باستضافة الشّاعرتيْن الجليليّتيْن آمال عوّاد رضوان وهيام مصطفى قبلان
عقدت جماعة الباب الأدبية لقاءَها السّابع يومَ الخميس الموافق 24-2-2011 في مركز التقارب بينَ الشّعوب في بيتِ ساحور، وامتاز اللّقاءُ باستضافةِ أديبتيْن مِنَ الجليل، وهما الشّاعرة آمال عوّاد رضوان والشاعرة الرّوائيّة هيام مصطفى قبلان.
تنوّع الحضورُ ما بين الكُتّاب الأستاذ جمال بنورة، الكاتب أسامة العيسة، الصّحفيّ جميل حامد، والشعراء أحمد مسلم ومحمد الحميدي، والفنانين سمر غطاس وحسن اللّحّام، ومسرحيّين د. هالة اليمني ود. عبد أبو سرور، ومفكرين د. نورما مصريّة ود. مازن قمصيّة، وعن رابطةِ الخرّيجين منى عتيق، وعن وزارة الثقافة الأستاذ محمّد الدّيري والأستاذ وجيه عوينة والسيدة سمر بنورة، وعن مركز التقارب الأستاذ ميخائيل رشماوي، وعن الفينيق الأستاذ ناجي عودة والسيد أيسر،
وكذلك السّيّد محمّد عوّاد والأستاذة كفاح مناصرة ناشطة نسائيّة، والأستاذ صليبا الطويل والعديد من المهتمّين.
افتتح اللقاء د. مازن قمصية الذي رحّب باسم مركز التقارب بالحضور، واستعرض تاريخ مركز التقارب كمنارة مهمّة في العمل الوطنيّ والمقاومة السّلميّة، وكذلك تاريخ مدينة بيت ساحور في الثورة البيضاء في الانتفاضة الأولى، وعن استعداد المركز لاستضافة مزيد من اللقاءات.
ومن ثمّ رحّب منسّق جماعة الباب الأدبيّة الرّوائي نافذ الرّفاعي بالحضور، مُقدّمًا الشّكر لمركز التقارب بين الشعوب على استضافته هذه، وأكّد على شكر المؤسّسات المستضيفة للجماعة في لقائها الشّهريّ، بدءًا من وزارة الثقافة ورابطة خرّيجي جامعة بيت لحم، والاتحاد النّسائيّ العربيّ في بيت لحم، ومركز التراث للسّيدة مها السّقا، ومركز الرّوّاد في مخيّم عايد، ومركز جدل في بيت ساحور، ومركز الفينيق في مخيّم الدّهيشة، واللّقاء الحالي في مركز التقارب بين الشعوب، وأشار إلى أثر ذلك في دفع الحركةِ الأدبيّةِ والثقافيّة وخلْقِ تفاعلاتٍ مهمّة.
أشارَ الرّفاعي إلى أنّ الدّعوة القادمة لجماعة الباب الأدبيّة والثقافيّة هي من مكتبة أريحا، وأنّ باصًا سيحمل الجماعة إلى أريحا في لقائها الثامن الموافق يوم الخميس 24-آذار-2011،
وسيتمّ دعوة المهتمّين بالأدب من محافظة أريحا ومحافظات أخرى للقاء، والذي سيستضيف الأديب المتوكّل طه" وشاعر ورسام.
ومن ثمّ رحّب الرّفاعي بالشّاعرة آمال القادمة من الجليل متحمّلة أعباء السّفر، واعتذر عن تغيّب الرّوائيّة هيام قبلان، والتي ألمّت بها وعكة صحّيّة حيث تمنّى لها الحضور الشّفاء العاجل،
ومن ثمّ استأذن الشّاعرة آمال أن تبدأ الحلقة بنقاش رواية "رائحة الزّمن العاري" للأديبة هيام قبلان.
