قميص ٌ لوجه العراق..

2020-03-30

86 زهرة رمان،لمانعة صواعق العراق : الحزب الشيوعي العراقي

 

(*)

لا نحتاج وصايا تقرأنُا

ولا مقاعدَ للفرجه ْ

الشمسُ لدينا

تبحث ُ عن كوة  ٍ

لتكنسَ رائحة ً لزجه ْ

وطني لم يعد صالحا للشرب

أتئد..

أنا ليس أنت َ

أنا : صاحبي .

كتبي وما أرتديه : أصدقائي

عفوا.. تذكرتُ ليس لي أصدقائي وليس لهم

: مِن وطن ٍ كالعراق

: سوى طيش هذا الرصاص

.. دربته الحروب على قمصانها الداخلية .

ليس لي أصدقائي

ليس لهم من خصوبة  ِ هذه السماء الثمينة

سوى قبورٍ بِلا أجنحة ٍ

ليس لي أصدقائي

ليس لهم ..

ليس لنا وطن ٌ مذ ولدنا

ولا عرفات ..

نلتقي كلنا على كتفهِ كالحجيج .

 

(*)

يا سيدي

يا سيد البلاغة  وإمام نهجهِا العظيم

خلّصنا من هذا التقويم

وأعمل سيفَك َ

في المارق والسارق والمتلثم بالدين .

(*)

لنا قلق حارس المرمى

لكم نشوة سكين الصياد

حين تشق بطن الطريدة .

(*)

لا ماءَ نُسقيكم ولا غسلين

سنَجُرّعَكم نقوع آلامنا

صريخ الثكالى وذبح الطفولة

زنجار المعامل آفات المزارع

     لاماء َ لا غسلين .

(*)

يا هذا..

أدامكم الله ..

عَمَش َ العينين اللاصق في الجفنين

لا يفركهُ حتى الماء ِ الدافىء

 لا يفركه ُ سوى تسديد الدَين

(*)

أستروحُ دمعا

لا أراهُ

ولا أسمعهُ !!

أيكون ملائكةٌ يلطمون : نشيج الأله ؟

أم ما تبقى من دموع الشجر؟

غادر الأسئلة

وحدّق خسوف َ القمر..

(*)

جَرَب ٌ في الكراسي

يتدفق ُ ويغمرُ نخيل العراق ومصانعه ُ والمزارع

جَرَب ٌ في الفضائيات وفي التقويم والتعليم وفي الأسواق

 جرَب في كل ِ نحاس الأبواق .

(*)

رأيت ُ شيخا بصيراً يخاطب عصاه :

أنني أكره كل الحكومات

1949 شنقوا جدي بِلا سببٍ

أمضى والد زوجتي

سنواته الأخيرة في نقرة السلمان وموّتهُ السل

قتلت الشرطة ُ عمي في أضراب سجن الكوت 1953

في حريق سجن البصرة 1977

قبل إطلاق سراحه بيومين

قتلوا أخي سهوا

 شباط 1963 ماعادت خالتي من المدرسة حتى الآن .

 1970 قتلوا مدرس اللغة الانكليزية ورموه

في أحدى شوارع البصرة

 1979 رقنوا قيد العائلة

أختفى أبن أخي وزوجته الفيلية وأولادهما

عندما فاز العراق كرويا

 قتلها الرصاص السعيد

: أختى الصغرى وهي تنشر الغسيل في سطح دارها .

قبل سنتين تبخّر حفيدي وزوجته ُ

: لأسبابٍ مجهولة ٍ ما تزال .

وقبل أنتفاضة  تشرين بسنواتٍ

 كرهتُ الحكومةَ وفوهاتها الأهلية

وهكذا صرت ُ

 أكره كل الحكومات

سأبقى أفعّل كرهي بين الجموع .

بأنتظار قميص ٍ لوجه العراق ..

 

 

 

 

 

مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved