على كلِ عودٍ صاحبٌ و خليلُ وفي كلِ بيتٍ رنة ٌ وعويلُ
وفي كلِ عين ٍ عبرة ٌ مهراقة ٌ وفي كلِ قلبٍ حسرة ٌ وعليلُ
كأنَّ الجذوعَ القائماتِ منابرٌ علتْ خطباء عودهنَّ نقولُ
كان الزهاوي (1863-1936) معروفا على مستوى العراق والعالم العربي وكان جريئاً وطموحاً وصلبا في مواقفه، فاختلف مع الحكّام عندما رآهم يلقون بالأحرار في غياهب السجن ومن ثم تنفيذ أحكام الإعدام بهم ... وكان له مجلس يحفل بأهل العلم والأدب، وأحد مجالسه في مقهى الشط وله مجلس آخر يقيمه عصر كل يوم في قهوة رشيد حميد في الباب الشرقي من بغداد ، وأتخذ في آخر أيامه مجلسا في مقهى أمين في شارع الرشيد وعرفت هذه القهوة فيما بعد بقهوة الزهاوي ، ولقد كان مولعا بلعبة الدامة وله فيها تفنن غريب، وكان من المترددين على مجالسه الشاعر معروف الرصافي، والأستاذ إبراهيم صالح شكر، والشاعر عبد الرحمن البناء، وكانت مجالسه لا تخلو من أدب ومساجلة ونكات ومداعبات شعرية، وكانت له كلمة الفصل عند كل مناقشة ومناظرة .
كان الزهاوي محبوبــاً كشاعر ومعلم وفيلسوف وإنسان في الأوساط الشعبية والأدبية والسياسية النهضوية في بلاد الشام ومصر والبلدان العربية الأخرى فضلاً عن مكانته الكبيرة لدى الشعب الكردي، فهو ابن لأبوين كرديين من بغــداد. وقد كتب فيه طه حسين:
" لم يكن الزهــاوي شاعر العربية فحسب ولا شاعر العراق بل شاعر مصر وغيرها من الأقطار.. لقد كان شاعر العقل.. وكان معري هذا العصر .. ولكنه المعري الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم .."
دافع الزهاوي عن حقوق المرأة وطالبها بترك الحجاب وأسرف في ذلك ، و رأى أن الظلم الواقـع على المرأة يبدأ في البيت وهي طفلة عنـد أهلهــا الذين أرضعوها الخوف والدونية مع حليب الطفولة وهيؤوهـا للزواج المبكر القسري في حالة تشبه بيع النعـاج بعيـداً عن أية قيمة إنسانية وفي بيئـة متخلفة ظالمة تتكرس فيهــا كل أشكـال العبودية والقهر :
لقـــد روعـوها ثم نـامت عيــونـهـــمُ
وليـس ســواء نــــــــائمٌ ومـــــروَّع
وقـــد زوجــوهـا وهي غير مريـــدة
بشيــخ كبيـــر جــاء بالمـال يطمـــع
وفـي الــدار أزواج لـه غيــر هـــــذه
ثــلاث فـودَّ الشيـــخ لو هـن أربــــع
تضـاجعــه في البيت وهــو كـأنــــــه
أبــوهـا فـقـل في أمرهـا كيف تصنع
عبدالرزاق داغر الرشيد
بكلوريوس لغات
عضو نقابة الصحفيين
محرر الصفحة الثقافية في جريدة البينة
شاعر و مترجم و كاتب