قامَ بعرضِ مجموعةٍ من الأسئلةِ لمناقشة الرّواية، واعتبر أنّ هذه الرّواية بما تعالجُهُ مِن أزمات داخليّة لشخصيّتها المحوريّة "هزار"، وما بين زوجها المفروض عليها وحبيبها المُقصى وعشيقها وأبيها وأخيها العميل، وامتدادها في ابنتها ومكانة الرسم، وكذلك رؤية الميلاد والموت واكتشاف الذات.
أشار إلى لغة الرّواية التي تتّسم بأنّها قد تكون نثرًا شعريًّا أو شعرًا نثريًّا، واصفًا أنّ هذه الرّواية تتقدّم مكانتها وترتقي إلى أبعد من الأدب المحلي لتأخذ مكانة عالميّة.
أمّا السّيد ناجي عودة فعلّق قائلا: أنا أستطيع أن أتكلم مدّة يومين كاملين عن الرّواية، لِما لها من تأثير كبير في نفسي، لقد هالتني الرّواية، ولم أستطع أن أرفع رأسي قبل أن أتم قراءتها، وبعد ذلك أعدت قراءتها لأتذوّقها من جديد. نعم إنّ لغتها شعريّة ومتينة، وكذلك معالجتها الرّوائيّة تمتاز بأنّها في مصاف الأدب العالميّ وأدعو إلى ترجمتها.
استعرض النّصّ الأستاذ القاصّ جمال بنورة، مشيرًا إلى مكنوناته، تماما، وكذلك الشّاعر أحمد مسلم والأستاذ صليبا الطويل والفنانة سمر غطاس ود. مازن قمصية والأستاذ ميخائيل قمصية.
علّق الأستاذ محمد الدّيري على الرّواية: بأنّها ذات أسلوب متميّز في خط داخليّ متواصل ولغة شعريّة، ومن حيث الموضوع كانت جريئة في تناول قضايا حسّاسة، وتعتبر خطًّا أحمر في مجتمعنا، كتصوير أحاسيس المرأة وتناول الجسد وأعضائه، وتناولت موضوع الحبّ والجنس والوطن، ومزجت بين المواضيع الثلاثة كطرفيْ صراع تحالف التقاليد مع الاحتلال ضدّ الحبّ والمرأة.
ومن ثمّ رحّب مُنسّق الجماعة الرّوائي نافذ الرفاعي بالشّاعرة "آمال عوّاد رضوان"، لتقرأ أربع قصائد من ديوانها الثالث "رحلة إلى عنوان مفقود"، بمصاحبة تقاسيمعلى آلة العود.
بدأت الشاعرة آمال حديثها، بأنها تكتب الشعر النثري، وهو نوع صعب قد لا يفهمه كثير من الجمهور، وأن قراءة الشعر هذه تحتاج إلى تركيز غير عاديّ.
قرأ ت قصيدتها "فستانُ زفافِكِ اعشوشبَ كفنًا"
كَوْكَبَةٌ مِنْ وَسَائِدَ ضَبَابِيَّةٍ
تَغَشَّتْ أَمْوَاجِي بِأَشْوَاكِ الشَّمْسِ
وَلَمْلَمَتْ بِتَوْبَةٍ هَادِرَةٍ حِبْرًا
وَسَمَتْهُ أَلْوَانُ فَرَاغِكِ بِمَوَاعِيدَ رَخْوَةٍ انْطَفَأَتْ صَامِتَة!
مهداة إلى فلسطين
ثمّ قصيدة "نقشٌ في عتمةٍ حافيةٍ"
عَلَى شُطُورِ الْهُوَيْنَا رَكَضْتِ.. رَقَصْتِ
بِجِلْدَةِ طَيْفِكِ الرَّطِبِ زَيَّنْتِ جِيدِي
وَمَزنْتِ بِتَفَاصِيلِ فَرَائِضِكِ دُونِي!
رَغْوَةُ نَدَاكِ الْمُمَلَّحَةُ
جَ فْ فَ تْ
عَلَى نَسْغِ قَلْبِي النَّازِفِ
فتَكَمَّشتْ بُطُونُ أَيَائِلِي بَيْنَ هَاوِيَتَيْنِ!
