لا للاحتلال والطائفية في العراق
"الطَّمَعُ رِقٌّ مُؤبَّد"
(عَليّ / رضي الله عنه)
تحفز مقولة الإمام رضوان الله عليه، عن الطمع والتحذير منه؛ وتبشيع القائمين على ثقافته، استذكار مقولات راقية لصحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام؛ وفي مقدمتهم، الفاروق عمر، رضي الله عنه.
قال عمر: "ما الخمر صرفاً، بأذهب لعقول الرجال من الطمع؛ فإياك والطمع، فإنه الفقر الحاضر".
صدق الفاروق.
والطمع في السلطة، ذروة الطمع في المال. والسلطة والمال ان اجتمعا في شخص لا مروءة عنده، كان في ذلك خراب النفس؛ وفي خراب النفس خراب العالم، كما يقول "الغزالي" في رسالته الشهيرة: "أيها الولد".
وفي العراق اليوم؛ كما في الأمس؛ التقى خراب السلطة بخراب المال، فطلع من هذا اللقاء وحش عميل للاحتلال؛ طائفي بامتياز، مستبد بأمور الناس، من لقمة العيش، وحتى إلى ما بعد أعراضهم.
هؤلاء توزعوا في العهود الماضية، ويتوزعون الآن، على المشهد العراقي، بطوائفه التي صنعها الطائفيون، وبأحزابه التي ابتكرها الأجنبي وأدواته، واثنياته المتحابة التي جعلها الأجنبي وأعوانه، تشتجر حرباً لا قبل للعرب والمسلمين بها.
اعداء الأمس، هم حلفاء اليوم. والذين كانوا يركبون المنابر، أو يجوبون المدن، وينادون بمظلومية العراق؛ ويحشمون أبناء العرب والمسلمين من أجل الخلاص العراقي؛ هم اليوم أثرياء الحروب، وأباطرة الطوائف؛ ومستثمرو العملية السياسية؛ ودعاة حقوق القوميات!
هذه هي الحقيقة التي لا يمكن حتى لأعداء الحقيقة نكرانها. ومن بين صفوف هذه "المنطقة الخضراء" أو "المنطقة الحمراء" التي سبقتها، تسمع عن ثراء خيالي وفاحش؛ وتقرأ مدونات خطيرة لا يرقى إليها الشك، وكلها تقول ان أصل شرور العراقي؛ بعد الدكتاتورية، هو الاحتلال وعملاؤه.
وبعد افتضاح المشهد كاملاً، يقول لك اعلامي صديق: "تعال شرفنا، وخذ المؤسسة التي تشاء".
وبعد أن علم القريب والبعيد؛ بل وبعد أن أعلن "البريمر" اشمئزازه من "فساد" هذه الطبقة العراقية في "مناطقها" المتعددة الألوان، يأتيك من يقول لك: "تفضل السيد (الفلاني) يريد لقاءك"!
لا، والله. عند هذه النقطة يهون الموت.
فلا لقاء مع من حملته دبابات الأعداء.
نعم والله، لا للاحتلال، لا للطائفية، لا للدكتاتورية، نعم للعراق الموحد الديمقراطي؟.
.. اللهم فاشهد.
جمعة اللامي
29/6/2008