احتراماً وإجلالاً لهذا الشعب الأبي الذي علمنا كيف تُصنع القادة، أطفال ابتدأوا المشوار عمالقةٌ، صغارا بأجسامهم كبارا بعقولهم، علمونا كيف أن لكل شعب حكاية لها بداية ولها نهاية، ونهاية مشوارنا هو النصر بإذن الله.

فنحن نحتاج لرد الجميل لأجدادنا وآبائنا أولاً ولأطفالنا وإخواننا ثانياً، فحافظَ الأوائل على الأرض ولم يفرطوا بها حيث بقي لدينا صكوكها وكواشينها ثابتة صامدة، وبقي الأبناء يقاومون المحتل، فهنيئا لكل من نال شرف المرابطة على تلك الأرض.

وأحد أشكال رد الجميل هو التمسك بصكوك وكواشين هذه الأرض المباركة فضلاً عن الأرض ذاتها، حيث نكمل المشوار قبل فنجان آخر.

لذا إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعبا يستحق الحياة.

مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة.
الرياض: د. منصور سلامة
mansour_salamah@yahoo.com

د. منصور سلامة

الارض المقدسه -  طولكرم

Dr.mansour_sal@yahoo.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved