بقدر ما تتمنى أن يحل موسم الشتاء لتتخلص من حرارة الجو في الفصل السابق وما يرافقه من مشاكل ارتفاع الحرارة، فبنفس القدر ستكون منزعجاً من الإصابة بأحد أمراض المسالك التنفسية، وأمراض المسالك التنفسية نوعان من ناحية الحِدّة، أمراض حادة ومزمنة، وكذلك من الناحية التشريحية، أمراض المسالك التنفسية العليا ( الأنف، جوف الأنف، البلعوم( وهو مشترك بين الجهازين التنفسي والهضمي والحنجرة ) وأمراض المسالك التنفسية السفلى ( القصبة الهوائية ،القصيبات الهوائية، والرئتين بكل تفاصيلها التشريحية من حويصلات وأغشية ) . علماً ان بطانة الجهاز التنفسي تتألف من نسيج مخاطي مرتبط بالكثير من العناوين التشريحية المجهرية المعقدة .

ومن الحالات الشائعة في فصل البرد الخاصة بالجهاز التنفسي العلوي، هو الرشح، او ما يُطلق عليه بالزكام.

فالرشح او الزكام هو كل ما يترشح من افرازات في الانف بسبب حالة مرضية سببها جرثومي (فايروسي) أو غير جرثومي ( حساسية ) . وموضوعنا الان هو الرشح الناتج عن حالة مَرَضية سببها فايروس .

فايروس الرشح او الزكام ذو طبيعة عدوانية وهو موجود في كل مكان وفي كل الأوقات ولكنه يتحفز للتكاثر والانتشار بتوفر الظروف المناسبة وأهمها التغيرات بدرجات الحرارة(هذه نظرية، وهناك نظرية أخرى تقول أن سبب نشاط الفايروس لا يعود الى تغير المناخ وإنما الى هبوط مناعة الانسان ولأي سبب كان)، ولما كانت وسيلة انتشار الفايروس هو الهواء لذلك فهو ينتقل عن طريق المسالك التنفسية، وبذلك فهذا الفايروس ينتشر بسرعة مسبباً الحالة المرضية المعلومة.

تنتقل العدوى بواسطة استنشاق الهواء الملوث بالفايروس، من عطاس او سعال شخص مصاب او عن طريق لمس شخص مصاب او استخدام أدواته، وفايروس الزكام بإمكانه ان يبقى فعالاً معدياً ما يقارب 18 ساعة خارج البيئة المحيطة به، فينتقل من الايدي الى الانف والعينين، ثم يبدأ بالتكاثر داخل الانف والحلق قبل ان ينتشر في المسالك التنفسية، وتكون الاعراض والعلامات بعد ذلك واضحة عند الاطفال فتسبب حالة شائعة بينهم يُطلق عليها ( الكروب أو الخانوق)، وتمتاز بسعال ذي صوت غريب مخيف للوالدين.

ان المدارس ودور الحضانة هي محتشدات مغلقة تكون عامل مساعدة في سرعة العدوى بين الناس وخصوصاً حينما ينقلون المرض الى بيوتهم، علماً ان الذين لديهم مشاكل اصلاً في الجهاز المناعي، فهم من ضمن دائرة الاختطار للإصابة.

الزكام او الرشح ويطلق عليه ايضاً نزلات البرد يختلف عن الأنفلونزا من حيث الفايروس المسبب للحالة ومن حيث الطبيعة المرضية الناتجة عن الإصابة ففايروس الزكام او الرشح انواعه محدودة(حوالي 200 سلالة فايروسية) وتنتج عنه حالة مرضية بسيطة سرعان ما تزول، اما الأنفلونزا فأنواع فايروسها عديدة جداً، وتنتج عن الاصابة بأي نوع منها، حالة مرضية صعبة وتستمر لعدة ايام قد تطول، فهناك فرق بين الزكام ( يُعرف عند العراقيين بـ "النشلة") ، وبين ألأنفلونزا وكلتا الحالتين تؤديان الى الإصابة بالتهابات بكتيرية ثانوية.

اعراض وعلامات الزكام

1.   عطاس.

2.   ارتفاع درجة الحرارة، وعلى الأغلب لدى الصغار.

