وحدي على كورنيش شط العرب . هو الخريف الأحب إلى روحي، والوقت ضحى صقيل، تشهّت روحي نزهة ً نهرية ً.
(*)
ما أن استقر جسدي في الزورق، أنطلق السائق ، فجأة أليّل الضحى على النهر، الكورنيش ما زال في ضحاه الأنيق، انتبهت ُ: الزورق لا يسع سواي وفي مقدمته شمعة أرتفاعها نصف متر : يتراقص ُ ضوءُها البرتقالي .
(*)
حين تلفت رأيت زوارق َ متباعدة ً بنسبٍ معينة .
(*)
كل زورقٍ في مقدمته ِ شمعة ً فوق كتاب ضخم .
(*)
الزوارق تتهادى بالشموع والكتب والليل .
(*)
لا أحد في الزوارق المتهادية، لا راكبَ ولا سائَق زورق ٍ.
(*)
حدّقتُ في الزورق الذي أنا فيه : ؟ المحرّك يشتغل والزورقُ يتهادى،
: أين السائق ؟
(*)
الكورنيش أدركته الظهيرة الخريفية التي أُحبها .
(*)
الليل مازال قوساً على النهر . الكورنيش والضفة الثانية تغسلهما شمسٌ دفيئة .
ليتني دفيئا مثلها .
(*)
تلّفت ُ صارت القصر ُو السباع الحجرية خلفي والمتنزه .
(*)
كتب ٌ طافية ٌ فوقها شموع ٌمتوهجة ٌ.
(*)
على الماء زورقي : وحدهُ .
(*)
هل سأختفي ويطفو كتابٌ وشمعة ٌ؟
(*)
كم... ألبثُ في الأعماق حتى أطفح َ كتاباً ؟
(*)
قفزتُ
من الزورق ...
ما زال
جسدي يعوم،
شوقا
للكورنيش .