قنصلية البرتغال في البصرة ضحويات البلوى /4

2020-04-30

23 نيسان

العشار: شارع فرعي هادىء.. منطقة العزيزية، للبرتغال قنصلية هادئة.. نهاية 1979، لم يعد لها وجود...

للآن دولة البرتغال : توّثقت في ذهني بمدينتي البصرة، يعمل في القنصلية رجلٌ بصري هادىء . وكلما ذكروا أمامي جمهورية البرتغال شع َ في ذاكرتي وجه بيضوي مائل للصفرة كأنه تدحرج من هضبة التبت واستقر في بصرتنا : مجيد نقلي .

(*)

الغيمة ُ شراعها : شجرة

(*)

في حلمي رأيت برهامة ً وارفة ً، يخاصرها حزام ٌمِن خوص تتدلى منه بوصلة ٌ

(*)

يتذكرني طفلٌ يجاور خالتهُ مريم، على سرير من جريد،  في حوش هادىء، مظلته برهامة ٌ شاهقة.. أصيافُ ليلٍ وضحوياتُ أفياء، والصبي كأنه يستحم بزهرات خيطية برهامية تساقط بلا إنقطاع ..

(*)

خيطيا : هل زهرة الآس خالتها زهرة البرهامة ؟

(*)

ما يتساقط من زهرات الآس، بِلا نظارتي أراه قشور الحَب الأبيض

وحين يصير يبيسا : أراه أصداف سمك .

 

(*)

ليست أفعى  كل يوم تجددُ بشرتُها : البصرة

(*)

مجالس العزاء الآن : أدخّار إجباري .

(*)

الوفاة : تهمة في زمن البلوى

(*)

نسيمٌ يغمرُ الحديقة  َ:  مصابيح البمبر تجعل ليلي  شفيفا

 (*)

خطواتُنا : آلت ْ إلى غير وجهتها .

(*)

حبالُ الغسيل : أرجوحة ُ ملابسنا الماطرة

(*)

حبل الزورق : توأم الحبل السري

(*)

المتدلي ليس حبلا : أصابع الطاغية

(*)

المفردة الخاملة ليس دائما فوق سن التكليف .

(*)

كورونا : مَسخَ النهارَ من الضواري .

(*)

بعد قراءة كل كتاب تزدان، المكتبة َ بمصباحٍ جديدٍ وتخسرُ أنتَ مَن  توهمته كتفك الأيمن

(*)

طلب َ منا المدرس نكتب إنشاءً عن الأم، وحدي مَن كتب َ عن القطار .

(*)

الغوث : قارب نجاة منصته ُ ارتفاع منسوب الماء

(*)

تتلثم بعريها

(*)

في طفولتنا لم يعرف كلٌ منا لعبته

(*)

أنفض المراجعات من عقلك . دع عينيك تقود قدميك

(*)

ما في قلبكَ يتراقصُ في شموعِ كفيك

(*)

تعبّأ وجه البصرة بتلاوين طارئة ٍ .

(*)

البلوى انتزعت الأقنعة  فتحولت مرايا

(*)

غربال البلوى رقصته ُ مولوية

(*)

     على مدى عمري أراه

: مرتخيا في كرسيه، سبّابته وأبهامه  تدلكان جانبيّ أنفه

(*)

أحّضُهم ..على قدر طاقتي .

(*)

تسللنا قبل استفاقتهم .

(*)

غلاينه وفناجيني : مِن خلالهما يعبر الليل

(*)

نفضت عبائتها : تطاير ما  لا يُرى إلى عابرات الجسر

(*)

راحتي اليمنى ممسحة ُ سياج سلمُ الشقة

(*)

دائما هناك تافه ٌ يتّفه مصائبنا

(*)

شمس ٌ من قمرٍ ضحويات العدوى

(*)

البلوى : محبسة ٌ كبرى بِلا أبواب .

(*)

 صمت ُ تقني وبسمة ٌ  كتيمة ٌ في غرف البيوت وفي الهول

(*)

البلوى :  ثقافة المطبخ .

(*)

الحديقة ُ مكتبتي .

(*)

أبواب بيوتنا تحررت من عنف القبضات

(*)

كورونا : أبابيل ما بعد الحداثة .

(*)

في التعليم

قبل سبعين ... تقايضتْ العائلات : لكم اللحم ولنا عظم أولادنا .

الحكوماتُ اختزنت اللحم والعظم وما تزال .

(*)

قبل أن يستحلبوا مراهقتهم صاروا كواتم .

(*)

علينا القيام بحراسة مقابرنا .

(*)

صناعة العطور : مسلخُ الجمال الإلهي .

(*)

كل تصنيع : يكوّر قبضته ويصّعر خده .

(*)

نحتاج ُ بلاداً بِلا تأويل

(*)

الوسيلة الوحيدة لمعالجة البطالة : زودوا التأريخ بهوية متقاعدين .

(*)

دفاعاً عن البيئة : متى نتخلص من هذه الأحزاب ؟

(*)

نفاقهم : ضرورة بيولوجية .

(*)

بعينيّ رحّالة، حدّق ... لا بعيني مؤرخ .

(*)

فجرذاك اليوم : صارخٌ ومخنوق كان صوتُها .

(*)

هو يتذكر، أنا أكتشف ُ

(*)

أذناب / ذنوب : كلاهما للأسفل .

(*)

لا  قاع َ للأبداع .

(*)

26 نيسان الخامسة وخمس دقائق

لم يكتف بما تسقطه الريح، دحسَ الصبي وسط دشداشته في لباسه، تسلق خاصرة السدرة، تقافز بين الأغصان يقطف نبقا تفاحيا، ويضعه في جيوبهِ . الريح تراقص السدرة، الصبي يستفز الريح بضحكاته الحلوة .. وصل أعلى غصن، خلع دشداشته ..أمطرت السماء نبقا لأول مرة .. الدشداشة شراع، الصبي زورق ..

      يتماوجان زورقٌ وشراعُ في الريح ويصعدان ..

(*)

صبيٌ وصلَ أعلى غصن في السدرة، في يوم ريحٍ، طارت دشداشته من جسده، مكث الصبي في مكانه وما يزال .

(*)

طابخو الفنادق المنّجمة تتعرق وجوههم ليس من الخجل

(*)

هي أجهشت -------- هو يتجشأ . فمن هذا الذي يتجشّم ؟

(*)

رَبضَ ..أنحسرَ.. أسترخى .

(*)

لا أريدُني فجراً : لن أميّز بين أسود وأبيض

(*)

الظلم ُ : لماذا يتعامل معنا بأنفعال ٍ زائد ؟

(*)

فجراً 27 / 4

لن أهيلُ الترابَ على أرقامِكم في الموبايل

(*)

لا جمل َ يتحمل أثقالك : سواك .

(*)

يسألني ولدي وهو يراني أحمل إفطاراً قبل الآذان لهيكل عظمي متنقل

: أراك تجالس ليلاً هذا الشحاذ، كما أراك، تمنحه أكثر من غيره في سائر الأيام . ؟ أذّكر ولدي بحديثي المتكرر عن القنصلية البرتغالية،وأضيفُ

 هذا الشحاذ مِن أمهر نجاريّ الموبليات، يسألني وما علاقته بالقنصلية .. ؟   : اسمهُ حربي مجيد نقلي .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved