
إعتدنا بفصل الصيف، وفي تلك السنوات الخوالي أن ننام ليلا فوق سقوف منازلنا، تفاديا للشعور بالحرارة المختزنة في فضاءات الغرف غير المكيفة من جراء حرارة النهار... وحدث مرة في إحدى الليالي المقمرة البيضاء أن تسامرنا وسهرنا طويلا، حتى أني شعرت بالنعاس الشديد وتركت الأخرين يتحدثون فيما بينهم وغرقت في نوم عميق . غير أني بعد ساعة من نومي نهضت مفزوعا ، أبحث عن جرة الماء لأبلل ريقي الذي تجفف من خلال مروري بحلم مرعب صاعد من حرارة جسمي وأسرع في نبضات قلبي .
لا أدري ونحن في فصل الصيف اللاهب، كيف أني حلمت وأنا ضمن مجموعة من الناس بعضهم أعرفهم وآخرين لا أعرفهم وقد إمتطينا خيولنا وسرنا على أرض متجمدة، وفجأة هويت عن ظهر الحصان ووجدت نفسي فوق ثلوج موحشة، شاهدت الأخرين وقد أصبحوا يبتعدون عني ويختفون في الضباب . صرت أراقب نجمات متناثرات في السماء، وأراها تموت واحدة إثر أخرى . تساءلت مع نفسي : إذا مت وحيدا هنا فوق هذا المسطح الجليدي، والذي لا تأوي إليه الديدان، فهل سيبقى جسدى كاملا هنا، ملقى على الثلج لسنوات طويلة، حتى إذا ما حل قرع القارعة ؟ .