(أجلسُ جنبَ حياتي ـ قصائد نثر)

2015-02-22
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/7a2881fb-502f-4c53-9542-bbecd265f53d.jpeg
 أسم الكتاب: (أجلسُ جنبَ حياتي ـ قصائد نثر)
أسم المؤلف: سهام جبار1
منشورات المركز الثقافي العراقي في السويد 
وزارة الثقافة العراقية 2014

عالم الشاعرة بصوره وشخوصه ورؤاه عالم قائم جمعته وهي الجالسة جنب حياتها والتي تُطعِمُها الفراشات المتيبسة كمن تمارس موضوعاً خارج ذاته بثلاثية نادرة:
" ... وقد توقفَ رفيفُ الفضاء
وصمتَ الضوءُ المتورّد
وكففتُ عن الركض طويلاً خلف المطر".
هذا هو مدخل المجموعة الذي تأخذنا الشاعرة الدكتورة سهام جبار عبره حيث تبدأ المجموعة (القصائد النثرية) بـ"قمرٌ هابط":
 "بينما قمرٌهابط
وأقدامي تسعى إلى نقطةٍ شفافة
بفمي ليمونة وبعيني
فراغُ الأفق المنتعش..."
وتنتهي بـ"زواج":
"كان البيت مكتظاً بالنسوةِ.
وامرأةٌ ما تُلبسُني ثوباً مزركشاً. ألوانٌ تملأ وجهي وأنا مستسلمة برفض غير مبال.".
فما بين رحلة القمر الهابط وحفلة الزواج تعرض لنا الشاعرة الكثير من الصور والأصوات وتكشف الكثير من الأزمات والتناقضات من دون إحساس بالضياع:
" الحمامةُ تصيدُ شبكاً
السربُ يقتنصُ إتجاهاتٍ..."
"...الليلُ خارجٌ عن مضيَّه
والأعمار قد ملّت الدوران".
أما المدن كـ(بيروت) ذات الخطر العظيم و(فينسيا) التي لم يلقها (ماركو بولو) و(بغداد ) التي لم تذكرها! ولكن وجودها يتلمسه القارئ عبر " الجدران التي تأتي بالسجناء" " وفي الحرب التي تأسر القتلى" وتتحرك مع " الريح الصافية" و " تضاحك العشب".
"... أيّتها الأرضُ المتنائية
إنتظري
رحلتي القا دمة إلى الصين
سأَعلِّق العالمَ في قلادتي وأسير..." 
مقاطعها الصغيرة وما تحمله من رمزية شعرية توحي لنا بصورها المكثفة وتحكي لنا رغبات المرأة وهي رغبات متجددة، لكن، تتحكم بمساراتها سطوة الآخر:
 "خاتمُهُ الذي يتلوّى 
من إمرأةٍ لإمرأة
قطّعَ خصورَهن
في خرْق أسيجة
وبلّلَ أنهارَهن 
بأصلابٍ منهزمة
وظلّ يسعى
خلف يدٍ
لا ترتديه.".
أما عن ( الأبد ) الثابت والذي في حضرته يولد وينمو كائن من كان، هنا ترى الشاعرة وجه الحياة بملامحه الواضحة وهو إدراك لحركة النمو والتطور وفي النهاية التلاشي و(الأبد) هو الحاضر دوماً والمتحكم بخيوط اللعبة:
" الأبد الذي ألقمتُهُ طفولتي
حجراً 
وقطعَهُ شبابي بنصال ضحك
يقفُ على العتبةِ ساخراً 
من إنكسار عصاي 
في هشِّ السنين.".
و المأساة التي حدثت في أرض السودان إثر ألإجهاز على الحركة المهدوية  من قبل الإنكليز بمعاونة الجيش المصري آنذاك فتكشف لنا جزءاً من فصل دامي :
"... أخرجَ السودانَ من قبره
هدّمَ قبّتَه
أحرقَ جثّتَه
جزَّ رأسَه
وأرسله إلى المتحف الأنثروبولوجي
بأعلامهِ الإنكليزيةِ والمصرية..,"
وأخيراً فالشاعرة من خلال تعبيرها المتعدد الجوانب وصورها المنقولة لم تكن أسيرة دنياها الخاصة ولم تهرب إلى خارج حدود حديقتها ـ حياتها والتي تجلس جنبها دائماً ـ على ما يبدو ـ وهي تحمل شحناتها الوجدانية.
نأمل أن نراها أكثر إنتشاراً في الشعر والحياة.

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/689ddc89-2996-4d2e-bba7-76fb5d1875e5.jpeg
 ستوكهولم ـ حزيران 2014
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ الشاعرة سهام جبار دكتوراه في آداب اللغة العربية / كلية التربية ـ جامعة المستنصرية عام 1998 لها مجموعة من الكتب الشعرية والنثرية المطبوعة والتي تحت الطبع  والمخطوطة.
الشاعرة سهام جبار مقيمة في السويد.

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved