هو" الذي تحت خط الجوع
القناعة: حجر الفلاسفة، الذي يتحول إلى ذهب"
(من مأثورات الشعوب)
"هو" أنا وأنت.
"هو" أيضاً، هم، وأولئك، وأنتم.
ميزة "هو" أنه يلخصنا جميعاً، كنوع، وكأفراد نستحق المساواة. أليست دساتيرنا الوضعية، تقول إننا متساوون أمام القانون؟
ولكن "هو" قانع ومؤمن.
ولكن، تمهلوا قليلاً، أيها المعترضون، أو المعارضون، لأننا سنقول إن رب العزة قال بما هو أكثر صراحة من الدساتير الوضعية، وأعلن بما هو أكثر شفافية من دعاة "الشفافية العالمية" شرقاً وغرباً.
بل إن ربنا في هذا المجال صرح بما هو أكثر صراحة من الذين يحصلون على جوائز الشفافية، ومن أولئك الذين يتغنون بهذه الشفافية في الإعلام العربي، خصوصاً منهم الذين لديهم كل شيء: المسكن، والراتب الضخم، والضمانات الأخرى المسكوت عنها.
أما "هو"، الذي ربما يكون "غريب المتروك" ايضاً، فإنه يعيش تحت "خط الجوع" ومن المفارقة أن المعنيين بإحصاءات الفقر والجوع، وربما الجريمة، في هيئة الأمم المتحدة، أو المنظمات المستقلة، فاتهم النظر الى حالته، ومر عليهم وضعه، أو مروا عليه، كما يمر البطر على عرصة الجياع.
هذا قليل من كثير. بل هو اختصار المختصر. ولو أردت أن ألخص حالة أشد تلخيصاً من البلاغة الأموية، أو "البرناردشوية"، لاحتجت الى عدة أساتيذ التي تعداد أوراقها فيما بعد الألف.
نعم، ايها السادة ذوو القلوب الرحيمة.
نعم، ايتها السيدات اللاتي تتساقط دموعكن بكل سهولة.
"هو" الذي اعرفه، ويعرفني حق المعرفة، في أزمة عنوانها: "مواطن عربي" يعيش تحت "خط الجوع".
انظروا جيداً:
نصف المرتب لإيجار المنزل.
ونصف النصف لأقساط مدارس الأولاد.
ونصف هذا النصف، لسد افواه افراد الأسرة.
ونصف نصف هذا النصف، لأدوية الوالد الذي يعاني من مرض السكري، وضغط الدم، والفشل الكلوي، وانفجار في شبكية العينين، و"امراض" أخرى مماثلة.
اما باقي متطلبات الأسرة، ومتطلبات الطوارئ، فإن اخاكم "هو" يحصل عليها من سلف مستمرة من المصرف، أو من "صندوق التكافل".
ومع ذلك فإنه يمشي الهوينا، كما يمشي أهل الخصاصة.
بالله عليكم، هل تتعرق جباه البعض؟
جمعة اللامي
www.juma-allami.com
juma_allami@yahoo.com