حسين العسّـاف يحاورالشاعرة السوريةانتصاربحري

2008-01-21

هواياتها //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a160445f-8679-4b7d-a97a-d1ce96334640.jpeg متعددة، مواهبها متنوعة،. انتصاربحري فنانة: اتبعت دورات خارج القطر في إخراج المسرح الإيحائي التعبيري، ولها عدد من المسرحيات: (عندما تنطلق الحجارة ـ طريق العنبرـ إلخ) من إخراج المهرجانات الرياضية، ونالت شهرة واسعة في هذا الميدان، تهوى لعبة(التـنس)، وكانت من بطلات سورية مدة عشرين عاماً في المنتخب الوطني، وكانت آخر مشاركاتها(دورة البحرالأبيض المتوسط)، وتعمل في ميدان الديكورات وتصميم الأزياء، وهي شاعرة،جابت أصقاع الدنيا سفيرة لبلدها سورية، رفعت اسمها عالياً في كل ميدان فازت فيه. تغربت، وتنقـلت من بلد إلى آخر، وذاقت مرارة الغربة، فهي، كما تصف نفسها، من سكان الأرض، تقيم حالياً بين ألمانيا ودبي وسورية، ولدت في مدينةحمص، وتلقت تعليمها في مدارسها، حصلت على دبلوم في التربية الرياضية. وهي خليقة أن يجرى معها حوار، أو يفتح لها ملف في كل ميدان أبدعت فيه، ومن بين ميادينها المتعددة التي تفوّقت فيها أختار ميدان الشعر، فهي مهجوسة به، يسري في عروقها، وأنا لم أسمع بهذاالاسم إلا حين أسهمت انتصار في الأمسية الشعرية بالمركز الثقافي في مدينتنا الحسكة خلال شهر أيارالحالي، وأي إسهام؟ كان متميزاً، له نكهته الخاصة.  حيث تذوّق جمهور مدينة الحسكة في هذا الصوت الأنثوي القادم إليه من مدينة ابن الوليد وديك الجن، جمال الشعر وروعته بعد أن نفرّته منه الأصوات المتعاقبة على مركزه الثقافي، وأغلبها من محافظة الحسكة. إطلالة محببة إلى النفس وحضور آسر، استبد صوتها الرخيم العذب بامتلاك أسماع جمهورالحاضرين وقلوبهم، وتحول إلقاؤها إلى معزوفة موسيقية، أطربت الحاضرين في إنشادها بل غنائها القصائد التالية:(وسافرنصف الكلام، ضماد من حريرالغناء، رباعيا ت)، تظافرت في هذه المعزوفة موهبة الشعر وتزاحم الصوروالرمزوالإيحاء وجمال الأسلوب وتغريد الإلقاء، خطفت من غيرها أضواء لا تهرول إليها، وأحرج تألقها في هذه الأمسية غيرها من المشاركين، فأربكت بعضهم حتى تمنى لو أنه لم يشارك. كان لي الحوار التالي مع الشاعرة انتصاربحري:


س: نتع//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/fb8adc2e-21f1-4b8c-a1c7-281d1020deac.jpeg رف إلى بداياتك في كتابة الشعر، من دفعك إليه؟
ـ البدايات في كتابة الشعركانت منذ المرحلة الإعدادية، مدرّساتي في اللغة العربية أول من شجعنني على الكتابة، ثم الدكتورحسام الخطيب والشاعـرشوقي بغدادي وعبد القادرالحصني، وأنا أعتـز أنني تتلمذت على أيديهم.
س: بمن تأثرت من الشعراءالقدامي والمحدثين؟
 - تأثرت بالشاعرالمتنبي وأحمدشوقي ـ بدرشاكرالسياب ـ عبد القادرالحصني وكذلك أدونيس.

س:ما الدواوين الشعرية التي قرأتها؟
 - قرأت الكثير من الدواوين، ولازلت.
س:كيف ترين مستويات الشعراء السوريين؟
 - يتأرجح الشعـرعلى مستويين: الجيد والرديء، مثله مثل كل المساحات الشعرية في الوطن.
س: بماذا تفسرالشاعرة السورية انتصاربحري إعراض الناس عن حضور الأنشطة الثقافية في المراكزالثقافية، لا سيما الأمسيات الشعرية؟
 - أسباب إعراض الناس عن حضورالأنشطة، تبدأ بالتقصيرالإعلاني أولاً، وثانياً الشعرالرديء، لا يستقطب المثقفين.
س: ما الشروط الضرورية التي ينبغي توفرها بنظرك في الشاعـر الناجح؟
 - الشروط التي أراها ضرورية في شخصية الشاعـر الناجح، هي:
أ ـ النص الشعري الجيد.
ب ـ المقدرة على الإلقاء.
ت ـ الحضور المحبب والقدرة على التواصل مابين أجواء القصيدة والجمهور.
ث ـ الدخول إلى عالم القصيدة بعمق والانصهاربالنص شكلاً ومضموناً.
س: نتعرف إلى نشاطك الشعري ، إن في مدينتك حمص أو في سائر المحافظات السورية، وقد كان لإسهامك المتميز في الأمسية الشعرية التي أقيمت في المركز الثقافي بمدينة الحسكة أثر طيب في جمهور الحاضرين. 
 -  منذ شهرين كانت لي أمسية في ألمانيا ـ ميونخ (رابطة المغتربين العرب) ـ اتحاد الكتا ب العرب.
وعند العودة للوطن، أقمت أكثر من أمسية في محافظة حمص ـ تدمرـ صدد(احتفا لية أبي فراس الحمداني)، كان مهرجاناً جميلاً وموفقاً، ثم مشاركتي في مهرجان الشعراء الرابع في مدينة القامشلي، ثم الأمسية الأخيرة التي كان لها وقع جميل في نفسي بمدينة الحسكة، حينها كـنت أحلق في عالم القصيدة بلا تحفظ، بلا تردد. كان جمهور مدينة الحسكة جمهوراً رائعاً مثقفاً منصتاً بتعمق، أتاح لي فرصة الفوز باجتياح منا خ القصيدة دون خجل، تحدثت عن الحب بطلاقة وعلوـ تحدثت عن الوطن بحزن وحنين ـ دخلت محراب القصيدة:
بخفـين من مخمل كي لا يفيق القمر


