كلمات أخوية
"أيها الصديق الغالي، إنني لستُ كما كان يمكن أن أكون"
(شيلر)
يوهان فولفجنج فون غوته، وفروريش شيلر، خلاصتان من ألمانيا إلى ألمانيا، ومن ألمانيا إلى أوروبا، ومن أوروبا إلى العالم . إنهما حالة ألمانيا المهزومة في حروبها، أو في الحروب عليها، وحالتها أيضاً القادرة على النهوض من الهزيمة إلى النصر، وحالتها كذلك في إهداء العالم شعراً خالداً، وجمالاً جب ما قبل الشعر من حروب وضغائن وقتول .
لقد حاصرت أوروبا، ألمانيا زهاء قرنين .
اجتمع دهاقنة أوروبا في أحلاف، وتحالفوا في لقاءات ومؤتمرات، وكان الهدف المركزي المعلن أو الخفي، هو بقاء الإبداع الثقافي الألماني، والروح الألمانية، داخل الحدود الألمانية ذاتها، وعدم ترك المطر الألماني يهطل على أوروبا .
وأمسك قادة أوروبا بخطأ واحد، وربما أكثر، ارتكبه هذا السياسي الألماني أو ذاك، وألصقوه بالشعب الألماني، والشخصية الألمانية، والثقافة الألمانية، من دون ان تنسى أوروبا، الفظاعات العسكرية الأوروبية في ألمانيا .
بين القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر، عبرت ألمانيا عن ألمانيا، بأدبائها وفلاسفتها وفنانيها وأكاديمييها نساء ورجالاً .
ارجع اخي إلى كتب الإعلام في تلك الفترة الصاخبة المصطخبة في تاريخ ألمانيا وأوروبا، ستجد أن قصيدة من غوتة، أو شيلر، تعادل قروناً من الإبداع والتخليق، لم تستطع الحصارات الأوروبية حجبها .
المثل الألماني يصحّ عن العراق أيضاً، وهذا البلد العربي، فشل كثير من أشقائه وساعدهم على ذلك بعض سياسييه ومثقفيه في معرفته حق المعرفة . بل الطامة الكبرى أن كثيراً من السياسيين المثقفين العرب، باتوا يقولون إنه في داخل كل مواطن عراقي نوري سعيد أو صدام حسين، ونسوا المتنبي والبحتري والجواهري ويحيى الواسطي، وحداد سليم، وغيرهم، وغيرهم .
نسألكم بالله، أيها الإخوة الكرام، هل تمعنتم جيداً في شعر الملا عبود الكرخي؟ هل أتعبتم أنفسكم قليلاً وقرأتم مقالات الصحافي والكاتب العراقي "حَبَزْبوز"؟!
ليس هؤلاء أنبياء، ولا هم شخصيات "سوبرمان"، كما أنهم لا يمتلكون أجنحة، لكنّ كل مواطن عراقي في لحظة ما، منذ ما قبل التدوين، وإلى ما بعد يومنا هذا، ينقسم عليهم ويقسّمهم على نفسه .
فحذار من سبعة آلاف سنة تصير يوماً واحداً ذات لحظة .
جمعة اللامي
www .juma-allami .com
juma_allami@yahoo.com