جريدة المستقبل العراقي ـ بغداد
الكاتب: كاظم الجماسي
31/5/2011 12:00 صباحا
قبل يومين وصلتني الرسالة التالية من فارس ستيني من فرسان القصة العراقية، يقبع (نزيلا) في أمارة الشارقة، لما يناهز الثلاثين سنة، بعيداعن بيته العراق، فلنقرأها..
( اخي العزيز المبدع كاظم الجماسي
تحية طيبة
ارسل اليك بهذا نصا من كتاب قيد الطباعة ، مع نص اخر هو كلمتي في حنا مينه، التي القيتها باعتباري عضو لجنة التحكيم في جائزة الرواية العربية ـ جائزة محمد زفزاف، التي شهدها منتدى اصيلة المغربية الماضي ..
لقد غادرت المستشفى قبل نحو اسبوع. وقد اكتشف الاطباء اني اصبت بجلطة قلبية قبيل ادخالي المستشفى. وكنت قد اصبت بشيء يشبه الصاعقة، عندما اخبرني الاخ رياض النعماني ان الصديق العزيز مظفر النواب، عاد الى بغداد، لأنه اخبرني بالخبر " نقطة بعد نقطة " فحسبت انه يريد ان يحضرني لأمر جلل .
الحمد لله على سلامة اهلنا جميعا .
مع تحياتي الاخوية
جمعة اللامي)
والان ماذا نقرأ بين السطور، دعوني اخبركم بما قرأت، كان وقع طريقة اخبار اللامي من قبل الشاعر النعماني بعودة الشاعر والمناضل الكبير مظفر النواب الى بغداد، وقعا يشبه (الصاعقة) !!!!اراد النعماني ايصال خبر اعتلال صحة النواب بنحو من العطف لئلا يسبب ألما ما في دواخل رفيقه وصديقه وصنوه في الابداع.. اللامي، غير ان الاخير يبدو معبأ بشعور الفقد، الذي بات هاجسا مكينا في الروح العراقية، لهول مافقدت من أحباب وحقوق وأحلام.. وتبدت خشية اللامي من حدوث(أمر جلل)؟؟
وهل شهدنا ايها المعلم الستيني امورا هينة في سفرنا الممتد منذ أحكم قيد الطغاة على رقابنا؟ ورحنا نتيه في المنافي والمحارق والشتات هنا ام هناك، من دون سائل او عاهل من(أولي الامر) أولئك النخاسون الاوباش الأنجاس؟
ذاك الجواهري وذاك السياب وذاك البياتي وذاك سركون وذاك مير بصري وذاك دمو وذاك نوري جعفر وذاك عبد الجبار عبد الله وذاك وذاك...ارواحهم التي وسعت كل فضاءات الوجود اضمحلت في محض حسرة واحدة أخيرة، حسرة ان يلتحفوا تراب العراق..
انت تحمد الله، ايها اللامي الكبير، على سلامة أهلنا جميعا.. فهل لك أن تسائلهم: من فيكم ينعم بقدر ضئيل من السلامة؟ لم يتبدل من حالهم شيئا، العوز تمض انيابه الباشطات في لحمة انسانيتهم، والخوف الذي ظنوا ،واهمين، انهم غادروه لم يفتأ يستعيد عافيته ليمسي غراب شؤم موكرا على الرؤوس..و(الربع) لاهون عن الاهل ماضون في غي الاقتتال على الغنيمة، كل منهم(يمعش) منها سهمه، غير آبه لما تؤول اليه مصائر الكثرة الكاثرة من فقراء العراق، وكل منهم يرفع لافتة خط عليها بحروف من دنس(وأغنم من الحاظر لذاته فليس في طبع الليالي الامان)..
لم يتبدل من حال الاهل سوى اننا ننعم ببعض من فضاء الحرية، وبعض من الامل بجيل راحت اصواته تهدر في كل شبر من تربة العراق(سحقا للفساد، وسحقا للمفسدين)..
رسالتك ايها الاعز..فتقت قراب همومي، من لنا بنواب آخر ومن لنا بلامي آخر ومن لنا بقافلة مبدعين تغيبهم ملاذات الغربة حد الافناء؟، ثم ايكون هلعك على رفيق الدرب وصنو الابداع نوابنا الكبير، وانت الموغل في الاغتراب، ايكون ذلك من نحوالقول(أن الغريب للغريب نسيب...).
كاظم الجماسي / بغداد