في ختام ملتقى أيام ملتقى جهات الذي ينظمه نادي الجوف الأدبي أقيمت أمسية قصصية الأدبي أحياها كل من القاص المخضرم صالح الأشقر والروائي والقاص صالح العديلي والقاص جار الله العميم ، في مركز الأمير عبد الإله الحضاري بمدينة سكاكا بمنطقة الجوف ، حيث يستضيف النادي في ملتقى "جهات" في دورته الثانية نادي حائل الأدبي ومثقفيه.
وقد قرأ القاصين قصصهم في دورتين ، وقصتين لكل قاص حيث بدأ الأمسية الأستاذ صالح الأشقر بمجموعة من القصص بدأها بالقارورة ثم الأستاذ صالح العديلي الذي بدأ بشرح مقتضب عن أحدث مؤلفاته الروائية وهي عرس المزيونة والأيديرع وعيال الحدريين والتي تركز في شخصياتها وأحداثها على تراث مدينة حائل ، ثم قرأ مقطعا من احدى رواياته تحكي قصة سائق دراجة قديمة من تراث حائل .
بعدها ألقى القاص جار الله العميمي قصيدتين قنينة عالقة وسيدة الفل .
ومن ثم كانت هنالك مداخلات من الحضور شملت على عدة استفسارات كان للأستاذ صالح الأشقر قالوا فيه نرحب بك قامة أدبية كبيرة في منطقة الجوف ونسأل عن رأيك في أهمية التركيز على اللغة في السرد والقص وعن تحول القصة إلى رمزية والشعرية ؟.
أجاب الأستاذ صالح الأشقر بأن اللغة ضرورية في أي عمل أدبي وهي الوعاء الذي يحمل الفكرة .
وفي مداخله أخرى موجهه للأستاذ صالح العديلي تتميز رواياتك بالاتكاء على الموروث الحائلي ( نسبة الى مدينة حائل ) هل هو حنين إلى الماضي أم تسجيل هذا الموروث قبل أن يندثر .؟
أجاب الأستاذ صالح العديلي لو لاحظنا في الروايات العالمية لوجدنها غرقت في الأمور الدقيقة ، والتفاصيل المحلية بالمكان وقد تغرق في وصف المكان ، مشيرا إلى أن نجيب محفوظ وصل للعالمية بتسجيل التفاصيل و التاريخ المصري ، قائلا إني حرصت أن أرصد بكل دقة الفترة التي عشتها في ذلك المكان حتى الرابعة عشرة من عمري، وحاولت جاهداً بأن أبرز تراث ذلك المكان وأتمنى أنني قد وفقت في ذلك .
وفي مداخلة من القسم النسائي وعبرت أحد المشاركات عن شكرها لنادي الجوف ونادي حائل وقد توجهت بسؤال للأستاذ جار الله العميمي هل تعتبر القصة معبرة عن واقع المجتمع وهمومه أم تعبر عن مشاكل داخلية لديكم ؟
أجاب الأستاذ جار الله الإنسان يعتبر مكمل للمجتمع والمجتمع مكمل للإنسان وهما وجهان لعملة واحده .
وقد أعرب رئيس مجلس إدارة نادي حائل الأدبي الأستاذ / محمد الحمد في ختام الأمسية و انتهاء فعاليات ملتقى جهات عن شكره وتقديره لنادي الجوف الأدبي و لمثقفي وجمهور الجوف و لكل من ساهم في إنجاح هذا الملتقى الذي قال بأن مشروع جهات يعد من أفضل المشاريع كونه ينظم في منطقة الجوف وهو بلا شك سوف يسجل ضمن المنظومة الثقافية التاريخية ونيابة عن الزملاء المشاركين في الملتقى ونيابة عن مثقفي حائل نتقدم بالشكر الجزيل لأهل الجوف عامة وللأستاذ إبراهيم الحميد خاصة وكذلك الشكر موصول لنادي الجوف ومنسوبي النادي .
في نهاية الأمسية القصصية كانت هنالك عدة مداخلات واستفسارات من الحضور والذي عبر عن شكره وامتنانه لنادي الجوف الأدبي لاستضافة نادي حائل الأدبي متمنين بان يتواصل هذا الملتقى مسيرته باستضافة جميع الأندية الأدبية في مملكتنا الغالية .
الأمسية الشعرية
و كان أدبي الجوف قد أقام ثاني ايام الملتقى أمسية شعرية للشاعر عبدالله الزماي والشاعر منيف السلماني بحضور أمين مجلس منطقة الجوف السابق ومدير عام التعليم السابق الدكتور عارف بن مفضي المسعر و جمهير غفير من محبي الشعر ومتذوقيه .
وقد زار الدكتور المسعر وجمهور الأمسية معرض الصور الفوتوغرافية ، كما زار الدكتور المسعر معرض الكتاب برفقة رئيس نادي حائل الأدبي الذي شرح هدف المعرض واصدارات النادي
وقد زار ضيوف ملتقى جهات مدينة دومة الجندل ، واثارها كما زاروا أثار سكاكا ، و تجولوا في ربيع سكاكا ظهر الخميس .
