يعاني البعض من عدم تحمل مواد غذائية معينة، لكنهم عادة ما يقعون في خطأ عدم التفريق بين أعراضها وأعراض الحساسية تجاه بعض الأطعمة. فما هو الفرق؟ وكيف يمكن اختبار الإصابة بأحدهما؟
Symbolbild Neurodermitis
يتزايد الإقبال على المنتجات التي تخلو من الجلوتين والفركتوز واللاكتوز، ففي عام 2012 ارتفعت مبيعات المنتجات التي تخلو من مادة اللاكتوز بنسبة 20 بالمائة في ألمانيا. وبالرغم من ذلك، وبحسب صحيفة بيلد الألمانية، فإن حوالي 80 بالمائة من هؤلاء المشترين لا يعانون من مشكلة عدم تحمل مادة اللاكتوز.
وهذه هي أهم المكونات التي قد تتسبب في الإصابة بمشكلة عدم قدرة الجسم على تحمل هذه المواد:
مختارات
الهستامين: هي مادة موجودة في المشروبات الكحولية والأطعمة الفاسدة كالأسماك واللحوم. ومن أهم أعراض عدم تحمل الجسم لمادة الهستامين هو احمرار الوجه والشعور بالحمى. وقد يصل الأمر إلى عدم انتظام ضربات القلب، وآلام في المعدة.
الفركتوز: هي مادة موجودة في الفاكهة والعسل والمربى، ومن أهم أعراض عدم تحمل الجسم لمادة الفركتوز هي الإسهال والغازات. وعادة ما تحدث آلام في البطن بعد ما بين 30 إلى 90 دقيقة بعد تناول أطعمة تحتوي على الفركتوز.
اللاكتوز: وفي مادة موجودة في منتجات الألبان بجميع أشكالها. ومن أهم الأعراض: الإسهال والغازات وآلام المعدة.
الجلوتين: وهي مادة موجودة في الحبوب والمعكرونة والبيرة وبعض مواد التجميل (مثل معجون الأسنان). وهي تماثل أعراض اللاكتوز.
هل تكون آلام المعدة دائماً علامة على عدم تحمل الجسم لأطعمة بعينها؟
لا، مشاكل الهضم (الغازات، الإسهال، الإمساك، آلام المعدة) قد تكون علامات لعدم تحمل الجسم لأطعمة بعينها ولكن ليست هي الأعراض الوحيدة ولا تعني ذلك فقط. فهناك العديد من الأعراض الدالة على عدم تحمل الجسم لأطعمة بعينها. وقد تتنوع هذه الأعراض ما بين الإصابة بالنعاس بعد الأكل وقد تصل إلى الإصابة الصداع أو خفقان في القلب بل قد يصل الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب.
إذا ما كان هناك شك في عدم تحمل الجسم لأطعمة بعينها، ما الذي يجب فعله؟
حاول تجنب أطعمة بعينها (مثل منتجات الألبان أو الفاكهة) على مدار عدة أسابيع. فإذا ما تحسنت تلك الأعراض أو قلت أو اختفت فلابد من الذهاب إلى الطبيب لتأكيد ذلك.
وكيف يمكن التفريق بين عدم تحمل الجسم لأطعمة بعينها وبين الحساسية للأطعمة؟
عدم تحمل الجسم لأطعمة بعينها يتأتى بسبب نقص في إنزيمات في الجسم لهضم هذه الأطعمة أو لامتصاصها، بينما تنشأ الحساسية بتفاعل الجسم مع مكونات البروتين، فينتج الأجسام مضادة ويفرز مادة الهيستامين. ويُنصح المصابون بالحساسية بالامتناع تماماً عن تناول هذه الأطعمة. أما من يعانون من عدم تحمل الجسم لها لنقص الإنزيمات في الجسم فيمكن الإقلال من تناولها، ولكن الجسم لديه قدرة على تحمل كمية معينة منها.
وهناك فرق بين اختبار الحساسية لأطعمة بعينها واختبار عدم تحمل الجسم للأطعمة، ففي اختبار عدم تحمل الجسم للأطعمة يقوم الطبيب باختبار الغازات في النفس بعد تناول أطعمة معينة. والفيصل هو وجود الهيدروجين في نفس المريض. فالهيدروجين يتكون من البكتيريا الناشئة من عدم امتصاص الأمعاء الدقيقة للأطعمة. فإذا ما زادت نسبة الهيدروجين في النفس بعد تناول وجبه بعينها، يمكن الجزم بعدم تحمل الجسم لهذه الأطعمة.
أما اختبار الحساسية، المعروف لدى البعض، فيتم عبر وخز جلد المريض عدة مرات بمواد مختلفة لمعرفة تفاعل الجسم مع هذه المواد وإذا ما كان الجسم ينتج مادة الهستامين.