حسين عبد اللطيف ..... لست وحدك
الاربعاء 10 / 9 / 2008
" قليلون هم الذين يتحلّون بالفضائل ،
القادرون ان يواجهوا اعلى المزايدات "
( جورج واشنطن )
يا حسين ، لست وحدك .
قبل ان ابسط شأن الشاعر الاديب ، رئيس اتحدا كتاب البصرة السابق ، اخي حسين عبداللطيف ، تقتضي الامانة العربية والخلق الاسلامي ، الاشارة الى المواقف النبيلة التي اتخذها زملاؤه واخوته الشعراء والادباء والاعلاميون العراقيون ، في الداخل والخارج ، وكذلك وسائل الاعلام العراقية على تعدد مستوياتها واتجاهاتها .وخصوصا القاص فبصل عبد الحسن ( المغرب ) ، وديع شامخ ( استراليا ) والزملاء في البصرة الفيحاء : احسان السامرائي ، عبدالملك عاشور ، هلال الهلالي ، جاسم العايف ، عدي صالح العلي ، وخالد خضير ، قناة الشرقية الفضائية وجريدة الزمان ، وموقع الجيران وكتابات .. وغيرها .
كما تقتضي هاتان الخلّتان الفريدتان : الامانة العربية ، والخلق الاسلامي ، الاشارة الى موقف جهة رسمية بعينها ، سمعت بها من بعض الاعلام العراقي ، بأن رأس تلك الجهة الرسمية ، وهو رئيس الوزراء الحالي ، تكفّل بأمر متابعة الوضع الصحي لصديقنا واخينا الشاعر حسين عبداللطيف ، فأخذ بعض وسائل الاعلام العراقي ، وهذا من طيبة بعضنا وشيمتهم ، يمتدح هذا الموقف الرسمي .
لكن الانصاف يقتضي ، كما الامانة العربية والخلق الاسلامي والانساني ، التنويه بأن الاخ القاص محمد خضير ، والاديب الاستاذ محمود عبد الوهاب ، كانا في اول صف الذين نبهوا الى الوضع الصحي المتردي للاخ العزيز حسين عبداللطيف ، وان مرض السكري ينهش احدى قدميه ، وان عملية جراحية باتت مطلوبة ، بل وسريعة جدا ، لأيقاف " الغرغرينا " عند هذا الحد من الخسارة .
لقد كنا نحن الثلاثة ، محمد خضير ، ومحمود عبد الوهاب ، والفقير السعيد ، على اطلاع اولي ومبكر بالوضع الصحي للاستاذ حسين عبد اللطيف ، وكان بيننا اكثر من اتصال هاتفي في شأن هذا الوضع . كما انني شخصيا كنت على اتصال بالاخ حسين عبد اللطيف ، من اجل العمل الهاديء والصموت لأنهاء الحالة الراهنة في احدى قدميه عند حدها .. وكان الاخ حسين يوصيني بالتريث لانه يثق باطبائه ،، حتى جاءت المبادرة الرسمية التي سمعت بها من بعض وسائل ىالاعلام العراقية ، فتأكد لي ان الخلق العراقي ، وشيمة ادباء العراق ومثقيه واعلامييه ، ليستا في حاجة الى اي اختبار .
لكن الذي تبين ، مع الاسف الشديد ، ان شيئا لم يتخذ لنجدة الاخ حسين ، من قبل المؤسسة الرسمية . ولقد اخبرني اخي حسين عبد اللطيف في ساعة مبكرة من صباح يوم امس، وبعدالافطار ايضا ، من مرقده بمدينة الطب في بغداد ، ومن منزله في البصرة ، انه عائد الى البصرة ، بصحبة ابنه حازم ، وانه سيواجه المرض الغادر، بين اهله واخوته وزملائه .
حسنا فعل حسين عبد اللطيف ، الذي اسمه مع اسم السياب والبريكان ومحمود عبدالوهاب ومحمد خضير ، والكوكبة من ادباء البصرة الاعزاء ، يشكل علامة مشرفة ومضيئة على دروب مسيرتنا الادبية والثقافية ،بقراره بالعودة الى البصرة .
يا حســـــين .... !
لست وحدك ..... !!
اليوم ، في صباح يوم بصري مفعم بالاخوة والتضامن ، سيتم بتر الغرغرينا من احدى قدميك ، وانت في اوج ثقتك بنفسك ، وحولك ام رسال وابنائك وبناتك .
ومعك ايضا ـ اخوتك الذين تعرفهم ـ وعرفتهم سابقا حق المعرفة . وهم ان انتظروا قليلا ان يفي من وعد بوعده ، فهذا من باب فضائلهم ، ومن ابواب معارفهم .
فتوكل على الله ، اخي حسين ، ولن تطول محنتك ، بعون الله .
اخي حسين ، لست وحدك .... والله .
جمعة اللامي
الشارقة ـ ميسان
www.juma-allami.com