الافتتاح
وكان نادي الجوف الأدبي قد دشن فعاليات ملتقى جهات بندوة حائل الثقافة والفنون و معرض اللوحات الفوتوغرافية ومعرض الكتاب حيث اففتح الملتقى نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف ، وكيل الإمارة أحمد بن عبدالله آل الشيخ أول أيام جهات فعاليات ملتقى جهات الثاني الذي ينظمه نادي الجوف الأدبي ضمن مشروعه الثقافي ( جهات ) ويستضيف فيه نادي حائل الأدبي وذلك بمركز الأمير عبدالاله الحضاري بمدينة سكاكا .
وقد قام وكيل الإمارة بافتتاح معرض الصور المصاحب للفعاليات واطلع على المشاركات .
بعد ذلك بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة حيث ألقى رئيس مجلس إدارة نادي الجوف الأدبي إبراهيم بن موسى الحميد كلمة في بداية الملتقى أبرز فيها حرص النادي على تقديم برامج ثقافيه تعكس الحراك الثقافي على مستوى المملكة مشيرا إلى أن النادي حرص على تفعيل برامجه المنبرية والثقافية من ندوات ومحاضرات إضافة إلى المعارض التشكيلية وبرامج والمشاركة في المناسبات المختلفة إضافة إلى إقامة ملتقى جهات بدوراته المتعددة مذكرا بأن بأنه تم استضافة نادي المنطقة الشرقية الأدبي في دورته الأولى .
وأعلن أن ضيف النادي في المرة القادمة هو نادي المدينة المنورة الأدبي مفيدا أن النادي قام بتشكيل لجنة نسائية من عدد من المثقفات حيث أقيمت العديد من الفعاليات النسائية الأمر الذي ساعد على تفعيل النشاط النسائي بالنادي ومنها مهرجان الطفل .
وأفاد أن النادي الأدبي بالجوف واصل برامجه حيث أصدر أول عدد له من مجلة سيسرا الثقافية والعديد من الكتب ، اضافة الى برامج ومناشط النادي المنبرية والثقافية والمسابقات.
بعد ذلك بدأت ندوة بعنوان " حائل الثقافة والفنون " بمشاركة ضيوف الملتقى حيث قال علي بن حمود العريفي عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بحائل أن هذا الملقتى يسهم في الحراك الثقافي على مستوى المملكة كما هو في باقي الأنديية الأدبية التي لعبت دوراً في اذكاء شعلة الأدب على مستوى المملكة ، إضافة إلى ما قام به النادي باحتواء المواهب الشابة وتمثل ذلك في فتح القنوات للاقلام الواعدة من خلال اصداراته ، والمسابقات الثقافية السنوية التي يقيمها.
وكانت المشاركة الثانية عن الفنون الشعبية بحائل حيث تطرق صالح بن نصيب النصيب عن بدايات الفن الشعبي في حائل وذكر بعض الأسماء وبعض الشيلات الشعبية المتعارف عليها ، كما ذكر النصيب أن الربابة وجدت في المجتمع العربي منذ خمسة قرون لافتاً إلى أنها تتمثل في 360 لحناً لم يبقى منها سوى خمسة تمت المحافظة عليها وهي المسحوب والهجيني والهلالي والمرادي والنويبعي.
وكانت المشاركة الأخيرة في حفل الافتتاح عن الفنون البصرية حيث استعرض يوسف بن عثمان الشغدلي مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل أهم الألوان في الفن التشكيلي وأشهر فنانيه مقدماً من خلال العرض المرئي بعض النماذج من لوحات الفنانين التشكيليين وكيفية تذوق هذا الفن.
واستطرد في الحديث عن الرؤية البصرية ودورها في التعامل مع الجمال ، وتناول الشغدلي التخطيط المعماري في المنازل وغياب الجمال فيه، مؤكداً أن ثقافة الصورة لم تأخذ حقها كبقية الثقافات.
وفي ختام الحفل تم تبادل الهدايا التذكارية .
وفي مداخلات الحضور قال حمود المشعل عميد كلية المعلمين سابقا ، ان هناك عزوفاً كبيراً من الشبان لفعاليات الأندية الأدبية، وعزا العريفي ذلك إلى وجود وسائل تكنولوجية تجذب الشبان، مشيراً إلى أن الأندية لديها خطط لاستقطاب شرائح المجتمع كافة.
الجدير بالذكر أن النادي يقيم معرضاً للكتاب مصاحباً للملتقى من خلال مكتبة نادي حائل الأدبي المتنقله حيث يتم عرض الكتب والمطبوعات التي أصدرها النادي كما يقيم أمسيات شعرية وقصصية للشعراء منيف السلماني الشمري و عبدالله الزماي و القاصين صالح الأشقر و جارالله الحميد و جارالله العميم والروائي صالح العديلي ، كما يقام على هامش الملتقى يوميا المقهى الثقافي في صالة الحناء بفندق النزل يشتمل على حوارات بين الضيوف ومثقفي وصحفيي المنطقة.