3.   احتقان الانف والحلق، 40%

4.   سيلان الأنف والذي بعد ايام قليلة يصبح افرازاً اصفراً كثيفاً او حتى اخضر.

5.   سعال، 50% تقريباً. وفي الكثير من الحالات يصاحب السعال افراز البلغم.

6.   بحة بالصوت

7.   احتقان العينين مع التدميع.

8.   آلام عامة في الجسم، بالعضلات، الوهن، الصداع، و فقدان الشهية.

ان كل ما يعاني منه المصاب من هذه الاعراض والعلامات هي بسبب رد فعل الجهاز المناعي للجسم ضد الجسم الغريب (الفايروس) الذي دخل، وبالنتيجة فأن الغشاء المخاطي سيفرز افرازاته كناتج عن التفاعل المعقد بين الجهاز المناعي وبين الجسم الغريب.

عادة ما تبدأ الأعراض والعلامات بعد مرور 15 ساعة من التعرض للفايروس فيشعر المصاب بالوهن والقشعريرة، العطاس، صداع، وبعد يومين يبدأ سيلان الانف وسعال، الذروة تصل خلال 2 – 4 أيام لتختفي بعد 7 – 10 ايام، بعضها تستمر اكثر وربما السعال يستمر الى اكثر من اسبوعين (علماً ان الاطباء يوصون في حالة استمرار السعال اكثر من عشرة أيام بضرورة مراجعة العيادات التنفسية التخصصية، خصوصاً وان العراق احد البلدان التي تتوطن فيها بكتريا التدرن).

مضاعفات الرشح او الزكام

1.   التهاب المسالك التنفسية السفلى الفايروسي او البكتيري.

2.   التهاب الجيوب الانفية.

3.   التهاب الاذن الوسطى(وخصوصاً عند الاطفال).

الوقاية :

افضل طريقة هي الاجراءات الذاتية التي يقوم بها كل شخص كغسل اليدين جيدا ارتداء قناع الوجه، الابتعاد عن مواقع الاصابة وخصوصا الاماكن المزدحمة، تجنب التدخين، ارتداء ملابس تقي من البرد، عدم التعرض للهواء البارد او عدم التعرض لتيارات الهواء مختلفة الحرارة.

لا يوجد لقاح ضد فايروسات الزكام بالوقت الحاضر بسبب كثرة انواع الفايروسات، اما التطعيم ضد الانفلونزا فهو لنوع محدد من انواع فايروس الانفلونزا ويستخدم تحاشياً للحالات الوبائية كون الانفلونزا ذات تأثير مراضي اشد.

الاجراءات في حالة الاصابة:

1.   الراحة.

2.   استخدام مخفضات الحرارة.

3.   تناول السوائل الدافئة (وتفضل تلك المحلاة بالعسل/ لا يمكن استخدامها من قبل المصابين بالسكري) بأستمرار منعاً للجفاف، كما هناك نظرية تؤكد على ان كثرة السوائل تساعد بشكل مباشر على طرد الفايروس من الجسم.

4.   الشوربات مهمة كشوربة الدجاج وشوربة الرز الحمراء أو البيضاء.

5.   الغرغرة الخاصة للفم ( موجودة بالصيدليات) او بالماء الدافئ والملح.

6.   استنشاق البخار للمساعدة في فتح الانف المسدود والسيطرة على الاحتقان.

7.   ممكن استخدام نقط الانف.

8.   مرهم الفيكس (مادة المنثول) مفيدة جداً في إزالة الاحتقانات.

ملاحظة مهمة / من الاخطاء الشائعة والتي لها وثيق الصلة بالوعي الصحي، هي الاستخدام غير الصحيح للمضادات الحيوية حينما تحدث الاصابة بالزكام او حتى الأنفلونزا و(غير الصحيح) هذه كون المرض فايروسي لا يتأثر باستخدام تلك المضادات، بل بالعكس لها مضار جمّة ومنها نشوء سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية نفسها.

وننصح بالأستخدام الطبي للمواد التالية (نقلاً عن الدستور العراقي للأعشاب الطبية):

1.   البابونج/ ملعقة طعام في قدح ماء مغلي وتعمل كالشاي ويؤخذ منه كوب مرتين باليوم قبل الطعام.

2.   الاكثار من تناول البصل.

3.   البصل الفرعوني/ تنقيع ملعقة كوب منه في نصف قدح ماء حار لمدة ربع ساعة ويؤخذ منه ثلاث مرات باليوم .

4.   البطنج/ تنقيع ملعقة شاي في نصف قدح ماء مغلي ثلاث مرات باليوم.

5.   ورد البنفسج/ تنقيع ملعقة شاي في كوب ماء حار ويؤخذ منه ثلاث مرات باليوم.

6.   ثوم / 2 -4 فصوص يومياً، الثوم يحتوي على مركب (الأليسين) ذي الخصائص المضادة للفايروسات، ويفضل النيئ منه.

7.   الاكثار من البصل، كما ان تناول الفجل يقلل من الاحتقان.

8.   حشيشة الكلب/  تنقيع ملعقة شاي في كوب ماء حار، ثلاث مرات باليوم.

9.   حشيشة المبارك (جذر القرنفل)/ تنقيع ملعقة شاي في قدح ماء مغلي، ثلاث مرات باليوم.

10.حَوَر/ ملعقة شاي من القلف تصنع كالشاي ثلاث مرات باليوم.

11.  خباز/ملعقة اكل من الاوراق في استكان ماء كالشاي ثلاث مرات باليوم، اما الازهار فملعقة كوب في استكان ماء ثلاث مرات باليوم.

12.  اوراق الختمة/1-2 ملعقة كوب من الاوراق المجففة في كوب ماء مغلي لبضع دقائق ثم يصفى ويشرب ساخناً ثلاث مرات باليوم.

13.  خمان كبير(اسود ، خابور)/ ملعقة شاي من الازهار الجافة في كوب ماء كالشاي ثلاث مرات في اليوم.

14.  دارسين/ نصف ملعقة شاي في نصف كوب ماء كنقيع مغلي ثلاث مرات باليوم.

15.  زعتر/ ملعقة شاي من العشبة المجففة في نصف قدح ماء مغلي على شكل نقيع ثلاث مرات باليوم.

16.  بذور السفرجل/ ملعقة شاي من البذور في كوب ماء مغلي، مرة او مرتين باليوم.

17.  السوسن (عرق الطيب)/ تنقيع ملعقة شاي من العشبة في نصف قدح ماء مغلي ثلاث مرات باليوم.

18.  عنب الحية /نصف ملعقة شاي من الجذور اليابسة في نصف قدح ماء كالشاي ثلاث مرات باليوم .

19.  فرسيون/ ملعقة شاي سفوف او على شكل نقيع في كوب ماء ثلاث مرات باليوم.

20.  كوجرات / شاي الكوجرات.

21.  النعناع

22.  ورد لسان الثور /ملعقة كوب من الازهار الجافة في نصف قدح ماء كالشاي ثلاث مرات باليوم.

23.  ينسون/ ملعقة كوب من العشبة في قدح ماء مغلي ويترك لمدة ربع ساعة ثم يستعمل ثلاث مرات باليوم.

24.  وهناك خلطات مفيدة للتخلص من الرشح:

أ‌)    فنجان صغير من الليمون + 3 ملاعق صغيرة عسل.

ب‌)   كوبان من الماء المغلي + ثلاث ملاعق جوز الهند.

ت‌)   ملعقة صغيرة من الدارسين المطحون + ملعقة من الزنجبيل المطحون + ملعقة صغيرة قرنفل مطحون، تضاف جميع هذه المواد الى كوب ماء مغلي.

 

25.  ملاحظة اخرى/ ينصح مختصو التغذية الصحية بتناول الفلفل الحار اثناء الاصابة بالرشح كون مادة (الكابسين) الموجودة فيه تنشط الدورة الدموية، ويزيل ألاحتقان كما انهم ينصحون بالابتعاد عن تناول الحليب في حالة حصول السعال. كما ينصحون بتناول البرتقال فهو يحتوي على فايتمين سي، كما انه مصدر مهم لحامض الفولك، والألياف وصبغة البيتا البرتقالية المضادة للأكسدة ومركبت الفلافانيودز والكراتونيودز المضادة للسرطان، وكذلك ثمرة الكيوي تحتوي على كمية وافرة من فايتمين سي.