حرب لبنان بعين تونسية في فيلم وثائقي

2007-12-01
براهم يقدم شهادات وثائقية حول حرب تموز


الموسيقار انور براهم يعرض في اول تجربة سينمائية له 'كلمات ما بعد الحرب' في افتتاح مهرجان الفيلم الوثائقي بتونس.

 لقي فيلم "كلمات ما بعد الحرب" للموسيقار التونسي انور براهم في اول تجربة سينمائية له عن الحرب الاسرائيلية على لبنان صيف 2006 استحسان الجمهور لدى عرضه الاربعاء في افتتاح "اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي".

وهذا العرض هو الاول للفيلم امام الجمهور التونسي الذي لم يكل من التصفيق طيلة فترة العرض التي استغرقت قرابة الساعة في المسرح البلدي وسط العاصمة التونسية.

وقدم انور براهم شهادات لمثقفين واعلاميين لبنانيين حول تداعيات الحرب الاسرائيلية بينهم العلمانيان الشاعر عباس بيضون والروائي الياس خوري اللذان تحدثا عن الدور البطولي لحزب الله في التصدي للعدوان رغم اختلافهما الايديوليوجي معه.

وركز براهم على قسمات وجه بيضون الذي بدا عليه التأثر الى حد البكاء لان "المقاومة اعادت اليه مواطنته".

كما تضمن شهادات لكل من الصحافي بيار ابي صعب والمهندس المعماري برنار خوري ومؤسس صحيفة "الاخبار" الراحل جوزيف سماحة الذي اهداه المخرج هذا العمل.

واستجوب براهم كذلك المغنية اللبنانية ريما خشيش التي تحدثت عما عانته من اضطرابات نفسية خلال الحرب.

من جهتها روت الراقصة المسرحية هانية مروة كيف تحولت رغبتها الكبيرة في مغادرة لبنان لعدم قدرتها على تحمل مشاهد الدمار والخراب واشلاء الموتى وصراخ الجرحى الى رغبة في البقاء معتبرة ذلك "شكل من اشكال المقاومة".

وبالتوازي مع هذه الشهادات جالت كاميرا المخرج في انحاء مختلفة من لبنان لتقف على حجم الدمار.

وقال براهم بعد انتهاء العرض "الحرب على لبنان آلمتني واستفزتني فحملت امتعتي ورميت كما يقال بنفسي في الماء في محاولة عفوية لايجاد تفسير لما يحدث في لبنان الذي زرته لاول مرة عام 1994 فترك في نفسي احساسا غريبا شبيه باحساس الاب لابنه".

واضاف "كانت تجربة شيقة وممتعة حاولت خلالها ان اكون قدر المستطاع وفيا لما قيل من مواقف ادهشتني".

وانور براهم من مواليد 1957 وتخرج من المعهد العالي للموسيقي في تونس والف العديد من موسيقى الافلام السينمائية التونسية. واصدر ثمانية البومات اكسبته شهرة عالمية.

وقبل ذلك عرض المهرجان فيلم "المغامر" للمخرج التونسي رضا الباهي حول التجربة السينمائية للمنتج التونسي البارز أحمد بهاء الدين عطية الذي رحل في 11 أغسطس/اب الماضي.

وعلى مدى 26 دقيقة روى الباهي كفاح عطية من اجل النهوض بالسينما التونسية مدعما ذلك بشهادات لبعض المنتجين والمخرجين العرب الذين تعاملوا مع عطية على غرار التونسي نجيب عياد والفلسطيني رشيد المشهراوي.

وعطية كان وراء بروز العديد من المخرجين والمخرجات التونسيين كما تولى رئاسة جمعية السينمائيين التونسيين، وكان من المؤسسين الرئيسيين لمنظمة منتجي الأفلام المتوسطيين.

ومن الافلام التي انتجها بهاء الدين عطيه، فيلم "حلفاوين" للمخرج التونسي فريد بوغدير، و"ريح السد" للنوري بوزيد كما قام بانتاج فيلمي "باب المقام" و"الليل" للمخرج السوري محمد ملص. كذلك انتج عطية فيلم "البحث عن عائدة" للمخرج التونسي فاضل الجعايبي الذي يتناول جوانب من القضية الفلسطينية.

وكان عطية يملك أكبر شركة انتاج في تونس "مؤسسة سيني تلي فيلم".

ويشارك اكثر من سبعين فيلما من 16 بلدا في الدورة الثالثة للمهرجان الذي تنظمه جمعية "ناس الفن" هذا العام تحت شعار "صوت النظرة" والمستمر حتى السادس من ابريل/نيسان الحالي.

ومن الدول المشاركة الى جانب تونس، لبنان ومصر والجزائر والاردن وفلسطين والمغرب والسنغال وتشيلي والولايات المتحدة وفرنسا وفلندا وبلجيكا وسويسرا والمانيا وكندا.

ومن ابرز الافلام العربية المشاركة "ظل الغياب" للفلسطيني نصري حجاج "وانا فلسطيني" لاسامة كاشور و"زاد ملتقى" للبنانية ليلى كيلاني و"لكل فلسطينية" لنادين ناوس و"لون التضحية" للمغربي مراد بوسيف.

وتشارك تونس في هذه التظاهرة السنوية باكثر من عشرة افلام من بينها "حكايات حية" للفيتوري بلهيبة و"ساموراي الصحراء" و"نجم الساحل بطل افريقيا" لمختار العجيمي و"اولاد لينين" لنادية الفاني و"عزيز نافذة الخطر" لجلال بالسعد.

ويكرم المهرجان المخرج التونسي المقيم في فرنسا مصطفى الحسناوي من خلال عرض افلامه الوثائقية وبينها "الكتابة تحت المراقبة" و"القاهرة: ام وابناء" و"عندما تغني المراة" و"جميلات غريبات فلسطين".

كما يكرم المخرجة الفرنسية آنييس فاردا.

وينظم على هامش التظاهرة لقاء حول "الوثائقي في مواجهة تحد جديد: الهاتف الجوال".


ويختتم المهرجان بفيلم "جاك فيرجيس.. محامي الرعب" للمخرج الفرنسي باربت شرويدر الذي يروي قصة هذا المحامي المعروف والمثير للجدل الذي اشتهر بمرافعته العنيدة امام القضاء الاستعماري الفرنسي لانقاذ المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد من الاعدام قبل ان يتزوجها.

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved