حيّوا معي هذه السيدة العظيمة

2016-11-09
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/37862bb2-5954-49a8-8914-f91c6ce5e3b9.jpeg
هذه السيدة إحدى أقوى المرشحات لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2016 ، وهي ليست ، سياسية بارزة ، ولا شخصية شهيرة ، ولا تشغل أي منصب حكومي، بل إمرأة عجوز عمرها 85 عاما، ولكنها عظيمة بكل المقاييس، لأنها قررت أن تكرس حياتها لأنقاذ المهددين بالهلاك، الذين لم تلتق بهم قط في حياتها، ولكنها تحس أنهم أخوة لها في الأنسانية المعذبة، أولئك الذين اجبروا على ترك أوطانهم والبحث عن بقعة آمنة في هذه الدنيا المضطربة .
اسم هذه السيدة (اميليا كامويزي) من جزيرة ( ليسبوس ) اليونانية، وهي غادرت منزلها وتقيم منذ سنة تقريباً في خيمة على ساحل البحر . تستقبل اللاجئين القادمين من تركيا، الذين استطاعوا الأفلات بشق الأنفس من بحر ايجة والوصول الى الجزيرة في حالة يرثى لها . تحتضنهم وتقدم لكل منهم بطانية، وشطيرة من الجبن، وتحرص على اعطاء الأطفال الرضع الحليب الدافيء .
 تحدثت ايميليا الى مندوب صحيفة ( لا ريبوبليكا) الأيطالية عن ذلك اليوم الذي وصلت فيها سيدة منهكة القوى مع طفلها الرضيع الى ساحل الجزيرة، وهي مبتلّة مع طفلها من قمة رأسيهما الى أخمص القدمين . أخذت اميليا الطفل واسرعت لجلب الملابس الناشفة . أخذ الطفل يبكي، وعندها ركضت صديقتها ( ماريتسا ) لأحضار الحليب، ولكن الطفل رفض شربه، لأن الحليب كان ساخنا جداً . قامت اميليا بتبريد قنينة الحليب في مياه البحر، وعندئذ شربه الطفل في لحظة واحدة .
 هل فكرت هاتان السيدتان  يوما انهما ستكونان مرشحتين لنيل جائزة نوبل للسلام . تقول اميليا لقد تصرفت كأنسان . عندما يصل أي قارب الى الشاطي – وهي تأتي بالمئات يوميا - ، أنت لا تسأل نفسك، ان كان اللاجئون وأطفالهم لديهم وثائق صحيحة، ولا من أين قدموا، ولماذا ؟ . انك تفكر في أحفادك، الذين هم في العمر نفسه . وحتى لو بلغت الخامسة والثمانين من العمر، وتتكيء على عصاة عند المشي، فإنك تعمل ما في وسعك، لكي تقدم المساعدة الى من هم بأمس الحاجة اليها .
وعن الأتفاقية الأخيرة بين الأتحاد الأوروبي وتركيا، التي تهدف الى وضع حد لتدفق الاجئين الى أوروبا،  قالت اميليا : " انهم فقط نقلوا المشكلة من مكان الى آخر  . ينبغي وضع حد للحرب في سوريا . وعلى أوروبا أن تفتح الأبواب وليس غلقها بوجه اللاجئين  . أمي وأم ( ماريتسا ) سلكتا الطريق نفسه قبل مائة سنة تقريبا، هاربتين، من جحيم الإبادة الجماعية في مدينة أزمير الساحلية التركية، ووصلتا الى هذه الجزيرة على قارب صيد خشبي محمل بالبشر فوق طاقته .
 ذات مرة،  قبل عدة أسابيع، عندما غرق قارب محمل باللاجئين قرب الساحل، قدر لأمرأة النجاة بأعجوبة، وفور بلوغها الشاطيء وقعت في حضني . فكرت في أمي، التي وصلت الى هذا الساحل قبل سنوات طوال . في تلك اللحظة خيل اليّ أنني أعانق أمي ."

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved