"أصُوصٌ عليها صُوصٌ"
(مثل عربي)
من شيم سيف الدولة، الطعن بالعدا، كما يقول المتنبي، رحمه الله. ومن شقشقات "ابن السقاء"، هذا، تقريب "ابن ضبه" الى مجايليه ومعاصريه، والتالين لأيامه، وأيام قومه، وزمانهم وزماننا.
وعلى هذا الصراط ننشئ، اليوم، هذه المقالة حول صوص أيامنا، وزنيم الأزمان، المدعو غيلم بن هجين البعري، وريث "ابن ضبّه" في الرخاوة واللين، حتى عند الركبة.
لله درك، أبا الطيب.
وما أشقاك يا غيلم، وما أكثر شقاوة قومك بك، فأنت سمة عصرهم، ورمز أيامهم، وحادي ركبهم، ورسولهم الى المؤتمرات، والناطق باسمهم في الندوات، والقائل: أنا لها، حين ينادي منادي نوادي لندن، ومرابع وادي السير، ومربعات بوهيميا.
اليوم، أنت أيها البعري، استكملت عدة الشغل، ورتبت خلفك عديد المهابة، لباسك تغير، فها أنت استبدلت ملابس أجدادك الأوائل - بسروال نصف قصير، وقميص مفتوح عند الصدر شبه عريض، من دون أكمام، وخلو من الأزرار، ورميت العقال جانباً، وتبرطنت بقطعة من قماش، أدرت مظلتها الى خلف رأسك.
وصنعت لك لحية، لا هي كما أوصى السلف، ولا تشبه هيئة المحنكين من الخلف، قال لك الحلاق الأمرد: مِسْيو، كيف تريد لحيتك؟
قلت باسماً، هامساً: على ذوقك أخوي.
وظهرت على الناس، بالصالات، وعبر شاشات، مُتختماً بذهب وزمرد. في أذنك اليمنى صف من أقراط، لكل قرط دعوة خاصة. وفي أذنك اليسرى صف من ثلاثة سيوف، كل سيف.. دعوة.
ثم تعطرت، وتمايلت، وتثنيت، حتى كدت تنكسر من الوسط، أو تتعثر في مشيك، لولا أنك حافظت على توازنك، بشال أحمر، تهفهف به على الرائح والغادي، بعدما رميت مسبحتك في البحر.
وحين تتكلم في الشعر، نسمع كل شيء، إلا الشعر، وعندما تتكلم في شؤون الحرية، تضرب المثل بانفعالات القطط في فبراير/شباط.
أما عندما تسأل: وماذا تقول يا صاحب الطلعة البهية في القول المأثور القريب الى نفسك، فتجيب: أنا والغريب على ابن عمي. أنا والغريب، وأنا
وابن عم الغريب، على ابن عمي وأخي.
- ماذا؟
- نعم، هذا ديني في الاقتصاد والسياسة والثقافة.
تركت أهلي خلفي، فأنا الآن مستثمر بين شركات الكارتلي.
البعري، سابقاً.