برحيله يوم 6 كانون الثاني 2002، فقد الوسط الديمقراطي العراقي وجها بارزاً من وجوهه. انه الشخصية السياسية الوطنية والقانوني المتميز الأستاذ حسين جميل.
كان للراحل حضور مشهود في حياة البلاد السياسية منذ يفاعته في العشرينات من القرن المنصرم, وكان مشاركاً في تأسيس "جماعة الأهالي" في الثلاثينيات الماضية، وكذلك في نشاط الحزب الوطني الديمقراطي قبل ثورة 14 تموز 1958 وبعدها.
كان حسين جميل محامياً بارزاً, وقد أنتخب نقيباً للمحامين عام 1953، وأسهم في الدفاع عن المعتقلين الوطنيين والديمقراطيين أمام المحاكم المدنية والعسكرية أيام العهد الملكي المباد، وصار عضوا في مجلس النواب -عهد ذاك- لأكثر من دورة.
استؤزر حسين جميل بصفة شخصية في وزارة علي جودت الأيوبي - كانون الأول 1949 أيام كان الحزب الوطني الديمقراطي مجمداً، وسعى إلى إصلاح بعض النظم والقوانين من موقعه كوزير للعدل، غير أنه لم يوفق، اذ استقالت وزارة الأيوبي بعد أقل من شهرين بفعل مناورات البلاط ونوري السعيد.
كما استؤزر في شباط 1959 بعد استقالة الوزراء القوميين من حكومة الثورة. غير انه سرعان ما استقال لأن الزعيم عبد الكريم قاسم ألغى قراره بتعطيل جريدة "اتحاد الشعب", معتبراً الإلغاء أمراً غير مبرر لأنه مارس صلاحياته باعتباره وزيراً للإرشاد.
ألف الراحل وكتب الكثير من الكتب والأبحاث القيمة، التي أغنت المكتبة القانونية والسياسية. والمعتقد أنه ترك مذكرات قيمة، حبذا لو قام ورثته بإخراجها إلى النور, للكشف عن الكثير من جوانب الحياة السياسية في العراق، طوال حياته الحافلة، والمضاءة بـ93 شمعة.
(عن وكالة ماتع الإخبارية)