مهداة إلى القدس
والقصيدة الثالثة "عينُ إبرتي تتثاءبك"
كَم تُشْقِينِي أُذُنٌ صَمَّاءُ تَلْتَمِسُ تَمْتَمَةَ خَيَالٍ
تَ رْ ش قُ
عَجِيجَ ذَاكِرَتِي الْعَاجِيَّةِ
لِتُنَمِّشَ وَجْنَاتِ يَقَظَتِي بِدَلَالِكِ!
مهداة إلى بيروت
والقصيدة الأخيرة "مرّغوا نهْديّ بعِطرِهِ الأزرق"
عَلَى عَنَانِ بُشْرَى جَائِعَةٍ
تَ مَ ا وَ جْ تَ..
وَبليْلٍ لاَئِلٍ اقْتَفَيْتَ فَيْضَ ظِلِّي الْمُبَلَّلِ
بِضَوْضَاءِ أَصْفَادِي
أَرْخَيْتَ مَنَادِيلَ عَتَبٍ مُطَرَّزٍ بتَعَبٍ
تَسْتَدْرِجُ بِشْرِيَ الْمُسْتَحِيل
وفِي تَمَامِ امْتِثَالِي الْمُتَمَرِّدِ تَوَرَّدْتَ!
مهداة إلى بغداد.
قدّم نافذ الرّفاعي عرضًا تحليليًّا لقصيدةِ الشّاعرة آمال، وقال إنّ آمال ليست إلاّ طفلةً خضراء، تحملُ حلمَ المستحيل مع طائر الفينيقي الناهض مِن مرقده، تعشق الموسيقى، وشهوتها للقراءة نوع من التبتل الصّوفيّ، وحضورها اللاّئق إلى لقائنا شعرًا وصخبًا جليليًّا، رغم ما تحمله قصائدُها مِن عمق فلسفيٍّ وتصوّفيّ صعب الاكتشاف، لا يحتاج إلى جهدٍ مكشوفٍ بل عميق.
وعلّق الرّفاعي أنه قرأ لشعراء ميتافيزيقيين أندرو مارفل ووردز ورث، وأن الشّعر متنوّع، وأنّ الشاعرة من منطقة الثبات داخل الخط الأخضر، وإنهم يملكون سمات الحفاظ على البقاء، وأنّ هناك رمزيّة عالية، وأن جمهور الضفة يختلف، لأنه خاض انتفاضيتيْن خلال أقلّ من عشر سنوات، وهذا ينعكس على الأدب واستخدام الرّموز.
إهداءاتها لفلسطين والقدس وبيروت وبغداد نبوءة بطرابلس وما بعدها؟!
وعلّق الأستاذ الدّيري على ذلك: بأنّها لأوّل مرّة تعرض في الجماعة قصيدة نثريّة، وجدت صعوبة في تقبّل الجمهور لها، وهي بالتأكيد مثار جدل ما بين الشعراء والنقاد في الوطن العربيّ، مع أنها تعطي مساحة أكبر في التّحرّر من فيود قصيدة التفعيلة والشّعر العمودي، وتتيح المجال لعرض الحالة الصّوفيّة والصّور المكثّفة.
هنا تساءلت د. نورما عن الفئة التي تستطيع إدراك هذا الشّعر؟
وعلق د. عبد الفتاح أنّ هذا شعر صعب، وهالة اليمني حضّت بضرورة الصّعود بالقرّاء دائمًا وكذلك الفنّانة سمر، والأستاذ ناجي ود. مازن قمصيّة، لقد أثار اللقاء عديد الأسئلة، وأجابت الشّاعرة آمال، إنّها قد أخبرت الحضور أنّ الشّعر النثريّ هو من النّوع الصّعب، وإنّها تكتب مشاعرها هي بلغتها، وأنّ هذه ليست مقالة تقريريّة ولا تفعيلة وليست سجع.