جرائم الشرف ترتكب في كل الأديان

2010-05-15

 أفاد//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/f9a50443-92cb-48df-9d0c-de13098d9904.jpeg ت رنا الحسيني مؤلفة كتاب "جريمة بإسم الشرف" والصحفية الأردنية التي كرست مهنتها لمكافحة ما يسمى بجرائم الشرف، أن 13 إمرأة تلقين حتفهن يوميا علي أيدي ذويهن في هذه الجريمة البشعة المتفشية. وأضافت في مقابلتها مع وكالة انتر بريس سيرفس أنها تتابع حالات النساء اللائي كن يعشن في عالمنا هذا فحرمهن أحد من حق الحياة.
تشرح الحسيني في كتابها أن الفرد الذي تختاره العائلة لتنفيذ عملية القتل، وهو عادة من الأقارب الذكور سواء كان شقيقا أو أبا أو زوجا أو عما أو خالا، يتولي عملية القضاء البشعة على حياة الأنثي بذريعة غسل "عار الأسرة". وتعمل الحسيني كصحفية بجريدة "جوردان تايمز" الأردنية وتجمع وتوثق معلومات عن نساء في مختلف أنحاء الأرض يقعن ضحية القتل، ومنهن نساء قتلن بسبب مضغ لعكة (لبان) أو الضحك على نكتة في الشارع أو المكياج.
وتفيد رنا الحسيني بأن تقارير عرضت علي لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، تشير إلى جرائم شرف ترتكب في الهند، إسرائيل، بريطانيا، بنغلاديش، البرازيل، إكوادور، السويد، تركيا، أوغندا، باكستان، الولايات المتحدة، إضافة إلي الأردن، اليمن، مصر، المغرب، والأراضي الفلسطينية، ضمن غيرها.
ساهمت تقارير رنا الحسيني في تعزيز التوعية المحلية بهذه الجرائم، وساعدت في عام 2008 علي تأسيس اللجنة الوطنية الأردنية لإزالة المسماة بجرائم الشرف. وتركز الحسيني علي تحقيق غاية تعديل القوانين الأردنية لتفرض عقوبات أكثر تشددا علي مرتكبي هذه الجرائم الفظة.
وفيما يلي أبرز ما ورد في المقابلة التي أجرتها وكالة انتر بريس سيرفس (آي بي اس) مع رنا الحسيني:

آي بي اس: هل تم تحقيق تقدم علي مسار وقف جرائم الشرف؟

الحسيني: الأردن مثال جيدا جدا علي التقدم علي هذا المسار. فإذا نظرنا إلي الوراء حيث بدأنا، لشاهدنا التغييرات الجوهرية التي وقعت حتي يومنا هذا.
فعلي سبيل المثال، تشكلت في عام 2009 أول محكمة خاصة لمحاكمة رجل قتل بإسم شرف العائلة. ولأول مرة علي الإطلاق، رفضت المحكمة طلب إسقاط التهمة. فحُكم على القائل بالسجن لمدة 15 عاما. هذا هو تغيير هائل. المجتمع المدني ناشط جدا في هذا المجال، والحكومة تتحدث الفعل عن تعديل بعض القوانين.

آي بي اس: كيف بدأت الحكومة الأردنية التعامل مع هذه المسألة؟.

الحسيني: جري العمل علي كافة المستويات في الأردن، إبتداء بالأسرة الملكية وإستمرارا بالمنظمات الأهلية. وكان للملكة رنا دورا بارزا، بل وحتي الملك ذاته نشط في تناول قضية العنف المنزلي والنساء والأطفال.
من الأهمية بمكان أن يتحدث زعيم دولة عن هذه القضية، إنها ظاهرة لا نشاهدها في الكثير من الدول.

آي بي اس: هل ترين أي تغيير في مواقف الرجال؟.

الحسيني: في الماضي أثناء إلقائي المحاضرات، عادة ما كان بعض الرجال يرفعون أياديهم قائلين "لو أخطأت أختي لقتلتها ... فماذا؟". أما الآن، فيبدي الرجال المزيد من الإنفتاح والإستعداد للمشاركة في مناقشات حول هذه القضية.
هناك فرقة مسرحية في الأردن دأبت على السفر في البلاد علي مدي نحو خمس سنوات. تمثل الفرقة جريمة شرف، ثم تتوقف وتسأل الناس عن رأيهم. مشاركة الرجال بالغة الأهمية.

آي بي اس: لكن جرائم الشرف لا ترتكب علي أيدي الرجال فقط. فمثلا، كتبت أنت عن جريمة شرف وقعت في سان لويس في عام 1989 إرتبكتها الأم مع الأب، حيث أمسكت الأم بإبنتها فيما كان الأب يطعنها حتي الموت. ما هو دور النساء في هذه الجرائم؟.

الحسيني: تنقسم النساء إلي قسمين. الأول، تلك اللاتي تصمتن لأنهن لو وقفن وتحدثن لجازفن بأن يقتلوهن هن أيضا. والقسم الثاني هو النساء اللاتي يعتقدن حقا أنه لابد من هذا العقاب ليكون درسا للأسرة.

آي بي اس: هل توجد تشعبات إجتماعية محددة للرجال والنساء الذين يرتكبون جرائم الشرف؟.

الحسيني: هناك الكثير من النفاق بين الناس الذين يدفعون الغير للقتل. لقد قابلت قتلة قالوا أنهم تلقوا وعودا كالمال مثلا إذا قتلوا، ثم أدارت عائلاتهم ظهرها لهم.

آي بي اس: لقد ذكرتي في مقابلة أن جرائم الشرف ليست قضية دينية وإنما ثقافية.

الحسيني: للآسف، يعتقد الكثيرون أن هذه الجرائم ذات صلة بالإسلام. هذه الجرائم ترتكب في كل الأديان. فلقد كتبت عن حالات قتل في أسر مسيحية في الأردن. وهناك في إيطاليا رجالا يقتلون بإسم الشرف...

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved