أكياس الكلمات التي ورثتها بلا وصية ،
ماذا أفعل بها
الآن ؟
أنها الورطة ،
داهمتني ، في ليل يحك أرقي
ويرمني لصباح المدينة
لدرب أعزل ،
من صوت ديك الفجر
يجر الشمس
ورغيف التنور
وهمة الناس تلون فضاء الشارع
بين الفراغات المتقاطعة
لفوازير الأيام
داهمتني
حين كنت أتعرف
للأشجار ، جمهورية الطير الخالدة
تومىء لشروق الشمس
تلوح بدستورها
بلا نقاط حراسة
بلا سلالم أو بطاقات تعريف
بلا عيون على عيون
تحيّ الصباح بصوت خلاخيلها
تلك التي لم نفتح رسائلها للآن
داهمتني ،
في البعد عن نهر كدجلة
أعين ساقية على سرد
ذكرياتها مع طفولتنا ،
كما لو كانت وحيدة في صحراء ،
أعين ولاة صالحين مبثوثين بأرض الأحلام
على ترتيب الانتظار
عبر برقيات الحواس
أعينهم على فرحة نهار
تأهبوا لها على مرمى الحبر
بنار لاءاتهم المتقدة
يمسدون حروف العلة
أو يشدون نبض الحروف الميتة
لإسعاف الجدوى
لتحصين متاريس الكلمات
لنستقبل معاول الشك ،
من أنت ،
تهز روح القلق وتشدها
بأدوات الترقيم
كراس حكمة مصابة بالصداع ،
لماذا ينام شكنا
على أرصفة القيل ولقال
وينفر من الكلمات
تلك التي ورثتها بلا وصية
تسبح بمذاق الجنان
بتخوم الورق المدعوكة بأصابع الاستخدام ؟
داهمتني
شريداً تحت إكليل النخلة ،
صوتاً ناشفاً كأسماك أمهاتنا المتأرجحة
على حبال الصيف ،
داهمتني
بلا وصية ،
ماذا أفعل بها الآن ؟
ولأنها داهمتني بين براري اليأس
سأغامر بها على موائد الورق
تحت سطوع الألم
وانكشاف الخيبة بك يا هذا
برأس عامرة بأنياب الخوف
وفم ينفث دخان الحروب
أغامر بها في كل مرة
دفعة واحدة
كفسحة ينازعني عليها ارتطام الصاروخ ،
أغامر ،
متأبطا خصر العالم
ورغبات يلزمها أكثر من هذا العُمر ،
أزرعها بكل ألوان الحبر
كعلامات فارقة لسحنتي
بين ركام الأيام .
لأخرج من سلة هذه المهملات
مغامر بفعل الكلمات .