يُحتفل في السادس من شباط من كل عام ، باليوم العالمي لمناهضة ختان النساء أو ما يُسمى باليوم الدولي لعدم التسامح إزاء تشويه الأعضاء التناسلية الإنثوية ( خِتان البنات )، من أجل التوعية بتلك الممارسة الضارة .
وقد تم الإعتراف بإن تشويه الأعضاء التناسلية الإنثوية يُمثل ممارسة ضارة وإنتهاكاً صارخاً لحقوق النساء والبنات الأساسية . ويمكن تلخيص وتعريف حقوق الإنسان بإنها الحقوق والحريات المُستحقة لكل شخص لمجرد كونه إنسان ويستند مفهوم حقوق الإنسان على الإقرار لجميع أفراد الأُسرة البشرية من قيمة وكرامة أصيلة فيهم . فهم يستحقون التمتع بحريات أساسية معينة، وبإقرار هذه الحريات، فإن المرء يستطيع أن يتمتع بالأمن والأمان ويصبح قادر على إتخاذ القرارات التي تُنظم حياته .
إن اليوم العالمي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث ( خِتان الإناث ) يُعتبر يوم توعية عالمي ترعاهُ اليونسيف في 6 / فبراير/ من كل عام، والفكرة جاءت من ( ستيلا أوباسانجو ) في مؤتمر اللجنة الأفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية والتي تؤثر في صحة المرأة والطفل وذلك في عام 2005 ثم عَمِلت الأمم المتحدة بالسعي لجعل العالم يَعي مدى خطورة خِتان الإناث وتعزيز القضاء على ممارسة هذه العادة الضارة والخطيرة التي تتعرض لها في كل 15 ثانية طفلة بريئة في مناطق مختلفة من العالم .
وتعتبر جمهورية مصر العربية في الصدارة ثم اثيوبيا ونيجيريا والسودان حيث تُمارس هذه الظاهرة الخطيرة بشكل يومي وعلى نطاق واسع وتُستعمل فيها ارخص انواع الأدوات البدائية والتي لا تتعدى ( السكين والمِشرط ) حيث تتعرض فيها الفتيات في اغلب الحالات الى الأذى الجسدي والنفسي وأحياناً الى الوفاة، حيث جاءت حالة ( الطفلة بدور ) التي كان مقتلها في 2007 صرخة مدوية تُطالب بالإنتباه الى هذا الخطر المستشري والذي يُهدد الفتيات في مِصرَ واعقبهُ في العام 2008 سًن قانون تجريم لهذه الممارسة حيث يُعاقب بالحبس لمدة تتراوح بين ثلاثة اشهر والسنتين وسحب إجازة ممارسة الطب وكذلك بغرامة تتراوح بين الألف وخمسة الآف جنيه مصري لكل من يروج لهذه الظاهرة حيث تٌقدر نسبة الإناث اللواتي تعرضن لهذة الكارثة حوالي 91% . ولم تتوقف الحالة عند (بدور) بل اعقبتها (سهير) إبنة الــ 13 ربيعا حيث عوقب الطبيب بالحبس وتم سحب إجازة ممارسة الطب منه ، وغيرهن كثيرات.
وعلى الرغم من مرور عشرةُ اعوام على تدشين (اليونسيف) ، اليوم العالمي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في 6/ فبراير من كل عام ،إلا إن التوعية بمدى خطورة هذه الممارسة الخاطئة والضارة لازالت قليلة والخُطى حثيثة جدا .
إننا كنساء في التيار الديمقراطي العراقي- استراليا نضم أصواتنا ونساند كل الجهود المبذولة من اجل التوعية بضرورة التوقف وإنهاء هذه الظاهرة جذريا مع كل منظمات حقوق الإنسان التي تسعى بأن يحيى الإنسان في الحياة بسلام وأمان وطمأنينة وأن تنشأ الطفولة خالية من العقد النفسية والإنتهاكات الجسدية