تذكرت وقع الكلام
وكان بيني وبينهم نحل
يلم رحيق الشفاه
ويغـرق في فضة من أمان
وأعلم أنّ في هذه البلاد التي هي بلادي جمهوراً مستمعاً مثقفاً.
يتأرجح ما بين النقد والكتابة، وأعلم
أني آتية من الملح والرمل كي أقص عليهم
فصول عذابي، وأمضي بهذا الحنين إليهم
س:ما الموضوعات التي أخذ ت حيزاً واسعاً في قصائدك الشعرية أكثر من سواها، ولماذا؟
 -  الحب والبوح ـ الوطن ـ الاغتراب. تحدثت عن العاصي مطوّلاً:
س : هل لك أن تسمعينا شيئاً مما قلته عن مدينتك حمص وأنت في ديارالغربة؟
 - نعم!
أحجارك السود بالهدبين أمسحها
رفقاً، وأخشى عليها اللمس يجرحها
مرمية في دروب الناس مهملة
يا ليت تعلم أن القلب مطرحها


تحدثت عن آلام البلاد( الوطن)، وكا نت لي قصيدة بل ملحمة جديدة(ليلة الحنّاء)، سكبت فيها عصارة تجربتي الشعرية، هي أحب القصائد إلى قلبي، وبها أعتز، فقد زاوجت بين بعض الأشكال الأدبية، ووظفت فيها السرد والنجوى والحوار والرمزفي عمل درامي ، آلفت في مقاطعها من حيث الشكل بين شعر التفعيلة والشعر العمودي، أرجو أن تأخذ حقها من اهتمام النقاد بها دراسةً وتحليلاً. القصيدة تحكي ليلة اغتصاب بغداد، فكم من فتاة وفتاة اغتصبتها شهوات نتنة ، حقيرة، ورمتها ممزقة على جسد التراب، أقول في بعض مقاطعها:


لماذا نصحوبين فؤوس الحطابين؟
أعود إلى مطلع الشعرهذا المساء
وأذكرتلك العروس
وليلتها البكـر
أذكرأنهارها
أتذكرحجارها
أتأمل تاريخ أيامها
وهي تغزل أقمارها
للشهور
وأسرارها للعصور
وأسأ ل: من أين جاء السواد؟
وكيف اعتراها الحداد؟
يانازف الجرح في " مدن الملح"
أيام في الخليج لن تستعاد
في زمن الرماد
ــ ــ ــ ـ ــ ـ
إذا الماء لم يسق واحات نخل
وقصّـرنهرالفـرا ت
وأوغـل (دجلة) في الحزن
حتى النحيب
فكيف نسيغ الطعام؟
وكيف نسيغ الشرا ب؟
ــ ــ ــ ـ ــ ـ
الجند الأغراب
يقتحمون الأبواب
يعلو الذعر، وتذوي أغصان النسرين
والأطفال حيارى
من ذعر يبكون، ويبتهلون
فيا ربّاه متى ستعود البسمة للأولاد؟
ويشمخ نخل بغدا د
متى سيعود صلاح الدين؟

س:ألديك أعمال مطبوعة؟
 -  لدي مجموعتان شعريتان:

1ـ حروف وأحجار كريمة
2ـ وسافرنصف الكلام(صادرعن اتحاد الكتاب العرب)
3ـ الراعية والليل ـ قيد الطبع.
وحتى الآن مازلت في عالم ومناخا ت الشعـرفقط.
س :هـل ترين لغياب حركة النقد أثراً في ركود الشعر بسورية؟
 -  نحن في حاجة إلى أقلام حرة وعقـول ناضجة ممتلئة بالوعي والعلم والإلمام بالنقد، لأننا أمام أكداس من الأدب المزيّـف والقصائد الخالية من الشاعـرية، التي لا إحساس فيها، ولا روح، وما أكثر خريجي اللغة العربية في البلاد! وما أكثر المرتزقة! وما أكثر المقلدين! إنّ غياب النقاد عن ساحة الشعر والأد ب بشكل عام، هو الذي أدى إلى هذه الفوضى من الحواس.
وشكراً للكاتب والباحث السوري الأستاذ حسين حمدان العسـّـا ف على اهتمامه بي.

الحسكة: الخميس 29 أيار 2008 حسين حمدان العسّـا ف
كاتب وباحث سوري

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved